Close ad

«رُسمت حزينة ومجهولة الأسماء».. كيف تم رسم بورتريهات الفيوم؟ | صور

24-9-2022 | 22:34
;رُسمت حزينة ومجهولة الأسماء; كيف تم رسم بورتريهات الفيوم؟ | صوروجوه الفيوم
محمود الدسوقي

عام 1887م، ظهرت العديد من لوحات الفيوم بحوزة نابشي القبور، وسرقة محتوياتها، من فئة المغامرين الأجانب، وحتى من نابشي القبور المصريين، ممن يجهلون عظمة ما يعثرون عليه، حيث اقتنى العديد منها جامع وتاجر التحف النمساوي المدعو "جراف"، وأقام معرضا لوجوه الفيوم عام 1889م، و كان مجموع لوحاته هو 96 لوحة، بينما باع ما يقرب من 300 لوحة، إلى متاحف كثيرة، وحتى لهواة جمع الآثار.

موضوعات مقترحة

ويؤكد الأثريون أنه عمليات البحث عن تلك اللوحات بدأت بشراسة شديدة، وبدأت رحلة البحث العلمي عن أصل تلك الوجوه، منهم عالم الآثار "بترى"، الذي درس ما يقرب من 150 لوحة، ومن ثم اكتشف حوالي80 مومياء فى منطقة الفيوم، تحمل أكفانها تلك الوجوه، ومن بعده عالم الآثار "جاستون ماسبيرو" بعدما قام بإعادة تنقيب، فعثر على 65 لوحة جديدة، وعلى الرغم من تسميتها بلوحات أو وجوه الفيوم، نسبة إلى أول مكان تم العثور عليها به، إلا أنه ومع كثرة حملات التنقيب، تم العثور على المزيد من اللوحات بطول مصر وعرضها، تنتمي لنفس النوعية، ونفس الأسلوب الفني، وجميعها ترجع لعصور اختلاط المصريين بالثقافة اليونانية الرومانية، فى الفترة من القرن الأول الميلادى.

كما يؤكد الأثريون أن اللوحات على الأرجح هى نتاج فناني الجاليات الرومانية المستقرة جنوب الوادي، مع إضفاء الطابع المصري الفريد عليها، ولربما لمصريين، تأثروا بالطابع الإغريقي والروماني، التي تبنت إبراز الملامح والسمات الفردية، بطريقة شاملة ومثالية، وتسجيل واقعي لملامح الفرد.وأعلنت الصفحة الرسمية للمتحف المصري بالتحرير ، عن تقنية رسم لوحات الفيوم التى تملك شيوعا لدي كافة المصريين ، حيث يقوم المصريون بتركيب الوجوه على لاعبي كرة القدم فى المنتخب المصري ، أو وضعها على صفحات التواصل الاحتماعي ، وذلك تزامنا مع احتفال مرور 200 سنة على تأسيس علم المصريات.

 وأكد المتحف أنه تم طلاء اللوحات  بإستخدام تقنية "الانكوستيك" ، التي كانت تعتمد على شمع العسل ، أو مع طلاء التمبرا حيث تم خلط صفار البيض مع الأصباغ. كما تم استخدام الألوان المائية. وقد رسم عدد قليل جدًا من اللوحات على الكتان باستخدام نفس التقنيات. ويُعتقد أن اللوحة تم رسمها خلال حياة الشخص وبقيت معلقة على جدار المنزل لإزالتها بعد الموت ووضعها على وجهه بعد التحنيط. ومع ذلك ، فإن بعض هذه اللوحات تم رسمها بعد وفاة الشخص خاصة إذا كان المتوفى طفلاً.

في  بداية القرن الأول الميلادي، أصبح من المعتاد إدخال صورة للمتوفى في لفائف المومياء فوق وجهه ، حيث استبدل القناع الجنائزي الذي غطى الرأس والصدر خلال فترات التاريخ المصري القديم ليساعد الروح على التعرف على صاحبها في الحياة الآخرة بهذه الصورة و على الرغم من العثور على صور مومياء في العديد من المواقع الأثرية من سقارة في الشمال إلى أسوان في الجنوب إلا أن العلماء أطلقوا على تلك اللوحات "بورتريهات الفيوم " ، حيث تم العثور على أول صور معروفة في منطقة الفيوم وتم اكتشاف عدد كبير من تلك اللوحات هناك و تمثل بورتريهات الفيوم ، والتي تم رسمها بأسلوب واقعي غالبًا ما يعبر عن الحزن والواقعية فى الملامح، الوجوه أماميًا وأحيانًا تتجه قليلاً إلى اليسار. وهذا يختلف عن التمثيلات المصرية القديمة ، التي أظهرت دائمًا الوجه في صورة جانبية على جدران المعابد والمقابر.كما تم تنفيذ اللوحات على ألواح من خشب الجميز أو الأرز أو الصنوبر أو خشب الأكاسيا. ومعظم الألواح مستطيلة الشكل ويبلغ ارتفاعها حوالي 40 سم وعرضها 20 سم.

وكانت البورتريهات ذات خلفية بيضاء بشكل عام عندما يمثل عليها الرجال ، بينما كانت تلك االخلفية أرجوانية إذا مثل عليها السيدات، وفي حالات قليلة ، كانت الخلفية خضراء أو زرقاء. ومثلت أثواب السيدات على تلك اللوحات مطرزة بخطوط ملونة، ويمكن تأريخ هذه الصور على أساس لحى الرجال ومجوهرات السيدات وكذلك على تسريحات الشعر الخاصة بهم.

وقد تأثرت هذه البورتريهات بصور العائلة الإمبراطورية في روما ، والتي تم نسخها في كل مكان في المقاطعات الرومانية. تم استخدام الصور في مصر من القرن الأول حتى القرن الثالث الميلادي ، واختفت تدريجياً مع انتشار المسيحية في القرنين الثالث والرابع.


وجوه الفيوموجوه الفيوم

وجوه الفيوموجوه الفيوم

وجوه الفيوموجوه الفيوم
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: