نجح الفنان محمد وفيق، طيلة مشواره الفني، في جذب الملايين من متابعيه، ليحجز لنفسه مقعدًا بين الكبار في عالم الفن، الذين أثروا الحياة الفنية بأعمال لاتزال خالدة في قلوب الجميع.
موضوعات مقترحة
وكان الهدوء الذي يتسم به الفنان محمد وفيق، على الدوام، سمة لم يكن يتسم بها نظرائه، لكنها كانت سمة غالبة على كل أعماله وسبيلًا للوصول إلى قلوب محبيه.
75 عاما على ميلاد الفنان محمد وفيق، والذي يعد واحدًا من بين قلائل ممن برعوا في الأدوار التاريخية، فهو الذي قدم دور الصحابي عمرو بن العاص في فيلم الرسالة، والإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت في الوصول إلى القمة، والدور الأشهر له طارق بن زياد في بلاط الشهداء، ناهيك عن الدور الوطني في المسلسل الأشهر «رأفت الهجان» في دور عزيز الجبالي، ليترك بصمة في كل الأدوار التي قدمها.
حياته وأبرز أعماله الفنية
ولد محمد وفيق علي بالاسكندرية لأب يعمل أستاذًا بالجامعة، أتم دراسته الثانوية بالمدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية ثم حصل على بكالوريوس فنون مسرحية بتفوق عام 1967 في الدفعة التي ضمت نور الشريف و مجدي وهبة و شاكر عبد اللطيف و عبد العزيز مخيون.
أثناء دراسته بالسنة الأولى في المعهد ذهب للعمل في مسرح التليفزيون كنوع من التدريب وزيادة الدخل حيث كان قادمًا لتوه من الإسكندرية، ثم شارك في مسرحية «سندباد» من إخراج أحمد زكي وشجعه كثيرًا محمود أمين العالم، وشاهد المسرحية المخرج يوسف شاهين وأسند له بطولة فيلم من إخراجه لكن لم يكتمل المشروع.
النقلة الكبيرة في مشواره كانت من خلال مسلسل «الكتابة على لحم يحترق» الذي قدم فيه شخصية «الظاهر بيبرس» بالإضافة إلى دوره من خلال مسلسل «المرشدي عنتر» وقدم في نفس الوقت مسلسلاً لتليفزيون قطر عنوانه «أحمد باشا الجزار» ثم كانت مشاركته في فيلم «الرساله» من إخراج مصطفى العقاد وقدم فيه شخصية (عمرو بن العاص).
في الثمانينات وعلى مدى ثلاثة أجزاء من إخراج يحيى العلمي قدم الشخصية الأكثر شهرة له وهي شخصية «عزيز الجبالي» ضابط المخابرات الذي يعمل في الخفاء ليجعل حياة الجاسوس المصري «رأفت الهجان» أكثر سهولة في حياته الخطرة داخل إسرائيل والشخص الذي قال «رأفت الهجان» أنه يشعر بوجوده وبمدى اهتمامه به بدون أن يراه أو يعرفه، برغم تنوع أدواره يظل هذا الدور هو الأشهر في مسيرة محمد وفيق.
في الثمانينات أيضًا قدم أفضل دور سينمائي له في فيلم «الهروب» من إخراج المخرج الكبير «عاطف الطيب» بدور ضابط الشرطة البراجماتي البارد »فؤاد الشرنوبي» الذي عاد لتوه من أمريكا محملًا بأساليب أمنية جديدة، ويظل عدد الأفلام التي قدمها «وفيق» للسينما محدودًا مقارنًة بإسهامه في مجال التليفزيون فقد قدم نحو 22 فيلم فقط بينما قدم أعمال لا تحصى في التليفزيون.
حبه لـ كوثر العسال وزواجهما
تزوج وفيق من ابنة خالته الفنانة كوثر العسال في أواخر الثمانينات واستمر زواجهما الذي وصفه بالزواج السعيد حتى وفاتها في أواخر عام 2013 عن 64 عامًا، قائلا في أحد اللقاءات أنه "رغم العمر الطويل الذي قضته كوثر مع زوجها عبد المنعم إبراهيم إلا أنني انتظرت على أمل أن يجمعني بها القدر ثانية".
وأضاف الراحل محمد وفيق: "وبالفعل وافقت دون تردد على الزواج مني في نهاية الثمانينيات ليتحقق حلمي الذي استمر ما يقرب عقدين من الزمان".
وتابع: "لقد كانت حلمي وأملي أن يجمع بيننا القدر فقد انتظرتها طويلا فبرغم أنها كانت ابنة خالتي وتسكن في العمارة المقابلة لنا، إلا أن القدر فرق بيننا".
وبعد وفاتها عانى وفيق من حالة اكتئاب شديدة قرر على إثرها التبرع بمجوهراتها إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357، ثم تبرع بمنزلهما بالمهندسين، بكل ما فيه من آثاث إلى أحد الشباب المقبل على الزواج، وأوصى بأن يدفن بجوارها.
مالفنان محمد وفيق وزوجته كوثر العسال
مالفنان محمد وفيق وزوجته كوثر العسال
الفنان محمد وفيق