Close ad

لمصر وشعبها رَبٌّ يَحْمِيهِم

21-9-2022 | 11:07

أخذت العبارة التي يقاربها في معنى القول المنسوب إلى عبدالمطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، عنوانًا لمقالي عندما أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة، من أجل أن تأتى الناس للحج إلى كعبته التي بناها من ذهب في الحبشة، وعند قدوم هذا الحبشي إلى مكة المكرمة لهدم بيت الله الحرام، ذهب نفر من الناس إلى سيد القوم في مكة عبدالمطلب وقالوا له بأن أبرهة الأشرم ملك الحبشة أتى بجيشه لكي يهدم الكعبة، فكان رده لهم لِلْبَيْتِ رَبٌّ يَحْمِيهِ فأنا رب الإبل، فكان المنع والهلاك من الله إلى أبرهة وجيشه بقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)} [الفيل] 
 
ومن الجاهلية الأولى ما قبل ظهور الإسلام، إلى جاهلية وتتار القرن الواحد والعشرين، وهى الأمم الشريرة التي تريد جعل الأمة العربية في حالة انقسام وانكسار وهزائم وتشرذم، ونهب ثرواتها التاريخية والمادية، هؤلاء هم وكلاء أبرهة الأشرم والتتار المهلك وامتدادًا لهم، فِي تدمير الحضارات ونهب الثروات وتدمير وهلاك الشعوب، وهذا ما يقوم به الشيطان الأكبر عن طريق حلفائه في العراق واليمن.
 
وتكتمل رأس المؤامرة بالتآمر على مصر في خضم هذه الأحداث المعروفة بـ"ثورات الربيع العربي"، ولكنها ليست بثورات، ولكن هو الخراب والخطر الداهم الذي سوف يظل حلم الدول الكبرى في تقسيم منطقة الشرق الأوسط، أي أنه لن تكون أحداث فوضى يناير الأسود من عام ٢٠١١ شأنًا من شئون الماضي، ولكن المخطط الغربي لا يزال يتربص بمصر، عن طريق حلفائه الذين ينفذون له كل ضرر لها ومنهم أبي أحمد في "إثيوبيا"، وتحكمه في مياه النيل بضربه عرض الحائط بكل اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق مصر التاريخية من مياهها جراء إقامة سد المياه الإثيوبي وملئه دون إخطار مسبق لدولة المصب "مصر"، ثم دعمهم لجماعة الإرهاب من دواعش سيناء من أجل فصل جزء عزيز غالٍ من أرض الوطن.
 
وهكذا يأتي دور وسائل الإعلام المناوئة للدولة المصرية من شخصيات مأجورة تتصف بالخيانة والعمالة ووقاحة الكلمات وأبغض الألفاظ، وهم منتشرون على فضائيات دول الشر في تركيا ولندن، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها، فهم أداة في يد أصحاب الأجندات التي تريد تحقيق حلم الشيطان الأكبر في تدمير وخراب مصر، بتوجيه أبواق الكفر والكذب والبهتان وإطلاق الشائعات التي تنال من الرئيس السيسي، هؤلاء الكاذبون واقفين على باب جهنم؛ لأنهم يلونون النص المكتوب بكلمات شيطانية ومتحدثين بأبواق شيطانية من خلال قنوات ومواقع شيطانية.
 
بعد أن أسقطت مصر المؤامرة وهزمت المخطط الشيطاني، وفرحة الشعب بنصر ٣٠ يونيو، والذي ألقى بيانه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وقتها، وظهوره للعالم في ٣/٧/٢٠١٣، بإعلان وقوفه مع الشرعية الدستورية للشعب المصري قانونًا؛ لأنه مصدر السلطات فكانت إرادة الشعب وسنته في التغيير، برحيل نظام فاشي متعصب أعمى مستبد، فانطلق بثورته المجيدة في ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣، فكان حياء القائد ووطنيته، أن يقف مع الحق للشعب من أجل تراب الوطن؛ لأنه القائد الشجاع المهاب الذي لا يخشَى الخوف أو الموت من دعاة البطش والإرهاب؛ لأن الأحداث السوداء في هذه الفترة من بداية عام ٢٠١١ إلى نهاية ٢٠١٣، انكوينا بنيرانها ورأينا أهوالها وعاشت مصر في خضمها، وسجلت كاميرات الأحداث الأهوال والخوف والرعب وعدم الأمان والاستقرار والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وحرق أقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة، هذا التهور والجنون لحرق مصر قامت به جماعة الإخوان الإرهابية تساعدها الفئة الضالة من أصحاب العقول الخربة التي كانت خطيئتها انقيادها وراءها بجهلها وتخلفها الأحمق.. 
 
ففقد الشعب الشعور بالأمن والأمان وكثر القتل من الضحايا وخسرت البلاد المليارات جراء هلاك الممتلكات وتوقف عجلة الإنتاج وهروب الاستثمارات الأجنبية خارج البلاد وتوقفت السياحة وزاد العمل السري ضد الدولة تدعمه الأصوات الحنجورية بشعارات جماهيرية تدعمها الجماعات الإرهابية، حتى أصبحت مصر أشلاء دولة، تقيدت فيها حرية المواطن المصري، وفقده السبيل للعيش في استقرار وسلام؛ لأن الشارع أصبح يغلي اندفاعًا وتهورًا وعنفًا حتى تغير سلوك البشر إلى الأسوأ، فأصبح المجرم السفاح الذي يهدم منشأة عامة أو خاصة بطلًا ومناضلًا، وربما يسمى شارع باسمه، أو حتى قاعة في جامعة؛ لأنه - على حد قولهم - استشهد في خضم الاضطرابات والأحداث التي عشناها في ظل حقبة يناير الأسود، فكانت السرقة حقًا مشروعًا والقبح والفسق والفجور والسب والقذف والتطاول على الدولة والعيب في ذات الحكومة حرية رأي، والجندي المدافع عن عرين ثكناته ضد الاعتداء عليها من خونة الأوطان يتهم بدفاعه عن وطنه على أنه بلطجي، وإذا مات في سبيل الدفاع عن الحق لا يصبح عندهم شهيدًا.
 
لقد شاهدنا العجب العجاب في ظل غياب وعي مجتمعي لفئة ضالة من الشعب المصري، تعززها وتدعمها قنوات فضائية خارجية، إلى جانب فضائيات رجال الأعمال في مصر مع مجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء الذين انساقوا وراء فوضى يناير الأسود، وأحاديث أبوجهل الجاهلية الأولى مرتع وأبواق للشيطان تنتفض إليه مجالس الجهلاء والثوريين الزائفين والمتسلقين والطبقات الدنيا بالدعوة إلى هدم الدولة وخرابها، وتخوين كل وطني يتصدى لهم. 
 
ولكن أراد الله بمصر الخير فأرسل لها السيسي قائدًا وحاكمًا، وأنا من خلال مقالي هذا أوجه رسالة إلى فخامة الرئيس السيسي وأقول له سيادة الرئيس عندما تجد الكلاب تعوي حولك فأنت على الطريق الصحيح، وكلما تزداد نجاحًا يزدادون عويلًا ونياحًا، لأنك ياسيادة الرئيس أسقطت عرش الشيطان الذي كان يريد أن يحكم العالم من مصر.
 
وختامًا قال تعالي" فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" سورة يس الآية (76) وأيضًا قوله تعالى" وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍۢ مِّمَّا يَمْكُرُونَ" سورة النمل الآية (70).

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: