فوضى «الولادة القيصرية».. بين خيارات الأم وقرار الطبيب وبيزنس «شق البطون»

تُعد الولادة القيصرية أحد التقنيات الجراحية لولادة الجنين عن طريق إجراء شق في البطن والرحم، ويتم إجراؤها كبديل عن الولادة المهبلية الطبيعية.

وهناك نوعان أساسيان من هذه الولادة القيصرية بحسب نوع الشق "الشق التقليدي" ويتم القيام به في مركز البطن، و"الشق السفلي" وهو عبارة عن شق أصغر ومنخفض أكثر، وهو الأكثر استخدامًا في يومنا هذا.

 وقد انتشر على مدار الفترة الأخيرة الحديث عن الولادة القيصرية بعد أن احتلت مصر المركز الأول عالميا في الولادة القيصرية، نظرًا للجوء السيدات لها ظنا منهن أنها الأسهل والأسرع، ولكن تتناسى السيدات المضاعفات الخطيرة التي من الممكن أن تحدث نتيجة الولادة القيصرية التي من الممكن أن تقضي على حياة الأم وجنينها.

 وفي وقت سابق أكدت الدكتورة آمال عبد الحي مدير الإدارة العامة لرعاية الأمومة والطفولة بوزارة الصحة، أن وزارة الصحة تبذل مجهودا كبيرا لتقليل معدلات الولادة القيصرية غير المبررة، لأن نسبة الولادة القيصرية في تزايد بنسبة كبيرة خلال الأعوام الماضية، حيث ارتفعت معدلات الولادة القيصرية من 52% عام 2014 حتى 72% عام 2021، وسجل حضور الوجه البحري أعلى نسبة في معدل الولادات القيصرية ليصل إلى 84%.

ويتم الآن دراسة قانون لحماية الأطباء من مضاعفات ومشاكل الولادة، التي قد تؤدى إلى الوفاة، والعمل على تغير مفاهيم المرأة حول "مخاطر الولادة القيصرية" والمضاعفات بداية من حساسية البنج التي تؤدى للوفاة أو شكل الجرح، ولكل سيدة تخاف من الولادة الطبيعية بسبب الألم الآن هناك ولادة بدون ألم.

وقد صرح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان بأن الوزارة تستهدف تقليل الزيادة في معدلات الولادات القيصرية غير المبررة، في مقابل زيادة الإقبال على الولادات الطبيعية، وذلك في إطار الحفاظ على صحة الأم والجنين، والارتقاء بالصحة العامة للمواطنين.

وأن وزارة الصحة قد اتخذت إجراءات لخفض معدلات الولادة القيصرية مقابل الطبيعية.

وهنا يظل التساؤل هل سنظل بين فوضى الولادة القيصرية بين خيارات الأم وقرار الطبيب وبيزنس شق البطون؟ هذا ما سنجيب عليه في السطور التالية...

أمهات تروين قصصهن في غرف العلميات أثناء الولادة

وقد التقت "بوابة الأهرام" بـ "سارة أحمد" - محاسبة - دخلت حجرة العلميات للولادة مرتين في المرة الأولى كانت الأمور تسير طبيعيا ولكن اضطر طبيبي المعالج إلى توليدي قيصريا نظرًا لأسباب طبية في حدثت أثناء الولادة والحمد لله ولدت ابنتي، وبعد أربع سنوات دخلت لألد ابني وحينها أخبرني الطبيب بأنني يمكن أن أولد طبيعيا ولكنني رفضت وفضلت الولادة القيصري.

أما رشا حجاج مهندسة قالت "دخلت حجرة العمليات ثلاث مرات مرتين منهما ولدت طبيعي أما المرة الثالثة والأخيرة ولدت قيصريا وكانت الآثار الجانبية بعد الولادة الثالثة مميتة بالنسبة لي حيث إنني طبيبي قام بتوليدي "ولادة بدون آلم" وهذه تكون عبارة عن حقنة في أسفل الظهر يتم حقنها في العمود الفقري لتخديري نصفيا وليس كُليا مما أثر علي بعد ذلك في فقرات الرقبة التي عانيت منها لمدة طويلة، فضلا عن الصداع المستمر بالإضافة إلى الألم المصاحب للجرح لفترة بعد الولادة.

بينما قالت منى حسين مدرسة ولدت ابنتي طبيعيا على الرغم من أن أكثر من طبيب أجمع على ولادتي قيصريا ولكنني بعد الذهاب للمستشفى وجدت الطبيب بالاستقبال الطوارئ يقول لي ستكون ولادتك طبيعيا وليس هناك حاجة إلى الولادة القيصرية، فالكثير اليوم من الأطباء وليس الجميع "بيزنس شق البطون" أسهل لهم وأكثر مكسبا دون النظر إلى الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث للأم والجنين فهناك بعض الحالات بعائلتي قد تسببت الولادة القيصرية لهم في مشكلات لهم ولأطفالهم بعانين منهم حتى الآن، لذا توجه برسالة إلى هؤلاء الأطباء الذين يستسهلون شق البطون لتربح دون مراعاة القسم الذي أقسموه يوم تخرجهم.

مصر الأولى عالميًا في نسب الولادة القيصرية

ومن جانبه يقول الدكتور محمد بهاء استشاري وأستاذ مساعد النساء والتوليد والحقن المجهري بالقصر العيني، في عام 2014 نسبة الولادة القيصرية وصلت إلى 52% وكانت البرازيل تحتل المركز الأول ومصر في المركز الثالث، أما الآن نحن في المركز الأول عالميا.

ما هي تأثيرات الولادة القيصرية على صحة الأم والجنين؟

وعن تأثير الولادة القيصرية على صحة الأم والجنين، أوضح بالنسبة للأم هناك احتمالية الإصابة بنزيف أو عدوى مثلها مثل أي عملية جراحية لها مضاعفات مثل التخدير، زيادة نسبة اكتئاب ما بعد الولادة، زيادة نسبة التجلطات في الساق والحوض، لافتًا لو أنها أول ولادة للأم فبذلك الولادات التالية ستكون قيصرية.

أما بالنسبة للجنين أشهر مضاعفات هي الـ"TTN" السرعة في التنفس أو الصعوبة في التنفس ولا تحدث إلا بنسب ضئيلة في الولادة الطبيعة.

ما هي أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية؟

يوضح الدكتور محمد بهاء عند اتخاذ القرار بأن تكون الولادة قيصرية في حالة وجود مشاكل صحية للأم تتمثل في:

1-  انخفاض السائل الأمينوثي المحاط بالجنين.

2-  بعض حالات التوأم أو لو أكثر من توأم.

3- حالات النزيف التي قد تصيب الأم.

4- حالات المشيمة المتقدمة.

5- ضيق الحوض عند الأم.

6- زيادة في وزن الجنين.

 7- قصور حاد بالمشيمة.

8- عدد الولادات القيصرية السابقة كما وضحنا من قبل.

اللجوء للولادة القيصرية بناء على طلب الأم أم بأمر الطبيب؟

وأشار، أستاذ النساء والتوليد والحقن المجهري، أن الاعتقاد الشائع لدى الكثير هو المكاسب المادية وتوفير الوقت و لكن معظم الحالات بناء على طلب الأم وهذا الأمر شائع و موجود بالولايات المتحدة الأمريكية أن السيدة هي التي تبادر بالطلب لتوليدها قيصريا، وهذا يرجع إلى الاعتقاد الخاطئ وخوف الأم من ما تسمعه من حولها أو ما تشاهده في التلفزيون " ألآلام الطلق الغير المحتملة" وهنا يأتي دور الطبيب بتثقيف الأم طبيا ويتعين عليه أن يعرفها  أن الولادة الآن تختلف عن الماضي وأصبحت بدون آلام وهناك عقاقير ومسكنات لتسكين الألم، وأن الألم بعد الولادة الطبيعية هو أقل بكثير سواء في حدته أو في الوقت- التئام الجرح- مقارنة بالولادة القيصرية.

ما هي العوامل التي تساعد الأم على الولادة طبيعيا؟

 وعن العوامل التي تساعد الأم على الولادة طبيعيا وخاصة في الأشهر الأخيرة، ينصح الدكتور بهاء محمود باتباع الآتي:

1- المشي لفترات طويلة.

2- ممارسة التمارين الرياضية.

3- عدم الالتفات إلى أقاويل الراحة وعدم الحركة حتى لا تحدث ولادة مبكرة وهذا غير صحيح بل على العكس أن الحركة والتمارين تزيد من فرص سهولة الولادة طبيعيا مادام هناك ما لا يمنع من الولادة الطبيعي.