قد يبدو العنوان صادمًا خصوصًا لهؤلاء الذين يعملون في حقل حقوق الإنسان – الذي تحول إلى حقل ألغام – ويبدو مثيرًا للجدل والقلق لهؤلاء الذين ما زالوا يطلقون على أنفسهم نشطاء لا يقدمون شيئًا غير أن يظلوا في الصورة الثورية ولا يقدمون حلًا بديلًا لأي مشكلة يتعرض لها الوطن!!
حقوق الإنسان في مصر وسيلة للكسب.. للابتزاز.. ولعل ما يثار ويقال وما تؤيده المستندات والوثائق والقضايا له ظل من حقيقة نحاول إدراكها ويحاول المنتفعون طمسها وتضييع معالمها تحت شعارات رنانة تنطلي على البسطاء من الناس وعلى بعض من يصيبهم القليل من فتات موائد اللئام وفتافيت بقايا التورتة التي يلتهمها كبار هذه السبوبة التي صنعها الغرب للسيطرة على مقدرات البلاد والعباد في بعض دول منطقتنا العربية ومصر في مقدمتها؛ لأنها الجائزة الكبرى.
أعود إلى حقوق الإنسان وأقول: أي حقوق وأي إنسان نعني؟ هل حقوق الإنسان تنحصر فقط في حق التظاهر وحق الإضراب وحق الاعتصام وحق الاغتصاب وحق الحرق والتخريب وتعطيل الحياة وتشويه البلاد، وحق استباحة الأعراض بالسب والقذف، وحق التفريط في الوطن، وحق تعريض الأمن القومي للخطر وحق الفوضي.. وحق.. وحق..!!
تجاوزات كثيرة لن يكفي المقام لذكرها، أما عن أي إنسان نعني فتلك هي المشكلة.. فالحقوق لا تفرق بين إنسان وإنسان.. لكن عندنا فرق الحقوقيون أصحاب المصلحة والسبوبة بين الحقوق وجعلوا حق التعبير وحرية الرأي بلا ضابط ولا رابط أهم وأولى من الحق في الحياة، والعيش عيشة كريمة، وأهم من الشعور بالأمن والأمان!
الغرب وأمريكا تحديدًا يمارسون لعبة الابتزاز تحت شعار حقوق الإنسان خصوصا "حرية الرأي والتعبير" ويجدون دائمًا في أصحاب الدكاكين وبعض الجمعيات المشبوهة من يوفرون لهم المعلومات غير الصحيحة، ويطلقون من الشائعات والأخبار الكاذبة ما يعتبره الغرب وأمريكا مصادر موثوقة لتدني حالة حقوق الإنسان في مصر!
الأسبوع الماضي قال مسئولون أمريكيون إن إدارة الرئيس بايدن قررت حجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية عن مصر بسبب عدم وفائها بشروط تتعلق بحقوق الإنسان، وسمحت ببعض الأموال بسبب أن القاهرة أحرزت تقدمًا على صعيد الاعتقالات السياسية كما يزعمون دائمًا.
والحقيقة أن أمريكا تمارس هذه اللعبة منذ جاء أوباما إلي السلطة لينفذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، ويسمح لتيارات الإسلام السياسي أن تلتهم المنطقة وتكون خادمًا أمينًا ومطيعًا لأمريكا وإسرائيل، وفشل المخطط بفضل تحرك الشعب المصري في 30 يونيو ليجهض هذا المخطط ويفسد على أمريكا ما كانت تسعى لتحقيقه!
جماعات الإسلام السياسي وجماعات حقوقية ضغطت على الديمقراطيين في الكونجرس لخصم كامل حصة المساعدات البالغة 300 مليون دولار، ونجحوا في خصم جزء منها بفضل التقارير المشوهة والمغلوطة!
اللعب بالمعونة لن يتوقف طالما يقوم دعاة الفوضى بكتابة تقارير مغلوطة، ومعلومات لا ظل لها على أرض الواقع، وطالما لا تجد هذه الجماعات وتلك التقارير من يفندها ويرد عليها بالأدلة والمستندات من الجهات المعنية!!
أين دور المجلس القومي لحقوق الأنسان في الرد علي تلك التقارير، وأين دور الإعلام في متابعة ذلك بدقة وفي حينه، وأين دور مكاتب الهيئة العامة للاستعلامات في الخارج لدحض هذه الافتراءات، وأين دور جمعياتنا الحقوقية الوطنية في مصر ؟ وأين دور الجاليات المصرية بالخارج والاتحادات العامة للمصريين؟
أدوار لأجهزة كثيرة غائبة رغم مسئوليتها، ورغم قدرتها على المواجهة وتحقيق الفوز!
مسلسل إطلاق الفوضي بالمنطقة لن يتوقف ووكلاء الفتنة وصناع المؤامرة لديهم تعليمات تجري كالسيل الجارف ومطلوب تنفيذها منذ قررت مصر الانطلاق نحو الآفاق بمشروعات قومية كبيرة.. ومنذ أدرك أصحاب المخطط أن القيادة السياسية في مصر تعمل وتسابق الزمن لتحقيق الإنجاز رغم كل العقبات وكل الأزمات التي أصابت العالم وما زالت.
انتبهوا.. مصر في دائرة الخطر لسنوات مقبلة وعلينا الانتباه واليقظة رغم وجود علاقات بين مصر ومعظم دول الغرب وأمريكا، ولعل ما يجري في العالم الآن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية – التي يمكن إيقافها بسهولة - دليل واضح على الموافقة على إطلاق الفوضى.. وكل من يقول عكس ذلك هو من وكلاء الفتنة وصناع المؤامرة..