العام الدراسي الجديد.. كيف نزرعُ حُب المدرسة في قلوب الأطفال؟

20-9-2022 | 17:40
العام الدراسي الجديد كيف نزرعُ حُب المدرسة في قلوب الأطفال؟لماذا لا يحب الطفل المدرسة
إيمان البدري

يعانى الكثير من الآباء والأمهات من مشكلة كُره الأطفال للمدرسة مما ينعكس سلبا على المستوى التعليمي للطفل، وهنا يحاول الآباء بذل جهد كبير لإيجاد حل لهذه المشكلة وربما يكون الفشل هو النتيجة في إقناع أبنائهم في إيجاد حل في هذه المشكلة.. ولذلك تقدم "بوابة الأهرام" النصائح لتحبيب الأطفال وإقبالهم على المدرسة وبدون نفوره من الدراسة.

موضوعات مقترحة

ربط الدراسة والتعليم بالسعادة

تقول الدكتورة طاهرة مصطفى، دكتور الاجتماع والتربية, يجب على كل أولياء الأمور أن يجعلوا تعليم الطفل مرتبطا بالسعادة، بهدف خلق مناخ مبهج ومريح؛ لأن الشعور بالسعادة ينتج عنه إفراز هرمونات مسئوله عن التركيز ونقل المعلومات إلى الذاكرة لتصبح ذاكرة طويلة المدى؛ لأن الأوامر والضغط على الطفل؛ سيجعله يشعر بالتوتر وبالتالي إفراز هرمون الكورتيزول الذي يؤثر سلباً على التركيز.

الهدف من التعليم

تتابع دكتور الاجتماع والتربية, أنه على الآباء معرفة أن ملاحقة الأطفال بالواجبات والمقارنات مع زملائهم، والمعاملات السلبية سواء من المعلمين أو من والديهم؛ تجعل الأطفال تعتبر التعليم عملية معقدة؛ فيحاولون الهرب من هذا الشعور السيئ مما يجعل علاقتهم تفشل بالمدرسة والتعليم والمدرسين بل وبالأسرة أيضا.

فالتعليم ليس مباهاة ومنافسة؛ بل إن الهدف العام من أي عملية تعليمية هو الوصول إلى الكفاءة ويتم ذلك من خلال الترغيب في التعليم وإتاحة القدرة على تحقيق ذلك بدون ضغط على الأطفال.

طرق تحبيب الطفل في التعلم

وفي نفس السياق تقول "طاهرة" إن التعليم لا يحدث إلا إذا وجدت الرغبة في التعليم؛ ولن يتحقق  ذلك إلا إذا كانت عملية التعلم تحقق للطفل شيئاً يحتاجه، كإشباع فضوله لتساؤل ما، أو كإثارة لاستكشاف موضوع جديد، أو كحماسه للاندماج في نشاط ممتع؛ مع تقديم الدروس التي تلائم اهتمامات الطفل، بالطريقة التي تلائم نمط تعلمه، في الوقت الملائم للوصول لمستوى عال من التركيز، ولذلك يجب أن نعرف أن طريقة التعلم سيترتب عليها الجزء الأكبر في زيادة رغبة الطفل، أكثر من الاعتماد على المادة المقدمة نفسها.

مع الاهتمام باللعب لأنه يعتبر من احتياجات الطفل الأساسية؛ ويفضل وضع وقت زمني للعب في جدوله اليومي؛ مع تقديم مكافأة مادية ويجب أن تكون من المكافآت المحببة للطفل.

أيضا من الطرق التي تحبب الطفل في الدراسة والمدرسة عدم إجباره على وقت المذاكرة وتحديد وقت بعينه؛ لأنه من الخطأ أن يمكث الطفل عدداً من الساعات متواصلة في عملية المذاكرة دون فواصل، لأن المخ يفقد تركيزه بعد 45 دقيقة على الأكثر، لذا يجب التوقف وأخذ فاصل قصير مدته خمس دقائق  كل نصف ساعة، والفاصل الرابع يكون طويلاً نسبياً من ربع إلى نصف ساعة؛ حتى لا يشعر الطفل بالخمول وبالتالي يتمكن من تخزين المعلومات بسهولة.. لذلك قم بوضع خطة مع طفلك عن الوقت المحبب له في المذاكرة مع وقت الراحة؛ وما الذي سيقوم بفعله في وقت الراحة سواء أكلا، شربا، مشاهدة التلفاز، لعبا أو غير ذلك.

ويراعى في وقت الراحة ألا يكون طويلا؛ إنما مدته من 10 إلى 15 بالمائة من وقت المذاكرة ككل؛ وإذا أخطأ الطفل في إجابة سؤال لا تعنفه أو تصرخ فيه بأنه مخطئ؛ بل عليك التفكير في جواب آخر، أو اقتربت من الجواب الصحيح، أو هذا جواب ممتاز ولكن لسؤال آخر.

عوامل تساعد الطفل على حب المذاكرة

هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها في تهيئة بيئة ملائمة للمذاكرة مثل الإضاءة الجيدة، والتغذية المتوازنة، والمكان الهادئ نسبياً مع مراعاة البعد تماماً عن السرير أو على الأقل أن يكون مواجهاً لظهر الطفل بحيث لا تقع عليه عينه.

 

مع  تشجيع الطفل على الاشتراك بأي نشاط مدرسي يحبه، أو الاتفاق معه على القيام برحلة تساعده على فهم أو تذكر دروس معينة  في التاريخ مثلا كزيارة المتاحف العلمية والتاريخية.

ومن الأفضل التعرف على معلميه بالمدرسة ومتابعة كيفية تعاملهم معه، والاطمئنان أن العلاقة بينهم وبين الطفل قائمة على الاحترام والتحفيز، وليس على الخوف؛ لأن الشعور بالخوف والتهديد يعاكس عملية التعليم ؛ مع مراعاة  بناء علاقة جيدة مع المعلمين تمكنكم من اقتراح أفكار ووسائل يستعينون بها في توجيه الطلاب.

ومن الأشياء التي تحبب الطالب للقيام بأداء واجباته أو الكتابة في كراساته الاستعانة بالرسم والزخرفة والتلوين داخل كراسته.

وعلى كل الآباء التشجيع والتحفيز والتوجيه فقط، مع إمكانية تقديم بعض المساعدة إذا لزم الأمر؛ حيث إن الضغط على الطفل طول الوقت؛  لن يؤدي لنتيجة إيجابية على الإطلاق بل سندخل في حلقة مفرغة من المشاكل والأضرار النفسية؛ الجميع  في غنى عنها، وعلى كل الآباء تذكر أن المجموع الكبير لن يفيد في شيء.. وأنتما تخسران ابنكما.

حيث إن التعليم ليس وسيلة لتعذيب الأطفال، والمدرسة ليست سجنا، وإن المقصود بالعملية التعليمية هو تعليم الطفل القراءة والكتابة والموارد العلمية التى تؤهله لاختيار الدراسة التى تحقق له هدفه فى الحياة وتؤهله لحياة ناجحة.

تدريب عملي هادئ للطفل

وتشير أن هناك بعض الخطوات يجب اتباعها مع الطفل ليرى أن الذهاب للمدرسة والتعليم عملية ليست معقدة؛ وتتم هذه الخطوات من خلال التمهيد للمدرسة منذ الصغر على أنها مكان جميل به ألعاب وأطفال سوف يلعبون معه وستكون المدرسة جميلة مثل البيت والأسرة .

مع إيقاظ الطفل قبل المدرسة بساعة كل يوم لتدريبه على موعد إيقاظه مبكراً؛ وخلق روح من البهجة عند تحضير حقيبة المدرسة والذهاب معه لإحضار الأطعمة الخاصة بالمدرسة قبل الذهاب لها.

مع تجنب الصراخ والضرب والخناق عند الاستيقاظ من النوم، حتى لا يربط  الطفل بين الخناق والمدرسة؛ مع اختيار مدرسة جيدة ومحترمة وقريبة من المنزل حتى لا يشعر الطفل بــ"الزهق والإرهاق من الطريق".

مع الاهتمام بنظافة كراساته وأدواته حتى يجد تشجيعا من المدرسين ويثق بنفسه؛ وكذلك الاهتمام النشاط المدرسى حتى يصير معروفا وسط زملائه بالفصل على أنه طفل مجتهد؛ مع تجنب الأسلوب الحديث بشكل سيئ عن المدرسة والتعليم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة