راديو الاهرام

الاستثمار في التعليم يقضي على الفقر

20-9-2022 | 13:03

قالوا إن أشد بلدان العالم فقرًا سببه الحروب الأهلية، ولكني أزعم أن الفقر يقبع خلفه الجهل، والسبيل الوحيد للنجاة من آثاره السيئة تطبيق مبادئ التعليم على مناحي الحياة، وبفضله يصبح آلية فاعلة في الاستغلال الأمثل لموارد البلاد، غير أنه يمتلك أدوات تمكنه من تنوع مصادر الاقتصاد، وتسمح لأغلبية أفراد المجتمع تأمين المتطلبات الأساسية.
 
وعبرت عن ذلك منظمة اليونسكو بقولها إن حماية 171 مليون شخص من الفقر المدقع، يكون عبر إكسابهم المهارات الأولية للقراءة فقط، وأردفت المنظمة أن إمكانية تقليص نسبة الفقر في العالم إلى النصف أمر سهل، إذا بذلت حكومات الدول النامية مجهودا أكبر في التعليم.
 
والتعليم يؤهل العامل للحصول على تقنية مبتكرة، بدورها تمكنه من تطوير أدائه وزيادة دخله، وقد نوهنا عن هذا سابقا من ناحية سبب ارتفاع نسبة الفقر في الدول النامية، التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على قطاع الزراعة، وحينما اتجهت بعض دولها إلى تطوير آلياتها الزراعية ودمجتها في مجال تصنيع المحاصيل، أتاحت العديد من فرص العمل ذات الأجر العالي.
 
والتعليم بدون شك يعظم من موارد الدولة، ويعد وسيلة ناجحة في توزيع مهام العمل على جميع الأفراد حسب التخصص، ولذا هو وقاية من كوارث الفقر المتمثلة في سوء التغذية وتراجع الإنتاجية الناتجة عن ضعف قدرات الفرد.
 
وزيادة إنتاجية أي موقع لا تتم إلا بتطويع منهجية التعليم، أو بمعنى آخر تطبيق دراسات الجدوى في جميع المشروعات، أما صرف النظر عنها يصيب تلك المشروعات بخسائر لا حصر لها.
 
ونظرا لذلك أعلنت الأمم المتحدة منذ أيام تأسيس أول صندوق دولي للاستثمار في تعليم الأطفال والشباب الأشد فقرا في العالم، وأرجع الأمين العام للأمم المتحدة علة تأسيسه إلى جائحة كورونا وما ألحقته من آثار سلبية على الدول الفقيرة، وبلغ حجم استثمارات الصندوق 10 مليار دولار.
 
وأعتقد أن المقصد الخفي من الصندوق هو رغبة الدول الغنية في الحد من تدفق موجات الهجرة إليها، الناجمة عن معاناة المهاجرين والنازحين من الفقر، وتحاول الدول الكبرى استثمار القليل من أموالها في نشر مبادئ التعليم الرئيسية وليس بتطوير مراحل التعليم بصفة عامة، سعيا منها إلى تقديم الأفكار الأساسية لمواطن الدول الفقيرة، لتمكنه من تطوير بيئته.
 
ولا يعزب عنا أن استعمار هذه البلاد لفترة طويلة دمر إرثها الثقافي والحضاري بما فيها نظمها التعليمية، ومزق لحمة مجتمعاتها، وسلب مواردها، ومازال يمارس سطوته على عدة دول منها، فلابد أن تكون المحصلة جهل وحروب أهلية.
 
Email: [email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: