راديو الاهرام

زيارة (قَطَر).. ولطميات الإخوان!

20-9-2022 | 12:43

عندما تنبح عليك الكلاب ـ وينشبون أظافرهم وأنيابهم ـ  في الليل حالك السواد؛ لابد أن تلقم كبيرهم حجرًا.. حتى ينسحب الجميع يجرجرون أذيال الخيبة في فشل نباحهم؛ هذا النباح الذي لايملكون غيره؛ ولتخرس حناجرهم وأفواهمم الملوثة بدماء الشرفاء الذين اغتالوهم غدرًا في ميادين الثوار؛ ولتخرس أبواقهم التي تنطق بكل ماهو كاذبٌ وسفيه؛ ولتنكشف سطور "أجنداتهم" المُمنهجة والمُموَّلة بالدولارات النفطية بيد الشياطين؛ هذه الشياطين القابعة في علب الليل في أمريكا وأوروبا؛ في محاولاتهم اليائسة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (التوبة 32)؛ لينسحبوا ـ من جديد ـ إلى أوكارهم وجحورهم في أحضان من يمولونهم بكل الصفاقة والندالة والخسة؛ ليعود مجتمعنا المصري والعربي نظيفًا من كل بصمات هؤلاء القتلة؛ الذين يتمسحون في أهداب تعاليم الدين الحنيف؛ ويرفعون "المصاحف" في وجوهنا كذبًا وبُهتانًا وزورًا؛ تمامًا كما فعل "الأشعري" في مطلع الرسالة المحمدية الشريفة؛ وتركونا في الشتات  ـ إلى يومنا هذا ـ بين سُنَّة وشيعة ومُرجئة وخوارج؛ في محاولة للسيطرة على مقدرات الشعوب الآمنة التي تطمح في حياةٍ تملأ جنباتها نفحات السيرة العطِرة التي جاءت بها الرسالات السماوية السمحاء.
 
ثم يجيء الإنجاز العظيم الذي لابد أن يُحسب للقيادة المصرية الوطنية المخلصة؛ بأن تُلقِم هؤلاء الإرهابيين ـ في أفواههم ـ  حَجَرًا بحجم الجبال الرواسي! وأين؟ في عقر دارهم وأوكارهم التي صنعوها في دولة "قطر" العربية؛ ولتتم زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى "الدوحة" عاصمة قطر لإيمانه العميق ـ كرجل مخابرات حصيف ـ بأن "لعبة السياسة" ليس فيها عداءٌ دائم ولا سلامٌ أبدي؛ ولكنها تخضع لأولويات المصالح المشتركة والمتبادلة للوصول إلى الانتعاش الاقتصادي والمجتمعي؛ ولتجيء المصالحة والتقارب ليس من أجل المنافع الاقتصادية فحسب؛ ولكنها تجيء ـ في الأساس ـ خضوعًا للرفض الشعبي المتجذِّر في نفوس المصريين، لأن الدماء التي سالت في كافة أنحاء مصر بدءًا من سيناء وغيرها من الأراضي المصرية؛ وتلك التفجيرات التي شهدتها مصر عقب  ثورة 30 يونيو 2013 لن يتسامح فيها المصريون أبد الدهر.  
 
وبهذا تكون القيادة المصرية قد نجحت في العمل الجاد والمباشر لقمع رءوس الفتنة من قيادات فلول "الإخوان" ـ والهمزة على الألف نسبة إلى الخيانة ـ لانحسار موجات الإرهاب بداية من أوكارهم في "تركيا" و"دول الخليج" قاطبة. 
 
لقد اشرأبَّت الرءوس والعيون في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج؛ للتطلع إلى تلك الزيارة المفاجئة الخاطفة؛ لترى الهلع والحزن الشديدين اللذين سيطرا على تلك الفلول الهاربة بكل أجنحتها.. ولتنطلق إشاعاتهم الكاذبة بأن الزيارة من أجل "المصالحة" ! ونسوا العبارة الرائعة التي قالها الشاعر المصري /أمل دنقل  بأنه: "لا تصالح على الدم.. حتى بدم"! وأن الزيارة في الأساس تستهدف الاستقرار والسلام؛ وتحقيق الرفاهية المنشودة بين الشعوب العربية كافة؛ لتتحطم أحلام أولئك السفهاء على صخرة المصالحة والتقارب العربي ـ العربي؛ وليفقدوا تباعًا ملاذاتهم ـ التي كانوا يعتقدون استتباب الأمن بداخلها ـ التي منحتهم إياها بعض الدول الإقليمية بإيعاز من الشيطان الأعظم في العالم؛ لتتبدد أحلامهم وأطماعهم ـ ولا أقول طموحاتهم ـ القميئة في استمرار الخلافات والصدامات بين الأشقاء العرب؛ فالخونة يؤمنون دائمًا  بما زرعه في نفوسهم المستعمر الأجنبي بأن سياسة "فرِّق تسُد" هي التي تصل بهم إلى حكم الشعوب.. ولكن هيهات!
 
إننا حين نثمن هذا الدور المجيد الذي تلعبه القيادة السياسية على مسرح الأحداث السياسية؛ العالمية؛ لتعيد الخارطة السياسية العربية إلى ما كانت عليه منذ قديم الزمن - وقبل أن تصيب الجسد العربي تلك الجرثومة اللعينة - لا تبغي إلا الصالح العام بلا مداهنة رخيصة أو نفاق ممقوت؛ ومن أجل أن تستقيم الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بلا اعوجاج؛ وحتى تختفي إلى الأبد تلك "اللطميات الإخوانية" الكاذبة؛ والتي تنطلق في عواء مخيف؛ وكأنهم في مأتم - مثل "الندابة" التي يتم تأجيرها في المآتم - على ما فقدوه من مكتسبات زائفة حصلوا عليها في غفلة من الزمن؛ ولنوثق سطورًا خالدة في كتاب التاريخ؛ لتكون شهادة حق للأجيال الحالية والصاعدة؛ فهي مصر المحروسة دائمًا بقلوب أبنائها الأوفياء لماضيها وحاضرها.. ومستقبلها.

* رئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة