أسابيع تفصل بيننا وبين العام الدراسي الجديد ومع اقترابه تبدأ تدابير أولياء الأمور في الاستعداد للدراسة وتأهيل الأبناء، ولكن أولياء الأمور في حيرة هذا العام من قرار الإقدام على دفع مصاريف باصات المدارس نظرًا لارتفاع أسعارها مما سيزيد من أعباء أولياء الأمور.
«حجتهم زيادة البنزين» هكذا تبرر المدارس سبب زيادة أسعار مصاريف الباص، ويرى محمد أحمد ولي أمر لثلاثة أطفال أحدهم في المرحلة الإعدادية والآخرين في الابتدائية بإحدى مدارس مدينة نصر أن ارتفاع أسعار مصاريف الباصات مبالغ فيها بشدة، وادعائهم بأن ارتفاع الأسعار جاء بعد زيادة أسعار البنزين هى مجرد حجة فارعة أو ستار يقفون خلفه عند سؤالهم عن سبب زيادة مصاريف الباصات، مضيفًا أنه لم تكن زيادة البنزين بهذا الحجم الذي ارتفعت به أسعار مصاريف الباص، فكيف لأب لدية ثلاثة أبناء أن يتصرف.
شكوى جديدة من أية علي أم لطفل لا يزال في الرابعة من عمره بمرحلة (kg1) في إحدى المدارس الخاصة قائلة: «لم تكن المسافة بين المدرسة والبيت كبيرة لتدعي دفع مصاريف للباص بهذا المبلغ»، وشددت على أنه لابد من تحديد مصاريف الباص بناءً على المسافة بين المدرسة ومنزل الطفل، إلى جانب مراعاة أن لجوء أولياء الأمور للباص قد يكون بسبب خوفهم على الطفل من شرور الطريق وليس بعد المسافة بين المنزل والمدرسة ومحاسبة ولي الأمر بناءً عليها وليس على الخط بأكمله.
وأضافت أية: «لو ابني كبير شوية كان راح لوحده مشي» كما أن خوفها على طفلها الصغير هو الذي قد يدفعها إلى دفع مصاريف الباص وإن حصلت على بديل لاستغنت عن باص المدرسة، فبعد الانتهاء من دفع المصاريف الدراسية تأتي عقبة مصاريف الباص تشعل حيرة أولياء الأمور، ولكن هذا العام تزداد الحيرة مع ارتفاع أسعار أتوبيسات توصيل الطلاب التابعة للمدارس إلى 10 آلاف جنيه و12 ألف جنيه في بعض المدارس، مما دعا أولياء الأمور للتفكير في بدائل أخري أقل تكلفة.
بدائل أفضل من باصات المدارس وبتكلفة أقل
يتسأل الآباء دومًا طوال الأسابيع الماضية كيف ليصل أبنائهم إلى المدارس صباح كل يوم بعد العزوف عن دفع مصاريف الباصات في محاولة للبحث عن بديل أوفر.
«هنركب عيالينا دراجات طالما الطريق أمان» هكذا وجدت نورا سيد البديل وهي أم لطفلين في المراحل الابتدائية الأخيرة وأن الدرجات هي الحل الأنسب للذهاب إلى للمدرسة فضلًا عن باصات المدارس التي بلغت قيمتها ما يقرب من ٦ آلاف للطفل الواحد والمسافة لم تكن تستدعي دفع مبلغ هكذا، مضيفه أن لدى طفليها الاثنين عجل بالفعل ولكن استخدامه يكون غالبًا بغرض الترفيه في العطلات الصيفية أو الاجازات الأسبوعية، كما أنهم سعدوا بهذا القرار بالإضافة إلى استغلال الأمر في تدريبهم على تحمل مسؤولية أنفسهم والأخذ في الاعتبار أنها عادة رياضية في صباح اليوم ستساعدهم في بناء جسمانهم.
بالتناوب قرر أولياء أمور «باسم وزينه» توصيلهم إلى المدرسة قبل الذهاب إلى العمل بعد الثبات على موقفهم من عدم الاشتراك في باص المدرسة هذا العام بعد زيادة مصاريفه للثلث تقريبًا.
عبرت فاطمة عن هذا القرار بأنه قد سيعجل الأمور أسهل في مسألة ميعاد الباص الذي كان يأتي دومًا في ميعاد باكر عن ميعاد الطابور المدرسي والذي كان يضطرها إلى إيقاظهم قبل شروق الشمس وذلك لأن طفليها هم أول من يركبوا الباص في رحله قد تستغرق ما يقرب من ساعة وتمتد طول الخط لانتظار باقي زملائهم وهو أمر صعب على أطفال في سنهم.
لم تناسب أي من الحلول المقترحة خليل محسن أحد قاطني منطقة العاشر من رمضان وأب لثلاثة أطفال اثنان منهم في بداية مراحلهم الدراسية، احتار الأب في أمر أطفاله، فيعد الباص المدرسي بمواعيده المحددة المنتظمة هو الأنسب له ولظروف حياته، حيث المنطقة السكنية التي يقطنها بالعاشر من رمضان لم تسمح لأطفاله أمنيًا بركوب الدرجات يوميًا إلى المدرسة بالإضافة إلى صغر سنهم، ولم تكن مواعيد عمله تناسب مواعيد المدرسة حتى يتمكن من توصيلهم يوميًا، وعلى الرغم لم يستطيع خليل دفع مصاريف مبالغ فيها للباص المدرسي لطفلين كل عام فما الحل إذًا؟
بعد رحلة بحث دامت لشهور وجد خليل الحل الأمثل والأنسب له، «ميس هبة» إحدى شركات الباصات المدرسية التي يلجأ إليها أولياء الأمور مؤخرًا ولكن بأسعار أقل والدفع شهريًا، ووجد خليل الميزة فيها بأن قيمة الباص تحدد بناءً على المسافة المقطوعة من المنزل وحتى المدرسة وتبدأ أسعار الخطوط من ٢٥٠ جنيهًا شهريًا وحتى ٣٣٠ كحد أقصي لأبعد نقطة يصل إليها الباص، كما ينادي خليل بمقاطعة الباصات المدرسية للمدارس الخاصة حتى تعتدل في تحديد قيمة المصاريف وتعزف عن مص دماء أولياء الأمور بشتى الطرق الممكنة مستغله حاجتهم في جودة الدراسة والاهتمام بالطفل ومستواه التعليمي ولكن لا يجب أن يكون هذا على حساب استغلال جيوب أولياء الأمور.