راديو الاهرام
19-9-2022 | 17:11
الأهرام التعاوني نقلاً عن

وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ ... وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ

إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ ... فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ

«الإمام الشافعى»

وأين تجد ذلك القلب القنوع ..! فللأسف القناعة أصبحت أمرا شبه مستحيل فى كثير من البشر إلا من رحم ربى .. والقناعة لا تكون فى الأرزاق فقط  ولكن تنسحب القناعة على كل شىء وأى شىء.. فالنفس القنوعة كما قال عنها الإمام الشافعى- فى هذه الأبيات المنسوبة اليه- تكون قد ملكت الدنيا كلها.. وفى الغالب تكون صاحب نصيب كبير فى الآخرة أيضا.

وللأسف منذ أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعى  وهى فى حقيقتها الآن «خراب اجتماعى» وليست تواصلا.. فمنذ أن انتشرت فى مجتمعاتنا وانتشرت معها العديد من الأمراض الاجتماعية والسلوكية والتى لها آثارها المدمرة، ليس على الفرد أو الأسرة فقط بل امتد آثار هذه الأمراض الى الأوطان.

أتاحت هذه الوسائل لكل من يفهم فى أى أمر أو لا يفهم، أن ينشر ما يعتقده صحيحا .. فمع مباريات الكرة يصبح الجميع من أفضل المدربين الكرويين فى العالم ومع قضيه المياه يتحولون الى خبراء فى المياه و الرى، ومع الاقتصاد بقدرة ما نتحول جميعا الى خبراء اقتصاديين لا يشق لنا غبار .. ولو بحثت فى تاريخ هؤلاء الخبراء الاقتصاديين لن تجد لهم نجاحا واحدا.. بل إن واحدا منهم مشهورا على صفحات التواصل الاجتماعى فى حقيقته مسئول عن إفلاس الشركات التى تولى قيادتها. 

 وهكذا مع كل قضية نصبح جميعا خبراء فى هذا المجال وللأسف يتوارى المتخصصون خجلا أو ترفعا عن جدل عقيم مع غير مؤهلين بالأساس للنقاش.

ومع هوس «التريند» والذى ارتفع، والبحث عن ركوب الموجة، تتصدر موجة اجتماعية ويتسابق الجميع للركوب على الموجة، إما بتصريح مقتطع لأحد المتخصصين أو خارج السياق العام للذى يقوله.. وترتفع الموجة الى أن تلحقها موجة أخرى فيلحق الجميع بالموجة الجديدة ..

وأدرك المتربصون بالوطن حقيقة ما يحدث فأصبح توجيه الموجه (التريند) واضحا لا لبس فيه لمن يعقل ومن يفكر قليلا ان هذا التوجيه اصبح طعنا على الوطن.. والخلطة سهلة و مجربة ومعروفة.. قليل من الصدق وكثير من الكذب..

ولهذا أحذر نفسي وإياكم من الخوض مع الخائضين على صفحات التواصل (الخراب) الاجتماعى.. فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة المدثر (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حتى أتانا اليقين) صدق الله العظيم.

فإذا كان جزاء الخوض مع الخائضين فى الآخرة هو سقر (جهنم) فإنه فى الدنيا هو خراب للأسرة وللمجتمع وللوطن، عندما نخوض ونردد شائعات وأباطيل ونردد أكاذيب، فهذا يهدم الفرد والأسرة ويهدد الوطن.

 ويبقى أن نحافظ جميعا على الوطن من بداية الفرد ومرورا بالأسرة وصولا لصلاح المجتمع.. ليبقى الوطن.

ولله الأمر من قبل ومن بعد 

حفظ الله مصر وحفظ جيشها

 وشعبها وقائدها 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
عمل.. علم.. أخلاق

العمل والعلم والأخلاق.. هى أركان النجاح، أى نجاح سواء فى الحياة الشخصية أو الحياة العامة، فى كل المجالات.. فى الرياضة أو الفن وأيضاً فى عالم السياسة..

الحوار من أجل الوطن

ما أسهل وأنت تخاطب الناس أن تخاطب مشاعرهم وأن تخاطبهم بما يحبون أن يسمعوا وهذا النوع من الخطابة والكلام هو ما يأسر الناس ويصيحون طربا له، ولكن الأهم من

الأكثر قراءة