نشاهد في الفترة الأخيرة الحديث السلبي عن العلاقات الإنسانية أيًا كان نوعها؛ سواء أكانت علاقات حب أم صداقة أم أخوة، فسر دوام العلاقات ينحصر في الاحترام والتقدير ويندرج تحتهما التفاهم والثقة والحب، فالبعض يظن أن الحب هو ما يديم العلاقات بين أي اثنين ولكن في الحقيقة القلب متقلب قد يحبه في ثانية ويكره أيضًا في ثانية، كلمة ونظرة قد تهدم علاقة، سوء تفاهم ناتج عن قراءة موقف أو رسالة بالغلط ينتج عنه شحن بين الطرفين.
أما عن السبب الغائب عن الكثير في انتهاء العلاقات هو ارتفاع سقف التوقعات أي انتظارالمزيد من الأشخاص وبناء توقعات خيالية أي بناء على استنتاجات قد تكون ليس لها أساس من الصحة، فتجد البعض يأخذه العشم من البعض ويبدأ برفع سقف الطموحات وينتظر المزيد من الأسخاص التي يتعامل معها وعند حدوث أقل مما توقع أو عدم حدوثه من الأساس فتبدأ المشاعر تتغير ولو راجع كل شخص بداية علاقاته بالآخرين لوجد أن سبب تغيير العلاقات وانتهاء بعض العلاقات ليس بسبب الآخرين؛ بل أحيانًا بسبب ارتفاع سقف التوقعات وانتظار المزيد من الأشخاص في حين هم لم يفصحوا عن ذلك!
فأغلبنا يفتقد ثقافة التعارف في العلاقات الإنسانية وافتقاد ثقافة الارتباط والزواج، نحتاج بحق لقانون التعارف قبل قانون للزواج والطلاق، يجب أن يعي كلا الطرفين ثقافة التعامل مع بعضهما البعض.
فنشاهد اليوم محاولة دس السم في العسل، عن طريق نشر أفكار مدمرة للأسرة في صورة كوميكس تبدو من الظاهر مضحكة وفي حقيقتها مدمرة! فلا يعلم الكثير أن هدم كيان الأسرة يُعني هدم الدولة! فأقوى رئيس دولة في العالم قال: "هناك خمسة أخطار تهدد أمريكا، وإن أكبر خطر هو تفكك الأسرة"!فإحدى الإحصائيات في أمريكا تقول: أن 90% من حالات الزواج من غير عقد، ولا اتفاق، ولا ورق، ولا تسجيل، إنما هي مساكنة تستغل كزوجة، وقد يركلها متى شاء! لذلك الانهيار في المجتمعات الغربية ليس له حدود، العالم الغربي لا يسعى الآن أن ينتصر علينا عسكريًا ولكن ثقافيًا وفكريًا أي تفجير حياتنا من الداخل! بمعنى أن يتم هدم قواعد الأسرة المبنية على الشرع، فشاهدت برنامجًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى أول يوم تعارف بين أي اثنين ويبدأ الطرفان في تبادل الأسئلة والأجوبة، وما لاحظته هو الأفكار المدمرة للأسرة التي تبدو من خلال الأسئلة والأجوبة، فأغلب الفتيات تريد من شريك حياتها أن يتركها تحتفظ بصاحبها! وبعض الرجال يوافق على ذلك حتى لا تتهمه بالرجعية، حتى اختلط الأمر وتبدلت الأدوار وافتقد البعض العادات والتقاليد التي يتميز بها الشعب المصري والتي تميزه عن غيره من الشعوب والتي تعتبر جزءًا من الهوية الوطنية.
فنحن حينما نجهل ما شرعه الله ينبغي أن نستعد للبلاء، وقد يكون البلاء بانهيار الأسرة، والأسرة جزء من المجتمع، إذا انهارت انهار المجتمع، وانهيار المجتمع يعني انهيار الدولة، فيجب أن يتم وقف الأفكار السلبية التي يبثها البعض في مجتمعنا ويتأثر بها الشباب اليوم، فأصبح البعض يبث العادات الأوروبية ويدعو للمساكنة أي أن يعيش الرجل مع امرأة بدون عقد ليركلها متى شاء! وأصبح البعض يروج لأفكار غريبة عن مجتمعنا، وأصبح الجميع يفتي في شرع الله والحديث عن أمور محسومة ولا جدال فيها، بل فتح الجدال فيها يفتح أمامنا بابًا من التهديدات الاجتماعية التي تهدد ليس فقط أمن الأسرة المصرية؛ بل الأمن القومي للدولة، فأميتوا الباطل بالسكوت عنه وتجاهله.