لم يكن التفكير في إطلاق "مبادرة معا لحماية الأسرة المصرية" مجرد ترفيه ولا سباحة مع تيار ما أو ضد تيار آخر، وإنما كان بهدف واحد هو الحفاظ علي الأسرة بعيدا عن الانتصار للزوج أو الزوجة، وارتكز إطلاق المبادرة على إيجاد حلول جديدة تستند على الأصل الشرعي وتُسهم في الحفاظ علي كيان الأسرة وقوتها بما يحقق مصالحها وينتصر لوحدتها واستقرارها لتكون قيمة مضافة للمجتمع على أرض الواقع. كل هذا تمهيدا للوصول إلى الهدف الجوهري والمحوري وهو بناء أسرة تتمتع بأركان قوية صامدة ضد أية تحديات، الأمر الذي يعد ترجمة حقيقية لما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، والذي كان بمثابة النواة الحقيقية للاهتمام بقضايا الأسرة ووحدا من أهم مشروعات بناء الإنسان.
وهذا لا يأتي من فراغ، فقد كان الهدف الأساسي للمشروع القومي للأسرة المصرية ، هو تحقيق التنمية كفرصة تاريخية لبناء الإنسان وتعزيز قدراته وصقل مهاراته أيضا.
وتنعقد الأولوية على الأسرة لأنها عماد المجتمع والخلية الأولى فيه، ويقتضي ذلك نبذ الشقاق بين أفراده واحتواء الخلاف بين عناصره مع ما يقتضيه الأمر من تفادي التقاضي كلما كان ذلك ممكنا وميسرا. وإن تعثر ذلك فالقوانين تعد إحدى أسس الوصول إلى التنمية المستدامة باعتبارها أحد الأدوات التي تمكن المخاطبين بأحكامها من الاضطلاع بدور حاسم في تهيئة مناخ حمائي للحقوق والحريات التي تكون بمثابة التهيئة المناسبة لقيام أفراد الشعب في بنائه وتطويره.
ومن هنا تكمن أهمية المبادرات الفردية والجماعية التي تستهدف التمكين لبقاء الأسرة قوية البنيان وإن تصدعت بموت العائل أو انفصال الأب والأم، فيكون القانون سندا حقيقيا للطرف الضعيف وداعما فعالا لاستمراره في العطاء.
وانطلاقًا من مبدأ المبادرة والمشاركة الإيجابية في قضايا المجتمع وما قد يحيط به من مخاطر تهدد حاضره ومستقبله وتوجه له ضربة قاصمة في خاصرته الأساسية وهي الأسرة..
فثمة تحذير واجب توجهه "مبادرة معا لحماية الأسرة المصرية"، فقد بدت ولاحت لنا في الأفق مشكلة جسيمة بعيدة المدى ولم تظهر بين ليلة وضحاها، وهي إعلان مسئولي قناة ديزني تبنيهم فكرة المثلية والشروع في إنتاج أفلام مساندة وداعمة لتلك الفكرة المرفوضة من جانبنا بكل جوانبها وصورها وجميع أطروحاتها المنبوذة دينيا ومجتمعيا..
والحقيقة أننا يمكن أن ندين لها بالشكر فقط على النشر والتصريح بما أقدمت عليه، فلولا ذلك ما علمنا بالأمر ولم ينتبه أحد لما يحاك لهذا الجيل وما يعقبه من أجيال، من مؤامرات في الخفاء.
وقد عجل بعض الآباء والأمهات بإغلاق القناة على أجهزتهم ومنع الأطفال من مشاهدة برامجها، وهي مهمة صعبة جدا لأن شخصيات ديزني تربت عليها أجيال وأجيال وهي محببة لدينا جميعا.
فالتيار قوي وشديد جدا وهو أشبه لي بالدمار الشامل. وكان التساؤل الذي يطرح نفسه بعد أكثر من ٣ أشهر علي هذا التصريح: ماذا نحن فاعلون؟.. نحن على يقين من ثراء إعلامنا المرئي وسيطرته واهتمامه بإنتاج أكثر من ٢٠ عملا فنيا في رمضان وطوال العام، ولكن بعض القنوات الخاصة تلهث وراء فكرة الحوار مع شخصيات بهدف تحقيق "الترند" وكذلك بث الإعلانات بغض النظر عن مضمونها وتأثيرها على المجتمع.
لطالما تمنيت أن أرى مبادرة قومية والبدء في إنتاج أفلام كرتونية للأطفال تستهدف الفئة العمرية من ٣ إلى ٦ سنوات بغرض مواجهة تيارات ديزني وأشباهها من المنصات المخربة القادمة من الخارج، وأمامنا مبادرة ذات فكر تعليمي مرح مثل Papa Jhon أو coco melon، خاصة أننا نملك عددا لا بأس به من الكتاب المتخصصين بالأطفال وهم متميزين ومنهم حائزون علي جوائز، كما لدينا عدد لا بأس به من الفنانين الموهوبين للرسوم المتحركة.
كما أنه لدينا موقف دولة الإمارات غير المسبوق، حيث منعت بث قناة ديزني على مستوى الدولة وهو موقف بناء يدعونا للاقتداء به.
والغرب وهو ينادي بهذه الدعوة الشاذة مستندا على مزاعم واهية، يربطها كذبا وزورا وبهتانا بحقوق الإنسان ويضع القوانين التي تجرم من ينبذ فكرة المثلية أو يتعرض لها وينتقدها، ليس هذا فقط، فالغرب لا يتوقف عن مخاطبة العالم بشعارات حقوق الإنسان لينال من بعض الدول سياسيا، وهو بعيد عن تطبيق مثل هذه الحقوق.
ولن نتراجع ومعي كثيرون عن توجيه نداء إلى متخذي القرار الذين نثق في صدقهم وأخلاقهم، بتبني كل ما هو ضروري لصد مثل هذه الموجات الضالة، بهدف الوصول إلى وطن أفضل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وعلينا بتبني خطاب عاقل لوقف هذه الموجة الضالة، لنحمي أولادنا وأسرنا ضد كل الأخطار والمخاطر، ما خفي منها وما ظهر.