تعد الثروة الحيوانية مصدراً أساسياً من مكونات الغذاء، بمختلف أنواعه سواء كانت لحوما حمراء أو منتجات الألبان وغيرها من الاغذية التى تمثل مصدرًا هاما للفيتامينات والبروتينات اللازمة لجسم الانسان والتى تمده بالطاقة، وتمثل فى كثير من الاحيان وقاية من بعض الامراض مثل منتجات الألبان التى تعمل على تقوية العظام والحماية من هشاشتها.
موضوعات مقترحة
كما أن تلك الثروة مصدر هام من مصادر الدخل القومى للبلاد، وذلك حال استغلالها بصورة علمية ستكون سبباً فى تحسن الأحوال الاقتصادية للمربين، علاوة على اهتمام رئيس الجمهورية فى الفترات الاخيرة بافتتاح مشاريع من ابرزها مشروع مجمع الانتاج الحيوانى والالبان المتكامل بمدينة السادات.
«الأهرام التعاوني» اتجهت نحو معهد بحوث الانتاج الحيوانى لإجراء حوار مع أحد علمائه وهو الدكتور عبدالمنعم صدقي، فكان هذا الحوار الغني.
كيف تقيم الثروة الحيوانية فى مصر؟
دعينا نقول ان عدد سكان العالم فى 15 نوفمبر المقبل سيصل إلى ما يقرب من 8 مليارات نسمة، وهذا فى حد ذاته يشكل ضغط على الموارد الطبيعية والثروة الحيوانية عالميا، ويؤثر بصورة مباشرة على احتياجات الإنسان، طبعا لا ننكر أهمية الثروة الحيوانية لأنها تعد مصدر غنيًا بالبروتين، يمد الإنسان بالمعادن والاحماض الأمنية والفيتامينات الضرورية للحفاظ على صحة الانسان ، علما بأن الثروة الحيوانية تتركز عند 80% من صغار المربين، وتشكل مصدر دخل أساسيا لهم.
فى رأيكم، ما أهمية المشاريع التى افتتحها مؤخرا الرئيس فى مجال الثروة الحيوانية؟
يوجد مشروع مجمع الانتاج الحيوانى والالبان المتكامل بمدينة السادات ويعتبر هذا المشروع من انجح المشاريع المرتبطة بالثروة الحيوانية بين الشركات الوطنية والقطاع الخاص ويعتبر من المشاريع الضخمة التى تساعد على تعظيم الاستفادة من أكبر قدر من الثروة الحيوانية ، لأنه يوجد لدينا عجز فى انتاج الألبان وأيضا 40% من انتاج اللحوم، وهذه المحطات بدأت تعمل بطاقة كبيرة حيث تنتج أكثر من 100 طن البان فى اليوم ويتم استيراد السلالات من المانيا.
ما الفرق بين المزارع الذكية والمزارع العادية؟
تعتبر المزارع الذكية مزارع مغلقة فيها مجسات حيوية (sensor) بمعنى جهاز حساس متصل بجهاز كمبيوتر من الخارج فيه برامج يجمع النتائج ودرجة الحرارة الطبيعية التى يجب أن تتراوح بين 18-21 درجة مئوية، علاوة على أن كل حيوان له منظقة مريحة يعيش فيها ، وبالنسبة للوزن معلوم يوميا من خلال برامج كمبيوتر عن طريق الموازين المنتشرة فى ارض المزارع ، وايضا بالنسبة للمزارع الحيوانية يعلق برقبة كل حيوان كل المعلومات الخاصة ، مبيننا بها نسبة انتاج اللبن وكمية العليقة اللازمة لكل حيوان واكتشاف اى مرض فى بداية ظهوره وهذا يرجع إلى التحول الرقمى مما يوفر فى الايدى العاملة ويزيد من نسبة الانتاجية .
ما تأثيرات الإجهاد الحراري على صحة الحيوان؟
بارتفاع درجات الحرارة المحيطة ترتفع درجة حرارة جسم الحيوان مصحوبا بزيادة معدل التنفس وإفراز اللعاب وإستهلاك المياه يعقب ذلك إنخفاض إستهلاك العليقة الجافة وبالتالى انخفاض إنتاج الحليب ودهون الحليب وضعف الأداء التناسلي ، والتغيرات المناخية تؤثر على الجدوى الاقتصادية لأنظمة الإنتاج الحيوانى من خلال إنخفاض فى توافر الغذاء وجودته والتغيرات فى مجموعات الآفات ومسببات الأمراض وتغييرالمناعة والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة على أداء الحيوان مثل النمو والتكاثر وانتاج اللبن، وسيؤثر تغير المناخ على الإنتاج الحيوانى من خلال تأثيرها على توافر حبوب الأعلاف الحيوانية وأسعار مدخلات الاعلاف كما تؤثر على المراعى الحيوانية وإنتاج المحاصيل العلفية وجودتها والتغيرات فى أمراض الماشية والآفات، والتأثيرات المباشرة ترجع لزيادة درجات الحرارة وتواتر وشدة موجات الحرارة. يمكن أن تؤثر هذه الظروف البيئية على صحة الماشية من خلال التسبب فى اضطرابات التمثيل الغذائى والإجهاد التأكسدى وخفض المناعة مما يسبب العدوى والموت. الآثار غير المباشرة هى تلك المرتبطة بتغيير توافر ونوعية الأعلاف ومياه الشرب وكذلك البقاء على قيد الحياة وإعادة توزيع مسببات الأمراض أو نواقلها.
تمثل الأمراض المعدية فى الحيوانات ودورات انتقالها تفاعلات معقدة بين العائل ومسببات الأمراض والبيئة وتحدث بشكل رئيسى بعد التغييرات فى نظام بيئة العائل الممرض. ان معظم هذه الأمراض حيوانية المصدر (قد تنتقل للانسان) ويمكن أن يكون لها عواقب سيئة على الصحة العامة واقتصاد قطاع الثروة الحيوانية والحفاظ على التنوع البيولوجى يؤثر تغير المناخ لا سيما الاحترار العالمى على صحة الحيوان من خلال التأثير على نظام بيئة العائل الممرض بشكل مباشر وغير مباشر ان ارتفاع درجة الحرارة تزيد من فترات التغذية ومعدلات تطور مفصليات الأرجل التى تتغذى بالدم كما ان التغيرات فى أنماط هطول الأمطار وكثافتها إلى توسيع التوزيع الجغرافى والارتفاعى للنواقل وتتأثر أيضًا الأمراض التى تنقلها التربة العائل مثل الجمرة الخبيثة العائل بتقلب هطول الأمطار وتؤدى هذه التغييرات إلى آثار اقتصادية سلبية كبيرة على المنتجين والمستهلكين هذه الآثار مسؤولة بشكل عام عن انخفاض معدل النمو وانخفاض الخصوبة لكل من الذكور والإناث.
كيف السبيل لمواجهة ظاهرة التغير المناخى وتأثيرها على الحيوان؟
تبنى ممارسات زراعية أكثر فاعلية وصديقة للبيئة كاستخدام الطاقة الشمسية فى عمليات الانتاج الحيوانى المختلفة وتدفئة احواض مفرخات الاسماك.وتقييم أثر التغيُّرات المناخية وانسيابية المعلومات ونمذجة اتجاهات المناخ فى المستقبل والتنبؤ بها باستخدام التقنيات النووية والنظيرية، حوالى ثلث الأغذية المنتجة للاستهلاك البشرى تُهدرعلى طول سلسلة FAO,2019. ان استخدام الفاقد فى تغذية الحيوان يمكن أن يساهم الحد من النفايات بشكل كبير فى تقليل الطلب على الموارد مثل الأرض والمياه والطاقة العائل وكذلك المدخلات الأخرى مثل المغذيات وتقليل الفاقد فى المحاصيل الزراعية والذى يؤدى لفقد يتراوح بين 25-30 % مسببا خسائر لكميات كبيرة من المياة وفقد قيمة منتجات من الارض فضلا عن انبعاثات الغازات مع الحد من خسائر ما بعد الحصاد، واختيار الماعز والأغنام مع ارتفاع درجات الحرارة لقدرتها العالية على تحمل الظروف البيئية وتعديل أنظمة الإنتاج من أجل ترك بصمة كربونية أصغر مع انبعاثات أقل ومنتجات نفايات أقل ومتطلبات طاقة أقل زيادة كفاءة الأعلاف لتحسين عمليات الهضم فى المجترات واستخدام إنزيمات تساعد على الهضم وتعديل نظم الايواء لضمان تحسين المناخ للطيور فضلا عن تقليل انبعاثات الغازات من الماشية بابتكار اضافات تعمل على تحويل الغازات لصورة غير غازية واعادة تدوير مياة المزارع السمكية (الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية), نتمنى العمل بنهجاً تشاركيًا شاملاً لأصحاب المصلحة المعنيين والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والبحثية ومركز البحوث الزراعيه بمعاهده المختلفة والجامعات وشركاء التنمية الإقليميين والدوليين لتحقيق المستهدف بمجابهة التغيرات المناخية المتوقعة.
ما أهم المشكلات التى تواجه الثروة الحيوانية فى مصر، وكيف نتغلب عليها؟
من أهم المشاكل التى التى تواجه المربين فى مصر هى مشكلة الاعلاف ، حيث أن مصر تعتمد على مكونات الاعلاف بنسبة 65% علما بأن الحرب الروسية الاوكرانية اثرت بوجه عام على مختلف دول العالم مما ادى إلى ارتفاع أسعار الشحن وبوالص التامين على النقل البحرى وكذلك تأثير حاجة كورونا، والتغلب على هذه المشكلة من وجهة نظرى ضرورة تعاون مصر مع دول حوض النيل عن طريق الحصول على المخلفات النباتية الناتجة عن زراعات مثل القمح والقصب وغيرها من الزراعات الاخري،وإعادة تدويرها باضافة عناصر أخرى لتصبح بعد ذلك صالحة للاستخدام كأعلاف حيوانية.