نجح الدكتور سعيد سليمان رئيس قسم الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، وفريقه العلمى فى زراعة اصناف الأرز المقاومة للجفاف والتى استنبطها وفريقه المعاون على مدى اكثر من 12 عاما.
موضوعات مقترحة
ويعد استنباط الأرز عرابى بمراحلة المختلفة وصولاً لـ «عرابى 4»، نجاحا كبيرا فى علم الوراثة النباتية، وهو ما نجح فيه الفريق العلمى، وكانت نتيجة زراعة الصنف المقاوم للجفاف وملوحة التربة، تخفيض استهلاك محصول الأرز للمياه الى نحو 50 %، حيث يستهلك فدان ارز الجفاف 3500 متر مكعب من المياه بنظام التنقيط، فى حين يستهلك الأرز التقليدى 7000 متر مكعب من المياه، بجانب مقاومتها الكبيرة للأمراض والذى نتج عنه تخفيض استخدام المبيدات الكيميائية وحماية التربة من آثارها.
زيادة دخل الفلاح
ولا يمكن إغفال منظومة نجاح إستنباط صنف الأرز «عرابى 4» الذى نجح فريق الدكتور سليمان العلمى فى تحميله على محصول الفراولة خلال فصل الصيف، لزيادة دخل الفلاح خاصة محصول الفراولة من المحاصيل الشتوية، وهذا ما اكدته التجربة التى تحمل مخاطرها مجموعة من شباب العلماء بالحقول الاسترشادية التى تم زراعتها فى الأراضى الصحراوية، والتى بدأت فى حقل استرشادى على مساحة فدان، ونجحت الزراعة محققة أعلى إنتاجية للأرز والفراولة على حد سواء فضاعفت من دخل الفلاح بالنسبة لمحصول الفراولة بنحو 40 الف جنيه، كما زادت انتاجية الأرز فى نفس المساحة الى 5 اطنان للفدان.
أصناف ناجحة
وكشف سعيد سليمان خبير استنباط النباتات بجامعة الزقازيق، النقاب عن أصناف الأرز المقاومة للجفاف وملوحة التربة، وهى عرابى 1و2و3و4، حيث تمت زراعة عرابى 4 الذى يعد افضل الأصناف وأعلاها إنتاجية فى الأراضى الصحراوية، وتم زراعة نحو 200 الف فدان بالمحافظات بأنتاجية بلغت 5 طن للفدان، بدلاً من 3.5 طن فى الأصناف التقليدية.
أعلى انتاجية واقل استهلاك
ومن داخل الحقول الاسترشادية، قال الدكتور سعيد سليمان، خبير علم الوراثة، أن زراعة الأرز محملاً على الفراولة، يغذى التربة بالعديد من العناصر المفيدة لنمو محصول الفراولة، مع تحقيق اعلى مواصفات للأرز من حيث الانتاجية والجودة وتوفير المياه ومقاومة الأمراض، بعكس نبات الذرة الذى يمكن ان يكون تأثيره ضارا على نفس المحصول، حيث يزرع صنف «عرابى 4» منذ عام 2010 فى الحقول بنجاح كبير، محققا أعلى إنتاجية حال زراعته محملا أو منفردا فى الأراضى الصحراوية.
تسجيل الصنف
ويعانى صنف «عرابى 4 « الجديد بحسب تأكيدات الدكتور سعيد سليمان من عقبات كبيرة فى تسجيله استمرت لمدة 15 عام، حيث يواجه تسجيله صعوبة كبيرة تتركز فى البيروقراطية، التى تسير بها بعض الجهات العلمية، مثل مركز البحوث الزراعية الذى يرفض تسجيله، لكونه نتاج أبحاث علمية خارج المعهد، ومن جامعة منافسة.!
استغلال وحدة المساحة
ودعا الدكتور سليمان، المسئولين بوزارة الزراعة إلى تبنى الصنف الجديد « عرابى 4 « لزيادة مساحة الأرز المنزرعة 360 ألف فدان بنظام التنقيط، الذى يوفر 50 % من استهلك المحصول للمياه، والتى تصل لـ 2000 متر مكعب فقط لكل فدان، بدلاً من الأصناف المنزرعة حاليا والتى تستهلك 7000 متر مكعب للفدان، حيث تعتمد على نظام الغمر بالماء وليس الرى بالتنقيط.
نجاح زراعته بالصوب
وفجر الدكتور سعيد سليمان مفاجأة من العيار الثقيل، عندما افاض فى ذكر فوائد ومميزات صنف الأرز « عرابى 4» الذى يصلح للزراعة داخل الصوب بنجاح كبير، محققا نفس انتاجية الفدان فى الأراضى الصحراوية، والتى تصل لـ 5 اطنان للفدان.
زراعة مكثفة
اما المهندس أحمد دومة الخبير الزراعى ، فقد أكد أن زراعة محصول الأرز صنف «عرابى 4» بنظام التنقيط، رفع انتاجية المحصول الى 5 اطنان للفدان، وفى نفس الوقت زادت انتاجية محصول الفراولة المحمل عليه الى 4 اطنان للفدان، فتضاعف دخل الفلاح من كلا المحصولين، بجانب توفيره للمياه وبالتالى حمايته من غرامات زراعة الأرز، حيث تتم زراعته من أول شهر أبريل الى أول سبتمبر ويكون الحصاد فى شهر أغسطس، وبذلك نجحت فكرة تحميل الأرز على الفراولة فى تكثيف الإنتاجية وتعظيم العائد من وحدة المساحة خاصة انه يتم زراعة 60 الف فدان فراولة كل عام، ويمكن زراعة الأرز عليها فتزيد مساحة زراعة الأرز 60 الف فدان مرة واحدة، لأنه محصول استيراتيجى للمصريين، ولا يمكن الاستغناء عنه.
تعميم التجربة
ونوه المهندس احمد صبرى الخبير الزراعى، بأن صنف «عرابى 4 « يفتح الباب للتوسع فى زراعة الأرز فائق الجودة فى الاراضى الصحراوية، لزيادة مساحة الأرز المنزرعة 360 ألف فدان مرة واحدة بنظام التنقيط، بدلاً على قصرها فى اراضى الوادى والدلتا، التى باتت تعانى من أمراض التربة وأشهرها احتباس المياه، لافتا الى أن الأرز لم يشكل عبء على محصول الفراولة عند تحميله عليها، بل كان بمثابة إضافة جديدة، للمحصول بجانب زيادة دخل مزارعى الفراولة من المحصولين، وذلك بتخفيض قيمة استخدام مدخلات الزراعة من مياه ومبيدات واسمدة وايدى عاملة تصل قيمتها الى لـ 50 % من تكلفة الانتاج، ولذلك يجب تعميم تجربة نجاح زراعة أرز الجفاف «عرابى 4» منفردا بالأراضى الصحراوية والصوب الزراعية، أو بالتحميل على محصول الفراولة، خاصة انه من المحاصيل الأستراتيجية التى يمكنها تحقيق الأكتفاء الذاتى للمصريين بأقل كمية من استهلاك المياه، بجانب توفير جزء من المحصول للتصدير، لجلب العملة الصعبة للبلاد.