راديو الاهرام

نصائح للمريض ليساعد "نفسه" على الشفاء

10-9-2022 | 12:10

كزائر غير مرغوب به يأتي المرض، وننبه لأخطاء شائعة "وتؤخر" الشفاء.. نبدأ بإنكار الحزن، فمن الطبيعي ألا نرحب بالمرض ولا يتناقض مع الصبر، ولا نعني الاستسلام للحزن وللرثاء للنفس والشعور بسوء الحظ إذا تتابعت الأمراض، ونقصد عدم جلد النفس للشعور بالحزن واعتباره "تراجع" بالإيمان أو اعتراض على مشيئة الخالق عز وجل، وبالوقت نفسه نسارع بطرده والاستعانة بالرحمن "وزرع" الرضا داخل قلوبنا وعقولنا بأنه "مؤقت" بإذن الرحمن وسنتعافى قريبًا.

من الطبيعي الخوف من مضاعفات المرض ولو كان بسيطًا، والخوف سلاح ذو حدين، فنستخدمه للاعتناء بالنفس واتباع تعليمات الطبيب "والتمهل" بالعودة للحياة الطبيعية وإعطاء فترة النقاهة "حقها"، ويكون سلبيًا بتوقع حدوث "الأسوأ" وعدم اتخاذ الخطوات لمنعه بعد الاستعانة بالرحمن.

إهمال المظهر عند المرض خطأ شائع "يؤذي" المريض، فالعناية بالمظهر وارتداء ملابس مريحة وأنيقة داخل البيت أو بالمستشفى – لا قدر الله- تُحسن الحالة المعنوية للمريض وتساعد بالشفاء والعكس صحيح.

ننبه ألا يقول لنفسه عند المرض إنه عقاب له من الخالق عز وجل، والأفضل الدعاء بأن يكون رفعًا لدرجاته بالدارين، ففي الأولى سيثقل على نفسه بينما "يحتاج" للرحمة بنفسه ويكفيه ألمه الجسدي، وفي الثانية سيسعد بحسن الظن بالرحمن وليتحسن دينيًا ودنيويًا بعد الشفاء أيضًا.

يضاعف البعض أوجاعهم بالكلام المستمر عن تفاصيل المرض "لكل" من يعرفونهم، ويتلقون تعليقات "مؤلمة" نفسيًا، يقولها البعض دون تعمد للتهوين من مرضه، وأخرون يظهر عليهم الضيق من كلامه فينزعج وغيرهم يثقلون عليه بسرد مآسي المرضى الآخرين..

نوصي بذكر تفصيل المرض للمقربين فقط، فمن حق المريض ألا يقابل أو يتكلم بالهاتف مع من "يزعجه" ولو بحسن نية، وعلى المقربين منه إخبارهم بأن حالته تسوء بالكلام، وهذا ليس كذبًا فالكلام المزعج يؤخر الشفاء.

وليراقب كلامه لنفسه، ولن يكون إيجابيًا دومًا، فهذا غير واقعي، وليطرد أولا بأول مشاعر اليأس من الشفاء أو "الغضب" من تأخره، ولا يفرغ شحنات ضيقه في أسرته، فسيردون بالسيء ولو بعد حين أو تقل رغبتهم في إسعاده، فلن يتحملونه للأبد.

ويتجنب الاهتمام بمن سأل ومن لم يفعل ولا يبالغ، فالجميع لديهم ما يؤلمهم أو من يحبون ولا يقل لو كنت مكانهم لفعلت كذا وكذا، فلكل إنسان أسلوبه الخاص في التعامل وفقًا لشخصيته، وليفرح بمن اهتموا به -بصدق- وإن قلوا، فالمهم الكيف وليس الكم، ولتكن "يده" التي تربت على وجعه "بحب واحترام" وليستغن عن الدعم الخارجي، فأفضل العون هو اللجوء لله الكافي عز وجل، ولا يهدر طاقته -التي يحتاجها- للتألم من خذلان البعض "ويدخرها" لشغل أوقاته بما يفيده نفسيًا، وسيدعم صحته الجسدية والعكس صحيح.

ويوازن بين الاسترخاء التام والنوم والترفيه عن نفسه والتجديد في تفاصيل يومه ما استطاع، فالملل وتكرار نفس التصرفات يتعبه نفسيًا ويخصم من حيويته، ويهتم بالتنويع في الطعام الصحي وتناوله "برضا" وليس وكأنه عقاب، ويتناول الأدوية يجب "بفرح" فهي وسيلة بإذن الرحمن للتشافي.

ننبه لخطورة استدعاء الأمراض السابقة وتعزيز الشعور بالضعف داخل قلبه وعقله، والأفضل إذا ذكره "إبليس" بها المسارعة بطرده ويقول لنفسه: سيسعدني ربي بالشفاء كما أنعم علي من قبل.

نحذر من الربط بين الأمراض والموت والعيش فترة العلاج "بانتظار" الموت وتوقعه بكل لحظة والاضطراب بشدة عند أي أعراض جديدة ويفسرونها باقتراب الموت، فغالبية الناس تموت وهم أصحاء ومنهم أطفال وشباب.

يخطئ البعض بالمبالغة بالبحث عبر "جوجل" وغيره عن أعراض المرض، وقليل من البحث يفيد نفسيًا وصحيًا، الأولى ليطمئن على حالته والثانية ليساعد نفسه ببعض الوصفات الطبيعية بعد إخبار طبيبه وبالاستفادة من تجارب من تعرضوا لمرضه من قبل ونجوا منه..

تؤذي المبالغة، كالشك في العلاج "والفزع" عند تأخر الشفاء والتفكير في أمراض أخطر "وانتظارها"، ويقال وقوع البلاء أهون من انتظاره، فانتظاره "يستنزف" نفسيًا وينهك جسديًا ويزيد المرض.

يتألم غالبية المرضي لتأخرهم في أعمالهم أو مذاكرتهم،وهو أمر طبيعي، ويجب طمأنة النفس واليقين بأن الرحمن سيرزقه "بالبركة" وسيعوض ما فاته وليتدرج ويقسمه على مراحل فلا يضعف نفسه بعد الشفاء، وإذا كان المرض بسيطًا لا يقلل منه، وإذا كان صعبًا لا يهزم نفسه بصعوبة الشفاء، وفي الحالتين يتصدق.

تزيد الحساسية مع المرض، فليتنبه ولا يتضايق من تصرفات بسيطة.
 
يحزن البعض للتكلفة المادية العالية عند المرض، خاصة إذا أنفقوا من مدخراتهم التي تعينهم على الحياة وغيرهم يتألمون لاضطرارهم للاقتراض للعلاج، وهذه مشاعر طبيعية "ونحترمها" ونود ألا نسمح لها "بالإقامة" والتأثير الضار على نفسية المريض وعلى فرص شفائه.

ونتذكر أن الرزاق سبحانه وتعالى قال: "ادعوني استجب لكم"، فليدعو المريض لنفسه بسرعة الشفاء وبالبركة في الرزق والنفس والولد وبأن يرزقه الرحمن أجر الصابرين، وليقل من قلبه: "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف على خيرًا"، وليتذكر أن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها عندما قيل لها قولي ذلك بعد وفاة زوجها أبي سلمة، فقالت ومن سيكون أفضل من أبي سلمة، ثم قالتها "بيقين" فرزقها الرحمن الزواج من سيد البشر أجمعين نبينا محمد صلوات الله عليه.

بعد الشفاء، فلينتبه لزيادة مناعته نفسيًا وصحيًا ومراجعة ما نقص منها، ولا يعاتب من خذله "متعمدًا" بلا عذر حقيقي ويقلل من مكانته لديه دون إخباره، ويغلق أبواب المرض بالانتباه لنفسه وبالوقاية وبالالتزام بتعليمات الطبيب بلا تأفف أو سخط، "فالرضا" يفيده نفسيًا وصحيًا ودينيًا، ولا يتكلم عن معاناته، فيجدد الألم داخله وإذا أراد "الفضفضة" فلتكن مع أقرب المقربين ويقرنها بالشكر للرحمن الذي "أنعم" عليه بالشفاء وليبدأ حياة "جديدة" ملؤها الحيوية والسكينة والإشراق الداخلي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: