"الحب" من أصدق وأنبل المشاعر التي يمكن أن يشعر بها إنسان تجاه طرف آخر، وهو لغة مقدسة لا يفهمها سوى من يؤمنون بها ويعيشونها، والتي قد تستمر فتكتب في قواميس العشق والغرام التي تتناقلها الأجيال في الماضي، أما الآن فقد أصبح هناك مفهوم خاطئ للحب عند الشباب الجامعي والمراهقين، فتحول الحب لغضب عارم يأكل الأخضر واليابس، وفي بعض الحالات يصل إلى حد القتل كما شاهدنا في الآونة الأخيرة.
ففي أقل من ثلاثة أشهر، وقعت ثلاث جرائم قتل مروعة تحت "ذريعة الحب" هزت الشارع المصري على فترات مختلفة، بدأت بمقتل نيرة أشرف في يونيو الماضي، وأعقبتها جريمة مقتل فتاة الزقازيق سلمى التي وقعت في منتصف أغسطس، وانتهت بالطالبة أماني آخر ضحايا هذا السيناريو الدموي المشين، والتي لاقت مصرعها أمام منزلها على يد شاب رفضت الارتباط به بسبب سوء سلوكه.
الأمر الذي آثار العديد من التساؤلات، هل الحب الجنوني يمكن أن يؤدي إلى القتل، وما هو مفهوم الحب الصحيح، وما هي العلامات التي تضمن علاقة عاطفية صحيحة مع شريك حياتك، وكيف يتم انتهاء العلاقة العاطفية باحترام الطرفين، نستعرض الإجابة على هذه التساؤلات في السطور التالية...
ما هو مفهوم الحب الحقيقي؟
الحب هو تلك المشاعر البريئة الوهاجة المضيئة، ويسعى فيه الطرفان إلى أخذ خطوات تضمن استمرارهما معا وتضمن ازدهار الحب ونماءه، ويتم تعريف الحب الحقيقي أيضا أنه الشعور العميق بالحب والرغبة بالتضحية والتفاني من أجل الشريك.
وقيل عن الحب الحقيقي أيضا، هو المشاعر القوية التي تستطيع أن تحافظ على قوتها رغم الظروف والزمن، فالحب الحقيقي بين الزوجين يظهر أكثر جلاء مع مرور الوقت، ووقوفهما معا في تحديات مشتركة دون أن تؤثر الأيام وشئونها على قوة مشاعرهما تجاه بعضهما.
هل يفهم الشباب الحب بشكل خاطئ؟
يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، الشباب أصبح يفهم الحب بشكل خاطئ، والأسباب التي تدفع بعض الشباب لارتكاب جرائم القتل عند رفض الفتيات للارتباط بهم، هو وجود قصور فكري وسوء تربية وسوء العلاقة مع الأهل، وهناك بعض العلامات التي تميز هؤلاء الأشخاص، والتي عادة ما تكون واضحة، وهي:
- الاضطراب
- افتعال المشاكل
- إزعاج الآخرين
- إظهار العصبية على الآخرين والفتة المرتبط بها
- الهجوم على الفتاة
هل من يحب يقتل؟
لا يوجد ما يسمى القتل تحت ذريعة الحب، حيث يؤكد "فرويز"، أن هذا مجرد تبرير للقتل فقط، وما يحدث هو انتقام للكرامة وليس انتقاما للحب، ودمج ثقافتنا مع الثقافات الأخرى الدخيلة علينا تسبب في وجود مسخ ثقافي، لذا تغيرت سلوكيات وأخلاقيات كثيرة في المجتمع المصري ناتجة عن هذا المسخ الذي يتكون من ازدواجية دينية وانهيار ديني وأخلاقي وسلوكي وقيمي في المجتمع.
كيف تضمن علاقة صحية مع شريك حياتك؟
هناك بعض العلامات التي يوضحها استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، تضمن علاقة عاطفية صحية مع شريك حياتك، وهي:
تُبنى العلاقة العاطفية الطويلة الأمد، بالثقة المتبادلة بين الطرفين، دون تسرب الشك والغيرة الزائدة إلى حياتكم.
يظن الكثير أن العلاقة العاطفية تعني امتلاك الطرف الآخر، وهذه من العلامات التي تفسد نجاح أي علاقة مهما كانت الحب الذي يجمع بينهما، لذا لابد من ترك مساحة كافية لكل شخص.
يجب أن يتوافر لدي كل شخص القدرة على حل المشكلات واحتواء الطرف الآخر، وتجنب الإفصاح عن مشاكلكم أمام الأهل والأصدقاء.
تحقيق التوازن بين الصداقة والرومانسية من العلامات الهامة لضمان علاقة عاطفية طويلة الأمد، فيجب أن يتوافر في علاقتكما مزيد من المرح وروح الدعابة مع بعضكما البعض، وذلك لخفض مشاعر القلق والتوتر والملل التي قد تسود العلاقة العاطفية من حين لآخر.
الإنصات الجيد للطرف الآخر مع القدرة على قراءة ما خلف الكلمات من أهم مقومات العلاقة العاطفية، فالطرف الآخر يحتاج إلى ما يستمع إليه بشكل جيد ويترك له مساحة كافية للبوح عن مشاعره دون انقطاعه أثناء التحدث.
-
إظهار الحب والاحترام المتبادل
من الجميل أن يترجم الحب إلى كلمات رقيقة، ولكن الأجمل أن يترجم إلى أفعال، فإظهار الحب والاحترام للشريك الآخر يساهم في تحريك المشاعر بينكما وتقوية ارتباطكما، فهناك بعض الأفعال التي قد تراها بسيطة لكنها هامة لإحياء العاطفة بينكما.
علامات العلاقات العاطفية السامة أو التوكسيك
من أهم علامات العلاقات العاطفية السامة الغير مبررة، أي يكون فيها تباين سلوكي أو أخلاقي أو اجتماعي أو تعليمي، ومثال على هذا واقعة سلمى بهجت حيث كانت الفتاة تنجح في مسارها التعليمي في مقابل فشل الشاب، الذي كان يرمي بفشله عليها بدعوى أنه ضحى، لماذا يلومها على فشله رغم أنها قصة تخصه هو ولا تخصها هي لأنه من في يده أن ينجح. نحن دائما نرمي أخطاءنا على الآخرين.
وهناك العديد من الأشياء التي تشير إلى أنك في علاقة عاطفية مع الشخص الخطأ، وهى:
- الشعور بالشك دائمًا، مع صعوبة التأكد من حقيقة هذه الشكوك.
- لا يمكن المضي قدمًا بدون الطرف الآخر، حتى مع كره الكثير من صفاته الشخصية.
- الاضطرار للاستمرار في العلاقة العاطفية.
- الانعزال عن الأصدقاء وتغير الحالة المزاجية للأسوء.
النهايات أخلاق
الانفصال عن شريك الحياة دائما ما يكون أمرا مؤلما للغاية، خاصة إذا تم الانفصال بطريقة لا تعبر عن الاحترام لأحد الطرفين، ولإنهاء العلاقة بطريقة محترمة، فإن كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من الشجاعة، حتى يظل بين الطرفين قدر من الاحترام، وهناك 5 طرق يمكن من خلالها إنهاء العلاقة باحترام والاحتفاظ بقدر كبير من الكرامة لكلا الطرفين، وهي:
1- الاعتراف بانتهاء العلاقة
غالبًا ما يتم تجاهل هذه الخطوة الأولى، عند الانفصال عن شريكك، فقط حاولوا التحدث مع بعضكما البعض من مكان الحب، إذا كنت مجروحًا أو غاضبًا وشعرت بأن مشاعرك تسيطر عليك، فأخبر شريكك أنك بحاجة لبعض الوقت لمعالجة ما تشعر به، ولا تتسرعون في المحادثة.
2- توضيح مشاعر الجرح
إذا قام شريك حياتك بالقيام بشيئًا تشعر أنه خطأ، فذكره كيف شعرت بذلك، وأسأله ما هو السبب وراء ذلك.
3- طلب المساعدة من معالج
اطلب المساعدة من أحد المحترفين، خاصةً إذا كنت غير قادر على التواصل مع بعضكما البعض لأن استياءك قوى للغاية، فمن الأفضل أن تدع متخصصًا موضوعيًا يساعدك في إنهاء علاقتك والتوسط لمنح كل شخص فرصة للتعبير عن مشاعره.
4- تقديم طريقة لتحقيق نهاية جيدة للعلاقة
اسأل شريكك عما يمكنك فعله للمساعدة في جعل الانفصال أكثر احتمالًا بالنسبة له، واعلم أنه طريق ذو اتجاهين، لذا قل أيضًا ما الذي يجعله أكثر احتمالًا بالنسبة لك.
5- التعبير عن الامتنان والشكر
عندما تتأذى قد تميل إلى إبعاد الشخص الآخر أو حتى الانتقام من خلال غيابك وصمتك، ولكن عندما تكون مستعدًا للذهاب في طريقك المنفصل، تمنى لبعضكما الخير بصدق، واشكر الشخص على الأوقات الجيدة معًا، حتى لو جرحت بعضكما البعض.