راديو الاهرام

أنهار تجف وبحيرات تتبخر.. هل تختفي وجبة الأسماك من مائدة الطعام بسبب التغيرات المناخية؟

6-9-2022 | 16:53
أنهار تجف وبحيرات تتبخر هل تختفي وجبة الأسماك من مائدة الطعام بسبب التغيرات المناخية؟جفاف الأنهار
إيمان محمد عباس

 يعد المناخ من أهم الموارد الطبيعية التي تشكل مقوماً أساسيا للنهوض بمختلف القطاعات الطبيعية والبشرية لأي بقعة على سطح الأرض، ولذلك تأتى دراسته وتحليله من أجل التخلص من آثاره السلبية والاستفادة من إيجابياته، والتغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة والرياح والمطر تميز كل منطقة على الأرض وهناك تأثيرات سلبية لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي مثل فقد وتدهور خصوبة الأراضي، وتأثر الموارد المائية، ونمو وانتشار الحشائش، وتأثر الإنتاج السمكي.

موضوعات مقترحة

تنشأ التغيرات المناخية نتيجة لعمليات الحرق المختلفة للنفط والغاز والأخشاب والفحم وغيرها، والتي تؤدى لإطلاق كميات هائلة من المركبات الكيمائية السامة إلى الجو أهمها أكاسيد الكربون والكبريت والنتروجين، وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة تبقى في النطاق السفلى للأرض وتمنع انتشار الحرارة حيث تمتص الأشعة تحت الحمراء وتمنع تشتتها من سطح الأرض مما يؤدى إلى رفع درجة الحرارة في ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري.

ورغم أن التغيرات المناخية ظاهرة عالمية إلا أن لها آثارًا على المستوى المحلى، فزيادة درجة الحرارة تؤدى إلى نقص الإنتاجية الزراعية، وزيادة البخر وزيادة معدل استهلاك المياه وزيادة معدل التصحر وهجرة العمالة من المناطق الساحلية وحدوث تغيرات سلوكية في الحشرات نتيجة الدفء الحراري مما يؤدى إلى قصر دورة حياتها وتزايد أعدادها بسرعة كبيرة .

"بوابة الأهرام" تستعرض التأثيرات المناخية على الثروة السمكية من خلال خبراء.

الإنتاج العالمي للأسماك

قال الدكتور أحمد محمد دياب أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، إن الإنتاج العالمي من الأسماك بلغ حوالى 178 مليون طن، منها 88 مليون طن من إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة قدرها 49 % من إجمالي الإنتاج العالمي ، وبلغ المصيد من المصادر الطبيعية 90 مليون طن بنسبة قدرها 51% ، مضيفا أنه قد تم استخدام 157.4 مليون طن من مجموع الإنتاج الكلى في العالم للاستهلاك البشرى، بمعدل قدره 20.5 كيلو جرام للفرد الواحد على مستوى العالم.

المخزون السمكي

وأضاف أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، أن هذه الإحصاءات توضح الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الثروة السمكية من خلال حجم الإنتاج والتجارة العالمية وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل لنحو 12% من سكان العالم، إلا أن تأثيرات التغيرات المناخية على المخزون السمكي في المصايد الطبيعية والمزارع السمكية تمثل تهديداً كبيراً لاستدامتها، لذا فإن السنوات القادمة سوف تشهد علامة فارقة في مسيرة البشر في ترويض الطبيعة.

حجم الإنتاج السمكي في مصر

وأكد الدكتور أحمد محمد دياب أن حجم الإنتاج السمكي في مصر بلغ (2 مليون طن) ويشتمل على المصايد الطبيعية بمعدل إنتاج يصل إلى (400 ألف طن) ويمثل 20%  أما الاستزراع السمكي فيصل حجم الإنتاج حوالي (1.60 مليون طن) ويمثل 80 % ، مشيرا إلي أن مصر تحتل المركز الأول أفريقياً والثالث على مستوى العالم في إنتاج البلطى والسادس عالمياً فى إجمالي الإنتاج السمكى ويساهم القطاع السمكى بنحو ( 14% ) من صافى الدخل القومي الزراعي.

إستراتيجية تنمية الثروة السمكية

وأستطرد أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، أن الدولة المصرية تعمل على تحقيق إستراتيجية تنمية الثروة السمكية من خلال التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي وتطوير البحيرات المصرية، كخطوة جادة في سد الفجوة بين العرض والطلب في السوق المحلى ، مما يؤثر إيجابيا على دعم الاقتصاد المصري من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب، والحد من الهجرة غير الشرعية، فضلا عن زيادة المعروض من الأسماك مما يساهم في خفض الأسعار وصولا إلى تصدير الفائض، وفقا لأحدث التكنولوجيات والمعايير العالمية.

أهم  التأثيرات المناخية علي الثروة السمكية

وأشار الدكتور أحمد محمد دياب، إلي أن  أهم التأثيرات المناخية علي الثروة السمكية هي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون مما يؤدى لزيادة ذوبانه في مياه المحيطات والبحار، وزيادة حموضة المياه مما تؤثر سلبا على نمو وتكاثر وحياة الأسماك، موضحا أنه ينجم عن تغير المناخ تعديل فى توزيع أرصدة الأنواع السمكية من أسماك المياه العذبة والمالحة، مع توجه الأنواع السمكية فى المياه التى ترتفع فيها درجة الحرارة نحو القطبين، كذلك ينعكس تغير المناخ على موسمية العمليات البيولوجية الحيوية فى شكل تغيرات بسلاسل غذاء الأسماك بمواطن المياه العذبة والمالحة،مما يعود بنتائج لا يمكن التكهن بها على صعيد التذبذب في إنتاج الأسماك.

وأستكمل أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، أن زيادة ملوحة مياه البحيرات الشمالية نتيجة لزيادة درجة الحرارة والتى تؤدى لزيادة نسبة البخر، فضلا عن زيادة التلوث عام بعد عام نتيجة الصرف الصناعي والزراعي وقلة المياه العذبة الواردة للبحيرات، مما يؤدى لزيادة درجة الملوحة أكثر والتى تؤثر على هجرة ذريعة العائلة البورية من البحر إلى مناطق التقاء المياه العذبة وعليه يقل المخزون السمكي بالبحيرات.

وأضاف الدكتور أحمد محمد دياب، أن التأثير قد يمتد إلى المزارع أيضا ويشمل تأثير التغيرات المناخية عليها فى ارتفاع درجة حرارة المياه، وزيادة نشاط الميكروبات المحبة للحرارة مما يؤدى لزيادة احتمالية حدوث أمراض، فضلاً عن ازدهار الطحالب وما ينتج عنها من أضرار، مشيرا إلي أن ارتفاع درجة الحرارة تؤدى لتغير أوقات التكاثر، وزيادة استهلاك الغذاء وزيادة المخلفات العضوية، ونقص الأكسجين الذائب، وتتأثر الزريعة أكثر نتيجة انخفاض الأكسجين، ويتسبب ذلك في إجهاد حراري وانتشار الأمراض.

وأكد أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، أن معظم مكونات العلف مستوردة وأهمها مسحوق السمك، وتشير السيناريوهات المتوقعة لانخفاض إنتاجية الأسماك المستخدمة في تصنيع مسحوق السمك، واستهلاك نحو 70% منه في الدول المنتجة له مما يؤدى لنقص المعروض منه، وزيادة السعر والذي يؤدى بدوره لارتفاع تكاليف أعلاف الأسماك .

الحلول المقترحة لمواجهة التغيرات المناخية

1-  الاتجاه لأقلمة أسماك المياه المالحة على الملوحة المنخفضة أو المتوسطة.

2- الاتجاه لتفريخ الأسماك البحرية.

3- إيجاد بدائل مسحوق السمك في العليقة كمصدر للبروتين.

4- تقليل صرف الملوثات المختلفة في البحيرات.

5- إجراء البحوث المتعلقة بمعرفة معدل الزيادة في ملوحة الماء الأرضي للدلتا وملوحة مياه الصرف.

6- إيجاد البدائل لأسماك المياه العذبة من خلال استنباط أصناف جديدة مقاومة للأمراض وتتحمل البرودة.

7- المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للأسماك خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة أو نقص إمدادات المياه، والاهتمام بإضافة روافع المناعة إلى الأعلاف خلال هذه الفترة لتحسين أداء الجهاز المناعي للأسماك مشددا على ضرورة تطبيق الأمان الحيوي قدر الإمكان داخل المزارع السمكية خاصة المزارع متوسطة وكبيرة الحجم.


بحيرات تتوارىبحيرات تتوارى
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة