عيد فلاح سعيد
دَع المَقادير تَجري في أَعنتها
وَلا تَكُن يائِساً مِن نيل آمال
(صالح بك مجدى)
فى التاسع من سبتمبر من كل عام تحتفل مصر بعيد الفلاح، ذلك اليوم الذى يوافق ذكرى صدور قوانين الإصلاح الزراعى والتى قامت بها ثورة يوليو 1952 بعد ان تحرك ابناء مصر من الضباط الاحرار وقاموا بثورة حقيقية شملت مختلف أركان المجتمع المصرى وكان من أهم نتائج هذه الثورة هى قوانين الإصلاح الزراعى.
كما انه يوافق ذكرى وقوف الزعيم أحمد عرابى احد قادة الجيش المصرى أمام الخديو توفيق عام 1881 لينقل مطالب الشعب الى الخديو وقال فيه مقولته التى خلدها التاريخ (لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ولم نخلق تراثا أو عقاراً ولن نستعبد بعد اليوم).
ونحتفل هذه الأيام بعيد الفلاح وما شهدته مصر خلال الفترة الأخيرة كان بمثابة ثورة جديدة فى القطاع الزراعى وفى حياة الفلاح..
توسع زراعى على كافة المستويات كان من نتائجها طفرة مميزة وزيادة غير مسبوقة فى مختلف المحاصيل الزراعية سواء المحاصيل الإستراتيجية او الخضر والفاكهة.. كانت نتاجا طبيعيا للتوسع فى مشروعات استصلاح الأراضى والتى شهدت زيادة فى المساحات الجديدة ومنها المليون ونصف المليون فدان (مشروع الريف المصرى) ومشروع مستقبل مصر ومشروع الدلتا الجديدة واستصلاح اراضى جنوب المنيا وفى سيناء وفى منطقة المغرة.. الى جانب مشروعات الـ100 ألف صوبة زراعية ومشروعات الاستزراع السمكى فى بركة غليون وفى الفيروز وفى قناة السويس الى جانب إحياء مشروع البتلو وزيادة معدلات إنتاج الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان..
هذا فى جانب الإنتاج الزراعى والذى لمسه المواطن رغم مرور أزمات عالمية لم يشهد مثلها العالم من قبل أهمها ازمتا وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فرغم هذه الأزمات الدولية الكبرى لم يشعر المواطن بأى نقص فى السلع الرئيسية ولم تضع الدولة قيودا على استهلاك السلع..
بل قامت الدولة مؤخرا برفع قيمة الدعم الموجه على بطاقات التموين وذلك لمساعدة محدودى الدخل فى مواجهة أعباء الحياة..
وعلى المستوى البشرى والإنسانى للفلاحين، قامت الدولة بمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمتابعة شبه يومية منه بتبنى أكبر مشروع تنموى على مستوى العالم وهو (حياة كريمة) هذا المشروع الذى تم التخطيط له ليغطى مختلف احتياجات الفلاحين على مستوى الجمهورية فى كل قرية وتابع وتحديدا يستهدف المشروع 4584 قرية و28000 تابع ليقدم الحياة الكريمة لقرابة 85 مليون مواطن من قاطنى الريف المصرى..
حياة كريمة تشمل إقامة المدارس والوحدات الصحية وتوصيل المرافق من مياه شرب نقية وصرف صحى وغاز طبيعى وإنشاء مراكز شباب ودور رعاية اجتماعية وصحية.. ليرسم هذا المشروع الضخم السعادة على وجوه الفلاحين.. ليكن عيد فلاح سعيدا..
كل عام وكل فلاحى مصر بخير..
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ شعبها
وجيشها وقائدها