موهبة طيبة.. وجوهرة ثمينة.. قلما تجدها بسهولة.. وسط أصوات ناعقة خرجت علينا واقتحمت أذاننا عنوة وقسرا.. صوته –تبارك الله- قوى رائع بديع شجى مؤثر.. يأخذك عند الاستماع إليه إلى حالة وجدانية تسمو بك إلى السماء السابعة .. تجليا وإبداعا ووجدا.. وتعيدك إلى أصوات كبار قرآنا ومبتهلينا القدامى الأفذاذ.. التقيته فى إحدى ندواتى -المدعو إليها محاضرا- بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة.. وسمعته.. فوجدته بالفعل موهبة تستحق الاشادة والانتشار –صدقا وحقا-.. ومن يرد التحقق من هذا.. فقط يدخل إلى حساباته على وسائل التواصل الاجتماعى ليسمع ويرى بنفسه هذا الجمال الفنى الابداعى فى مجال قراءة القرآن الكريم والابتهالات.. إنه القارئ المبتهل بلال سيف صالح عبد الله، ضيف «واحة الإيمان» لهذا الأسبوع.
بعد تعريفنا بك، كيف كانت رحلتك مع كتاب ربنا الكريم؟
-اسمى بلال سيف صالح عبد الله، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الدعوة الاسلامية جامعة الازهر الشريف بالقاهرة، بدأت حفظ القرآن الكريم فى سن خمس سنوات، قرأت على جل مشايخ بلدتى قرية (الفنت الشرقية) التابعة لمركز (الفشن) بمحافظة بنى سويف، لكن ختمت القرآن الكريم على يد الشيخ مسلم عبد الوهاب ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، ثم ذهبت بعد ذلك إلى كبير مشايخ البلدة سيدنا الشيخ زهران جوده -رحمة الله عليه- وأخذت عنه إجازة برواية حفص عن عاصم أيضا من طريق الطيبة (المصباح) وكنت آخر من أجازه الشيخ.
من أبرز من أثر بك من العلماء والقراء قرآنيا؟
تأثرت بجميع قراء الرعيل الأول وعلى رأسهم أسيادنا المشايخ محمد رفعت، ومحمد صديق المنشاوي، ومصطفى اسماعيل، ومحمود على البنا، وعبد الباسط عبد الصمد، ولكن من طغى عليّ أسلوبه فى القراءه هو الشيخ شعبان الصياد، فأنا منذ صغر سنى ونعومة اظافرى وأنا اسمتع الى فضيلته، وكذلك العلم الكبير سيدنا الشيخ محمد عمران والشيخ كامل يوسف البهتيمي.
على يد من تلقيت علم القراءات والتجويد؟
تعلمت أحكام التجويد فى مدرسة القرآن الكريم التابعة لقريتي، وتعلمتها أيضا على يد شيخى الشيخ زهران جودة رحمة الله عليه.
وماذا عن تعلمك للمقامات؟
تعلمت المقامات الصوتية على يد خالى الشيخ على عمران، وهو من المتقنين لعلم المقامات الصوتية، وأيضا قارئ للقرآن الكريم ومجاز بالقرءات العشرالصغرى .
وكيف كانت بدايتك العلمية والعملية فى مجال الابتهالات؟
كانت بدايتى العلمية والعملية فى مجال الابتهالات أننى بعد تعلمى المقامات الصوتية شرعت فى الإستماع الى مبتهلى إذاعة القرآن الكريم، وهذا ما جعلنى أكثر شغفا وحبا للابتهالات، ثم ذهبت لإحياء ليالى فى شهر رمضان فى بلدتى وفى القرى المجاورة لها، وهذه الممارسة العملية جعلتنى أكثر جرأة على مواجهة الناس.
بمن تأثرت من رموز الابتهال الكبار؟
تأثرت فى الابتهال والتواشيح الدينية بكبار المبتهلين أمثال المشايخ النقشبندى ونصر الدين طوبار، وكذلك الفذ مولانا محمد عمران ومحمد الهلباوي.
وكيف تجرى التحضير للابتهالات واختيار النصوص؟
كنت فى بداية الامر استمع الى كبار المبتهلين وتجذبنى كلمات بعض الابتهالات، مما يدفعنى الى حفظها والقائها بأدائي، وبعدما كبرت تطور الأمر الى ان اطلعت الى ابيات شعرية جديدة وانشادها بطريقتى الشخصية.
وهل التحقت بنقابة الانشاد الدينى؟
لم التحق بنقابة الانشاد الدينى لكونى ما زلت طالبا بكلية الدعوة الاسلامية جامعة الازهر بالقاهرة.
الى أى المدارس القرآنية والابتهالية تنتمى؟
أما عن القراءة فأنا أسير على نهج سيدنا الشيخ شعبان الصياد، لأنى منذ صغرى وأنا أستمع إليه حبا فيه ولأدائه المنفرد، وكذلك الشيخ محمد صديق المنشاوي، وبالنسبة للابتهالات فشيخى وقدوتى هو الشيخ محمد عمران، فأنا أتمنى أن أكون مثله فى الصوت والأداء يوما من الايام .
يطلق عليك قارئ ومبتهل كلية الدعوة الاسلامية.. من أين أتى هذا الوصف؟
كنت أشارك فى جميع المؤتمرات الخاصة بالكلية باستدعاء من أستاذى وكيل كليتى كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة الاستاذ الدكتور محمد الجندي، وكان يشجعنى على الحضور دائما فى هذه المؤتمرات والندوات، وكذلك أيضا أستاذنا الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الاسلامية له فضل عليّ بل على جميع الموهوبين فى الكلية، فكان دائما يحفزنا على المشاركة والسماح لنا بالحضور فى المؤتمرات الثقافية والندوات.
وهل تقدمت لاختبار لجنة الأصوات بالإذاعة لاعتمادك قارئا أو مبتهلا بها؟
لا، لم أتقدم لإذاعة القرآن الكريم حتى سنى هذا ولم التحق بها.
هل أتيح لكم السفر سفيرا للقرآن خرج مصر؟
الى الآن لم تُتح لى الفرصة الى احياء الليالى القرآنية فى خارج البلاد.
ختاما .. ما الذى تحلم به لتحقيقه فى مسيرتك القرآنية والابتهالية؟
أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يرفعنى بهذا القرآن الكريم فى الدنيا والآخرة، وأن أنشره فى جميع أنحاء العالم حتى يكون ذلك حجة لى أمام الله يوم القيامة وألقاه وهو راضٍ عنى سبحانه وتعالى.
الزميل أحمد نورالدين فى حواره مع القارئ والمبتهل بلال سيف