برغم أن تصنيف الأفلام ما بين تراجيدي وكوميدي، وأفلام للمرأة، وأخرى للرجل، وغيرها من التصنيفات التي غالبًا ما لا تحظى باتفاق تام بين جمهور السينما، أو حتى نقادها، وصناعها، إلا أن تجربة مهرجان الإسكندرية السينمائي برئاسة الناقد الأمير أباظة، في إعداده استفتاء لاختيار أفضل 100 فيلم كوميدي، يطرح في كتاب ضمن إصدارات المهرجان لدورته الـ38 التي تقام في الفترة من (5- إلى 10 أكتوبر المقبل) تميزت بمحاولة تجميع مائة فيلم من خلال نقاد وكتاب وصحفيين، وأشرف على إعداده الناقد أحمد شوقي سكرتير عام جمعية نقاد السينما المصريين، شملت ما أنتج خلال السنوات القليلة الماضية ولم يسبق أن تضمنتها أي استفتاءات، وكشفت القائمة عن أن مخرجًا مثل فطين عبدالوهاب هو أهم من قدم الفيلم الكوميدي في تاريخ السينما.
وكان قد سبق هذا الاستفتاء العام الماضي ضمن برامج مهرجان أسوان لأفلام المرأة لأفضل مائة فيلم عن المرأة، شارك فيه 70 ناقدًا أيضًا.
ويعد الاستفتاء الذي أعد في عام 1996 لاختيار أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته العشرين، وذلك بمناسبة مئوية السينما المصرية، وأشرف عليه الكاتب سعد الدين وهبة من أكثر وأهم الاستفتاءات التي فتحت الباب لمثل هذه النوعية والتي يتم فيها تصنيف أفلام من إنتاجات السينما المصرية على مر تاريخها..
حدد في التصنيف نقاط مهمة منها "أكثر السنوات الممثلة في القائمة هما سنتا 1962، و1969، تليهما السنوات 1958، 1959، 1968، 1972، 1975، 1986.
والمخرجون "يوسف شاهين 12 فيلمًا، صلاح أبوسيف: 11 فيلمًا، كمال الشيخ: 8 أفلام.حسين كمال 6 أفلام، توفيق صالح، عاطف سالم، محمد خان، هنري بركات: 4 أفلام لكل من حسن الإمام، سعيد مرزوق، عاطف الطيب، عز الدين ذو الفقار: 3 أفلام لكل من نجيب محفوظ شارك بكتابة القصة في 16 فيلمًا ليكون المؤلف الأكثر مشاركة في القائمة، ويليه يوسف السباعي بـ5 أفلام، و11 فيلمًا من الأفلام الواردة في القائمة تمثل التجربة الإخراجية الأولى لمخرجيها، وهي: المومياء (شادي عبد السلام)، زوجتي والكلب (سعيد مرزوق)، السوق السوداء (كامل التلمساني)، درب المهابيل (توفيق صالح)، ليه يا بنفسج (رضوان الكاشف)، المستحيل (حسين كمال)، أغنية على الممر (علي عبد الخالق)، سلامة في خير (نيازي مصطفى)، أيامنا الحلوة (حلمي حليم)، المنزل رقم 13 (كمال الشيخ)، الجبل (خليل شوقي).
وبالعودة إلى ما جاء في استفتاء مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط والذي شارك فيه 15 (ناقدًا)، لاختيار (100 فيلم)، كانت النتائج مبهرة، وأجمع عليها الكثيرون كون أن الكوميديا في السينما المصرية لها جمهورها وبخاصة البسطاء ممن يرون في أفلام مثل "إشاعة حب" و"مراتي مدير عام" وهما لفطين عبدالوهاب، من أكثر الأفلام مشاهدة وبإجماع، ويمكن القول بأن أفلام حقبة الخمسينيات والستينيات، فأفلام مثل "ابن حميدو" و"الآنسة حنفي" وهو الرابع في الاستفتاء قدما في فترات متقاربة الأول 1957، والثاني قبله في عام 1954 وهو في المرتبة السادسة.
وأكد الاستفتاء أن المخرج فطين عبدالوهاب بسلسلة أفلامه ومنها "عيلة زيزي" و"الزوجة رقم 13" و"أرض النفاق" و"عفريت مراتي" و"آه من حواء" وإسماعيل ياسين في "الأسطول" و"نص ساعة جواز" و"العتبة الخضراء" و"أضواء المدينة" و"الأستاذة فاطمة" و"صاحبة الجلالة" و"إسماعيل ياسين في الجيش"، و"أنا وهو وهي"، هذه الأفلام التي أخرجها فطين عبدالوهاب تعد من أيقونات الكوميديا، وشملها الاستفتاء، وله بالطبع عشرات الأعمال التي لم يشملها الاختيار حسب التصويت من الـ(15) ناقدًا، إذ قدم في مسيرته التي امتدت من فيلم "جوز الأربعة" أول إخراج له بعد أكثر من عشر سنوات مساعدًا، وحتى "أضواء المدينة" الذي قدمه في نفس عام رحيله 1972، ستين فيلمًا تقريبًا كلها تصلح لأن يتضمنها استفتاء عن أفضل أفلام الكوميديا في السينما المصرية.
تجربة إعداد استفتاء عن أفلام الكوميديا الأكثر أهمية حسب تصويت ما، مهمة جدًا، وبخاصة عندما يكون هناك تفاصيل وإجابات عن سبب الاختيار لكل فيلم والمائة فيلم، وأعتقد أن هذا موجود في الكتاب الذي سيضم الاستفتاء ليصبح وثيقة سينمائية مهمة، كونه أحدث استفتاء يقيمه مهرجان سينمائي، ويضم بعض ما أنتج من أفلام في السنوات الماضية، مثل "سمير وشهير وبهير، وكدة رضا والحرب العالمية التالتة، ورقة شفرة، وعسل إسود، وعريس من جهة أمنية، وغيرهم من الأفلام المنتجة حديثًا ولم تتضمنها أي استفتاءات سابقة.