مع اقتراب موعد افتتاح المتحف الكبير، أكبر متحف فى العالم من حيث المساحة وعدد القطع الأثرية الفريدة، كإنجاز حقيقي وأيقونة توثق التاريخ تقدم رسالة على عظمة مصر في الماضي والحاضر. المتحف الكبير، الذي يعد أحد أهم عناصر الجمهورية الجديدة، يقدم بانوراما تاريخية حضارية معاصرة ما هو إلا تأكيد على إصرار المصريين على أن يكونوا نبراسًا يقدم للبشرية أعظم صروح الحضارة والحداثة معًا، حيث تجتمع فيه عبقرية المكان والزمان، وهو أكبر المشروعات القومية الاستثمارية السياحية فى الجمهورية الجديدة. المتحف الكبير يضم 150 ألف قطعة أثرية منتقاة و5398 قطعة للملك توت عنخ آمون، وهو إنجاز مصرى عالمى، يعد أغلى هدية تهديها مصر لأبنائها وللعالم أجمع. وحول أهم معالمه وأهميته وقيمته وكيفية استخدام أحدث آليات التسويق لترويجه عالميًا ليضع مصر بجدارة في مركز متقدم ومرموق على خارطة السياحة العالمية، استطلعنا آراء أساتذة الجامعات وخبراء السياحة والتسويق.
موضوعات مقترحة
يقول مجدى سليم وكيل أول وزارة السياحة سابقًا: إن عناصر الجمهورية الجديدة اكتملت بالمتحف الكبير، هكذا تحقق مصر عبقرية المكان والزمان، فالمكان الذي يقف فيه الهرم الأكبر أعظم عجائب الدنيا شامخًا ويحرسه أبوالهول رمز القوة في أزهى عصور مصر، حيث تطل مصر بسواعد المصري الأصيل وفكرها المستنير بأهم صرح من صروح الدنيا في العصر الحديث المعاصر ببناء حضاري يدل على عظمتها وإصرارها على أن تكون نبراسًا يقدم للبشرية أعظم صروح الحضارة والرقي، وتدلل على أننا في ركب مسيرة الدول المتقدمة.
وأضاف قائلًا: إن المتحف الكبير يعبر عن عظمة مصر بتاريخها العميق وعظمة الماضي في واحدة من أهم حضارات الدنيا.
وأشار إلى أن المتحف الكبير اجتمعت واكتملت فيه منظومة المكان والزمان في صرح هو الأهم عالميا في عصرنا الحديث، ويضم أكبر مجموعة من القطع والمقتنيات الأثرية الفريدة التى تؤكد عظمة قدماء المصريين وحضارة مصر القديمة، فهو أجمل بانوراما تاريخية معاصرة يراها الزائر ويستمتع بها من خلال زيارة البهو والدرج العظيم والمسلة وقاعات توت عنخ آمون وقاعات العرض ومتحف مراكب خوفو، وفى الوقت نفسه يستمتع الزائر خلال جولته بالخدمات السياحية المتميزة والأنشطة الترفيهية والمناطق الاستثمارية، فيشعر بأنه عانق الماضى والحاضر والمستقبل معًا.
بينما أوضحت د. مروة عز الدين المدرس بقسم الإرشاد السياحى بإحدى الجامعات المصرية أن المتحف المصري الكبير يعد أيقونة توثق التاريخ فهو أكبر المتاحف في العالم، ويضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المتنوعة عبر العصور توثق حضارة مصر القديمة، ونظرًا لمساحته الواسعة فهو يضم 5398 قطعة للملك توت عنخ آمون.
ويعكس المتحف تجربة مختلفة واستثنائية تجسد عظمة الحضارة المصرية في مبنى عصري، فهو نموذج لامتزاج الأصالة بالحداثة والتاريخ بالعلم الحديث.
وتضيف أن المتحف مُقام على مساحة كبيرة تقدر (117 فدانًا) يستوعب عرض 150 ألف قطعة أثرية وتظهر إطلالة المتحف الزجاجية من بعيد واجهة رخامية ضخمة بارتفاع الهرم الأكبر، وفي البهو الرئيسي تمثال الملك رمسيس الثاني في قلب المتحف ثم صعود الدرج العظيم الذي يرتفع حوالي ٢٥ مترًا لينتهي بواجهة زجاجية عملاقة تطل على الأهرامات الثلاثة .
وتم تصميم واجهة المتحف على شكل مثلثات تنقسم إلى مثلثات أصغر في إطار رمزي للأهرامات .
أما المباني فهي مقامة على مساحة مئة ألف متر مربع تشمل ٤٥ ألف متر للعرض المتحفي، والمساحة المتبقية تضم مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركزًا للمؤتمرات، ومركزًا للأبحاث، ومعامل ترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن متخصصة للزائرين مثل المطاعم وبازارات ومناطق استثمارية وترفيهية عالمية ومواقف انتظار السيارات.
وتؤكد جيلان محمد المديرة الإقليمية للتسويق الإلكترونى بأحد الفنادق أن المتحف الكبير سيبهر العالم بقيمته والأهمية التاريخية والحضارية والمستقبلية لمصر بما يتضمنه من مقتنيات أثرية، وما يقدمه من خدمات استثمارية وترفيهية، ويعد تجربة فريدة للسائح على أرض مصر، لكنه يحتاج منا إلى مضاعفة مجهوداتنا فى كل القطاعات، خصوصا التسويقية واستخدام أحدث الآليات من مواقع إلكترونية ومواقع تواصل اجتماعى وتطبيق الهاتف المحمول، إضافة إلى ابتكار واستحداث لأساليب التسويق الإلكترونى، والدعاية عبر جميع تطبيقات السوشيال ميديا والحملات الإعلانية والدعائية على أعلى المستويات للترويج وتشجيع السائح للمجىء إلى أرض التاريخ والحضارة والسياحة للاستمتاع بهذا الصرح المصرى العالمى بشكل خاص، وزيارة المقاصد السياحية بشكل عام، ومن ثم تكون تجربته على أرض مصر تجربة فريدة ينقلها عبر السوشيال ميديا، والصور التى يلتقطها مع الأصدقاء والفيديوهات التى سيفخر ببثها من أرض مصر ومن المتحف المصرى الكبير أفضل دعاية وترويج للسياحة المصرية عالميًا.
ويوضح نادر جرجس عضو لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة السابق أن المتحف الكبير يعد أعظم الإنجازات الحضارية فى القرن الحادي والعشرين، ليلفت الانتباه إلى أهمية مصر ويضعها فى مصاف الدول السياحية عالميًا، وليؤكد ويبرهن للعالم أن مصر بلد الشموخ والحضارة والتاريخ والحداثة، فكل هذه الإنجازات أفضل وسائل الترويج السياحى لمصر.
وأكد أنه من المتوقع بعد افتتاح المتحف الكبير أن تزيد أعداد السائحين من كل الجنسيات ليشاهدوا ويستمتعوا بهذا الصرح التاريخى الحضارى السياحى، ويحكوا عنه للعالم أجمع، ويبرهنوا على عظمة مصر والمصريين فى كل زمان ومكان.
ويؤكد الخبير الفندقى شيرين إسماعيل أن المتحف يعد إنجازًا مصريًا بصبغة عالمية، يمثل تاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا فهو بانوراما فريدة ستظل على مر العصور تحكى عن سر عظمة مصر وعظمة أبنائها.
وقال: نحن نعيش في العصر الذهبي، عصر الجمهورية الجديدة، بما فيه من تطور وإنجازات سيحكى عنها العالم أجمع، مشيرًا إلى أن هناك مشروعات فندقية ضخمة مطلة على المتحف مباشرة وتضم حولها أحدث وسائل الترفيه والمتعة، والتى تجعل الزائر يظل فى مكانه من لحظة وصوله حتى مغادرته مصر، يستمتع بالتاريخ والحضارة والحداثة.