يضخ العالم ألف طن من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي كل ثانية، أي أكثر من 30 مليار طن ثاني أكسيد الكربون في السنة.
موضوعات مقترحة
بناءً على تقارير الأمم المتحدة مصر تسهم فقط بـ 0.6%؛ حيث تتركز مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وهو أعلى مستويات له منذ آلاف السنين، أدى ذلك إلى ارتفاع في متوسط درجات حرارة كوكب الأرض، وانخفاض في جودة الهواء، وارتفاع مستوى سطح البحر، والعديد من الظواهر المناخية الجامحة التي بدأت تحدث وتضاعف معدل حدوث الكوارث البيئية بـ 3 مرات ومعاناة الأجيال القادمة أكثر؛ مما أدى إلى ما بين 150 إلى 300 مليار دولار سنويًا (3,6 تريليون دولار من 1970 وحتى الآن) خسائر على مستوى كل القطاعات الاقتصادية في العالم بسبب التغيرات المناخية.
"بوابة الأهرام" تستعرض حجم الخسائر التي نتجت عن التغيرات المناخية من خلال الدكتور سمير طنطاوي استشاري التغيرات المناخية و عضو الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ ipcc ومدير مشروع الإبلاغ الوطني الرابع التابع لبرنامج الأمم المتحدة.
اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ
قال الدكتور سمير طنطاوي، إن العالم بذل جهودًا حثيثة لمواجهة ظاهرة التغير المناخ من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (UNFCCC) في عام 1992 وهي معاهدة بيئية دولية لمكافحة التدخل البشري الخطير في النظام المناخي، مستكملا أنه تم توقيع بروتوكول كيوتو في عام 1997 وهو أول تنفيذ للتدابير المتخذة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تلى ذلك اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015؛ حيث تم استبدال بروتوكول كيوتو باتفاقية باريس، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2016.
واستطرد الدكتور سمير طنطاوي، أنه منذ عام 2020، بلغ عدد الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 197 طرفًا أي "جميع الدول"، موضحا أن الهيئة العليا تجتمع لصنع القرار في مؤتمر الأطراف (Conference of Parties )، سنويًا لتقييم التقدم المحرز في التعامل مع تغير المناخ.
التصدي للتغيرات المناخية
وأشار عضو الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ، إلي أن مؤتمــر الأطراف فــي اتفاقيــة الأمــم المتحــدة الإطارية للمنــاخ (COP) هــو الفرصــة الأساسـية علـى المسـتوى العالمـي للتصـدي لتغيـر المنـاخ وللبلـدان لتقطـع علـى نفســها تعهــد بتقليــص الانبعاثــات وتنفيــذ التنميــة المتكيفــة مــع المنــاخ.
مؤتمر COP27
وأضاف الدكتور سمير طنطاوي، أن استضافة مصــر لمؤتمــر المناخ الـ 27 تنشــأ فرصــة غيــر مســبوقة للــدول الأعضــاء لكــي تتوســع فــي جهودهــا الراميــة إلــى تنفيــذ الإجراءات المتعلقــة بالمنــاخ والحلـول التـي تتنـاول نـدرة الميـاه والطاقـة والنظـم الغذائيـة لديهـا القـدرة علـى تحقيــق الأهــداف المتعلقــة بالتخفيــف مــن حــدة المخاطــر والتكيــف "استراتيجة الفاو للفتــرة 2022-2031" ، مشيرا إلى أنه ينبغــي أن تشــتمل كذلـك علـى حلـول زراعيـة ذكيـة مناخية تعمـل علـى بنـاء الصمـود وتسـاعد القطاعــات الزراعيــة والغذائيــة علــى التكيــف، وتحســين البيئــة التمكينيــة لتنفيــذ الإجراءات الخاصـة بالمنـاخ، وضمـان توفيـر المـوارد الكافيـة للمزارعيـن والمسئولين عـن التخطيـط لكـي يتخـذوا إجـراءات فـي الوقـت المناســب بشــأن الأولويــات المتوســطة إلــى الطويلــة الأجــل.
وأكد عضو الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ، أهمية مؤتمر COP27 الذي ستستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022 ، لكي نضع أمام العالم كله الأطر التنفيذية لمواجهة قضية التغيرات المناخية، باعتبارها قضية تهم البشرية؛ حيث سيتم التحرك من خلال عدة محاور أبرزها خفض الإنبعاثات و التكيف مع تغير المناخ و التمويل، وآلية للتقييم والمتابعة، للتأكد من أن ما يتم الاتفاق عليه يتم تنفيذه مع التركيز على مصالح إفريقيا والدول النامية والتنسيق على أطلاق وتنفيذ مجموعة من المبادرات (الاقليمية/الدولية) والتوسع في المشروعات الخضراء.
التجربة المصرية في ضوء المؤشرات الدولية المتعلقة بالمناخ
وأشار الدكتور سمير طنطاوي، إلى التجربة المصرية في ضوء المؤشرات الدولية المتعلقة بالمناخ والإشادات الدولية بالجهود المصرية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، (وكالة فيتش الدولية في يوليو 2021) أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووضعت مصر خطة لمضاعفة هذه القدرات لـ 300% خلال الفترة المقبلة، مصر والإمارات سيقودان هذه التوجه مع دول أخرى في المنطقة.
وأكد أن مصر من أفضل 20 دولة على مستوى العالم فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تشجع على الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، مضيفا أنها تقدمت 20 مركزا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشر أداء تغير المناخ 2022. ولفت الدكتور سمير طنطاوي، أن مصر تدرس التوجه نحو الاستثمار في الهيدروجين الأخضر.
الدكتور سمير طنطاوي استشاري التغيرات المناخية