"لو قعدتي في البيت فيه مليون طبيب غيرك بره يعالج الناس، لكن ولادك محدش هيربيهم غيرك"، بتلك الكلمات التي خرجت بشكل ارتجالي، أثارت الدكتورة شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة، حالة كبيرة من الجدل في حفل التخرج لطالبات طب الأزهر جامعة أسيوط، بعد إلقائها هذه الكلمات على الخريجات؛ حيث وقفت تذكر الطالبات في حفل التخرج بأهمية المنزل وتربية الأولاد قبل المهنة، ما عرضها لهجوم شديد من بعض السيدات.
موضوعات مقترحة
خلال الفيديو المتداول، قالت "غالب" للفتيات، "نصيحتي لكل البنات المتخرجات النهاردة، بيتك ثم بيتك ثم أولادك، وبعدين مهنتك، أوعي حد يقولك مهنتك قبل أولادك، حضرتك لو قعدتي في البيت، في مليون طبيب بره هيعالج، لكن لو سبتي ولادك، ملهمش غير أم واحدة"، وتابعت قائلة: "أنا في بداية حياتي، سبت شغلي وجوزي مقالش سيبي، بس أنا لقيت إن ولادي مبهدلين، وبيحصل لهم مشاكل بسببي، فاختارت حاجة مباتش فيها بره البيت، لما تيجي تختاري التخصص، اختاري التخصص إللي يناسب ظروف بيتك، وحطي في مخك برضه إن بيتك الأول".
المجلس القومي للمرأة يرد
وعلقت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، عبر صفحتها على فيسبوك، على التصريحات المتداولة لنقيبة أطباء القاهرة، قائلة: "كنت أتمنى أن تقف نقيبة أطباء القاهرة قائلة للبنات الخريجات: لقد واجهت صعوبات كثيرة لكي أنجح وأحقق ما ترونه اليوم، وسأعمل وأجتهد على أن أحقق لكم خدمات ورعاية أسرية في كل أماكن العمل لكي تنجحوا في كل الأماكن وكل التخصصات، ما واجهته من صعوبات وتحديات للموازنة بين عملي وأسرتي، سأعمل على تذليلها، المهم والأهم أن تساعدوا في بناء وطن يحتاج لكل دقيقة من العمل والعلم والاجتهاد".
وتابعت "مايا مرسي"، قائلة: "سيدتي الفاضلة الطبيبة الناجحة والمتميزة تنجح في بيتها وأسرتها وعملها، سيدتي الفاضلة اختيار مهنة الطب بكل تخصصاتها لا تعني أن الطبيبة ستهمل أسرتها، خانك التعبير وخانك التوقيت، تحية لكل طبيبة في مصر قدمت الخدمة لمريض وأنقذت حياة إنسان في أصعب التخصصات وتحية، لكل أسرة طبيبة تعلم علم اليقين أن الأم العظيمة تُقدم كل دقيقة من حياتها خارج المنزل في علاج وإنقاذ إنسان المرأة العاملة، ربنا معها ويقويها على كل الأدوار اللى بتقوم بعملها كل طلعة شمس، شجعوا البنات.
استطلاع رأي.. المرأة العاملة أم ربة المنزل
انقسمت آراء السيدات حول قضية عمل المرأة المتزوجة بعد حديث نقيبة أطباء القاهرة، حيث تبنى قسم ضرورة دعم المرأة ومساعدتها في التمكين والاستقلال الاقتصادي حتى يكون لها دخل خاص بها، فالمرأة من حقها أن تعمل وتحقق أحلامها المهنية كتفًا بكتف مع الرجل، دون انتقاص من نجاحها الأسري وتربية الأبناء، فيما دعم القسم الآخر عدم عمل المرأة واقتصار دورها في الأسرة وتربية الأبناء، لأن تكوين الأسرة أهم من الحياة العملية لها وتجعل الدول تتقدم بتربية جيل جيد، فاليابان على سبيل المثال حدث بها تقدم كبير عندما تركت المرأة العمل واهتمت بالبيت.
قالت ولاء أحمد، موظفة، إنها تؤيد عمل المرأة لأنه يوازن الحالة النفسية لها، ولكن لابد ألا يؤثر العمل بالسلب على الأطفال والأسرة، ويكون بشروط ومواعيد عمل تناسب حياتها، أو العمل من المنزل، أما إذا أثر بالسلب على حياتها ولابد أن تختار بينهم، سوف تختار أسرتها وبيتها.
فيما عبرت جهاد محروس، معلمة، عن رأيها قائلة: "الشغل له مميزات لأن القاعدة في البيت والاستسلام لطلبات البيت والأطفال بيحسس المرأة إنها خدامة، لكن الشغل بيخلي المرأة متفتحة وليها شخصيتها، ولكن لازم يكون في توازن بين الأسرة والشغل".
ولكن اختلفت معهم شيماء محمد، ربة منزل، حيث قالت: "تربية الأطفال وتكوين أسرة كويسة أهم من الشغل بالنسبة للمرأة، لأن الشغل هيأثر عليها ويخليها تقصر في حق زوجها وأولدها، أنا كنت شغالة قبل ما أتجوز، وبعد ما اتجوزت ولقيت الشغل مأثر على حياتي سبته لأن أسرتي ليها الأولوية".
ورأت مريم نور، ربة منزل، أن العمل يؤثر بالسلب على تربية الأم لأبنائها، لذا يجب أن تحصل المرأة على إجازة من العمل لفترة طويلة حتى يكون الأطفال في سن مناسب أن يتم تركهم جزءًا من الوقت".
وقالت نور سامح، محامية، "العمل مهم للمرأة في الوقت ده، بيكون معها فلوس خاصة بيها، ومحدش يقدر يتحكم فيها، ولو حصل انفصال بيكون ليها حياتها، في ستات بتبقى مجبرة تكمل مع جوزها علشان لو انفصلت مش هيبقى في أي مصدر رزق ليها ولأولادها، الشغل أهم حاجة للمرأة وهتعرف توازن بينه وبين بيتها".
0.1% نسبة زواج الحاصلين على مؤهل عال
وأصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، الإحصاء السنوي لحالات الزواج، وكشف فيه أن النسبة بلغت في الحضر 359 ألفا و806 عقود بنسبة 40.9% من جملة العقود وبزيادة عن العام 2020 قدرها 0.6%، وفي الريف بلغ العدد 520 ألفا و235 عقدا تمثل 59.1% من جملة العقود وبزيادة 0.4% عن عقود العام 2020.
وقياسًا على الحالة التعليمية، كشف الإحصاء عن تسجيل أعلى نسبة زواج بين الحاصلين على شهادة متوسطة، إذ بلغ عدد العقود بها 331 ألفا و742 عقدا بنسبة 37.7%، بينما كانت أقل نسبة زواج في الحاصلين على درجة جامعية عليا، وبلغ عدد العقود بها 831 عقدا بنسبة 0.1% من جملة العقود.
المرأة العاملة أم ربة المنزل.. أيهما أفضل في الحياة الزوجية؟
في كافة مجالات الحياة تثبت المرأة تفوقها بجدارة، لأنها دائمًا ما تسعى للانتصار والمنافسة في التقدم لتمارس حقها المشروع في العمل وبناء أسرة بمستوى معيشي كبير، ولكن البعض لديه نظرة أخرى، حيث ينظرون إلى أن المرأة قبل أن تخرج للعمل كانت الخلافات الزوجية محدودة ومعروفة ولكنها عندما خرجت للعمل تفاقمت المشكلات وزادت الخلافات، فأيهما أفضل؟
تؤكد الدكتورة أسماء عبدالمجيد استشاري العلاقات الأسرية، أن العمل يمنح الإنسان قيمة مضافة لوجوده في الحياة، ويشعر بالتميز لما يشعر به من نجاحات واحترام الآخرين، والمرأة كذلك لها كيانها وتقديرها الذاتي، وهي كعضو ناجح ومنتج في المجتمع وتؤدي عملها بكفاءة وتميز وتشارك الرجل في كل مجالات العمل والإنتاج.
المرأة الناجحة توازن بين العمل والمنزل
وعلى الرغم من أن المرأة أصبحت تحقق نجاحات كثيرة في الحياة العملية، فمازال هناك أزواج يرفضون عمل زوجاتهم ويضعون شرط ترك العمل للتفرغ للبيت وأمور الأسرة، على اعتبار أن الرجل قادر على الإنفاق على أسرته، ونتفق جميعًا أن وجود المرأة في بيتها ورعاية أسرتها هي أفضل الأعمال التي تقوم بها المرأة، فلا يوجد خلاف عن أهمية دور المرأة في الأسرة ومع الأبناء خاصة في السنوات الأولى من حياتهم، ولكن لا يوجد مانع أيضًا من عملها بجانب دورها في الأسرة.
وتوضح استشاري العلاقات الأسرية، أن هناك بعض الأزواج يرفضون عمل زوجاتهم، وفي جانب آخر نجد أزواجًا يساعدون زوجاتهم لنزول ميدان العمل والنجاح واكتساب الخبرات اللازمة والارتقاء بقدراتهم وتنسيق الأدوار بينهما لتحقيق التوازن ورعاية الأسرة والمشاركة في نفقات المعيشة وتحسين حال الأسرة وتعليم الأبناء وتلبية كافة الاحتياجات بالحب والاحترام.
مميزات المرأة العاملة
كما تؤكد أن الأم العاملة تمتلك مهارات وقدرات وخبرات أعلى للتربية والتعامل مع الزوج والأبناء، وتكوين علاقات ناجحة في الوسط الاجتماعي المحيط بها، كما أن العمل يجعل المرأة مستقرة نفسيًا، وفي حالة رضا داخلي واستقلال مادي ومعنوي، وتشعر بأهميتها داخل أسرتها وفي عملها بتعاونها مع زوجها، والزوجة الواعية هي التي تكون قادرة على إحداث توازن بين دورها كزوجة تحرص على تقوية علاقتها بأسرتها وأم ناجحة، وامرأة عاملة ناجحة ويتحقق النجاح بمشاركة الزوج ومساندته.