راديو الاهرام

حقيقة إضافة مادة مستخرجة من حشرة الخنافس لبعض العصائر ومنتجات الألبان

25-8-2022 | 17:32
حقيقة إضافة مادة مستخرجة من حشرة الخنافس لبعض العصائر ومنتجات الألبان حقيقة استخراج اللون الأحمر من الخنافس
إيمان البدري

انتشر منذ أسابيع قليلة الحديث حول احتواء عصير بودرة على مادة تستخرج من حشرة الخنافس E120، وهو ما أثار دهشة الجميع، والحقيقة أنه قد حدث خطأ في كتابة الرمز العلمي ولم ينته الحديث على شحنة عصير البودرة فقط؛ ولكنه امتد إلى الحديث عن دخول نفس المادة المستخرجة من الخنافس في صناعة زبادي الفواكه، والمارشيملو حلوى الأطفال؛ مما جعلها تثير الكثير من الجدل في الأوساط الطبية والدينية.

موضوعات مقترحة

حقيقة الأمر أن المادة الأساسية المستخدمة في العصير هي مادة تارترازين المعروفة باسم الصبغة الصفراء E102 وليس E120، وتعتبر المادة E102 هي المرفوضة في مواصفات بعض الدول مثل المواصفات الليبية القياسية.

ما حقيقة مادة الخنافس E120

قالت الدكتورة ندى خالد علي أخصائي سلامه وصحة الغذاء: إن استخدام E number هي رموز لمواد كيميائية يمكن استخدامها على شكل إضافات للأغذية سواء من خلال استخدامها كألوان أو مواد حافظة أو مضادات أكسدة.

ومادة الخنافس E120 هي المادة التي أشيع أنها استخدمت في شحنة عصائر مصدرة وهذا خطأ في كتابة المادة، وهذه المادة هي المستخرجة من الخنافس هي معروفة باسم الكوشونيل أو الكارمين، وهي تعطي لونا أحمر للمنتج التى قد تضاف عليه وميزته أنه ثابت لا يتأثر بالحرارة أو بالضوء أو بالأكسجين لذلك يتم استخدامه في أغلب الصناعات الغذائية، وهو ينتج من خنفساء الكوشونيل الموجودة فى أمريكا، لذا فهي لا تصلح للنباتيين ولكن نتج عن هذه المادة رد فعل تحسسي تجاه مستخدمي المنتجات التي تحتوي على E120 خصوصا منتجات التجميل.

ندى خالد

الحصول على اللون و استخلاصه من 70 ألف حشرة

تابعت, أنه يتم حصاد الحشرات من مزارع صبار التين الشوكي وتقتل الحشرات بالغمر في الماء الساخن ثم يتم تجفيف الحشرات تحت أشعة الشمس أو فى الفرن ثم يتم سحقها.

ثم يتم غمس مسحوق الحشرات فى محلول كحول حامضي أو فى محلول كربونات الإمونيا أو الصوديوم ثم تتم إزالة المواد غير القابلة للذوبان عن طريق الترشيح.

وبعد ذلك تضاف الشبه إلى المحلول الناتج حتي يصبح رائقا و نقيا؛ وذلك لاستخلاص حمض الكارمنيك فقط وهو المركب المكسب للون وفي النهاية نحصل على الصبغة الحمراء المطلوبة، ونلاحظ من خلال خطوات الاستهلاك أننا نحصل فقط على حمض الكرمنيك أي اللون الأحمر.

أما باقي أجزاء حشرة الخنافس فيتم ترشيحها والتخلص منها و بالتالي ليس صحيحا أن هذا الملون يحتوي على أجزاء حشرية كما يدعي البعض لذلك بعض الآراء تصرح بأنه حلال، الجدير بالذكر إننا نحتاج إلى نحو 70 ألف حشرة للحصول على نصف كيلو جرام من الصبغة.

البدائل الطبيعية لمادة E120 المستخرجة من الخنافس

أضافت ندى خالد, أنه يوجد بدائل طبيعية لهذه المادة لكنها لا تعطى نفس المميزات للصانع، من حيث ثبات اللون وتحمل درجات الحرارة العالية ومقاومة الأكسدة وعدم التحلل مع الزمن.

أسباب الجدل حول المادة المستخرجة من الخنافس

وفي السياق ذاته، قالت أخصائي سلامة وصحة الغذاء: إن سبب الجدل على هذه المادة في الأوساط الطبية أنها كأي مادة غريبة على الجسم قد تسبب رد فعل تحسسي لدى متناولين الأغذية التي تحتوى عليها بسبب وجود بعض الشوائب مع الصبغة وليس بسبب حمض الكارمنيك نفسه, وتم إثبات أن ملون الكارمين غير سام في الاختبارات المعملية.

ولكن فى الجرعات العالية من الممكن أن تسبب فرط حركة وضيق تنفس وأكزيما وارق وبعض الأبحاث أشارت إلى أنها قد تكون مسرطنة ومسببة للأورام.

أما سبب الجدل على هذه المادة في الأوساط الدينية أن البعض يرون أنها غير حلال لكون مصدرها الحشرات والبعض الآخر يري أنها قد تستخرج وتستخلص من الحشرات أو النباتات أو تحضر صناعيًا، فالحل هو تجنب مواضع الشبهات.

المنتجات التي تدخل في تصنيعها المادة المستخرجة من الخنافس

أردفت: أن أى منتج يجب قراءة بياناته بعناية, ولكن الأمثلة الأشهر التي تدخل فيها المادة المستخرجة من الخنافس هي منتجات الألبان الزبادو والزبادي المحتوى على لون والمربى والصلصة والمشروبات الغازية والعصائر واللحوم المصنعة والكيك والبسكويت واللبان والمصاصات وغيرها.

أضرار المادة المستخدمة في العصائر E102

تابعت الدكتورة ندى خالد, أن هناك فرقا بين ما سبق شرحه عن المادة المستخرجة من حشرة الخنافس وبين مادة E102 المسماة باصفر تارترازين، و هى التى كثير من الدول ترفض استلامها، مثل الشحنة المرفوضة مؤخرًا من ليبيا لأن المواصفات الليبية القياسية لا تسمح بوجودها.

والشيء بالشيء يذكر هذه المادة ممنوعة أيضًا في أستراليا والنرويج وألمانيا وفنلندا والمملكة المتحدة لأضرارها؛ وهذه المادة تعطي اللون الأصفر لمنتجاتها وهى مسماة بتارترازين

ولفترة طويلة كانت هذه المادة محظورة ولكن تمت الموافقة على إعادة استخدامها مرة أخرى لرخص ثمنها على نطاق واسع فى الصناعات الغذائية في جميع أنحاء العالم تقريبًا لكن مع تشديد القيود على نسب الاستخدام.

وهذه الصبغة ليست ثابتة عند التعرض للضوء القوي أو لأشعة الشمس المباشرة، وهى مادة مضافة صناعية ولا توجد في الأغذية بصورة طبيعية, و يتم استخراجها من تقطير الفحم.

ولكن هذه المادة لها أضرار طبية خطيرة أيضًا مثل الحساسية الشديدة و الضيق فى التنفس وفرط الحركة وعلى المدى المتوسط قد تسبب السرطان لذا يوصى باستبعاد هذا اللون من قائمة الحلويات والأغذية المسموح لأطفالنا بتناولها، والجدير بالذكر، أن هذه المادة سامة سمية خفيفة إذا أخذت بصورة نقية، وإذا تم تسخينها تطلق أبخره سامة جدًا.

المنتجات التي قد تدخل في تصنيعها

وأوضحت، أن أى منتج يجب قراءة بياناته بعناية, ولكن الأمثلة الأشهر هي مساحيق الحلوى وحلويات الأطفال والآيس كريم ومنتجات الحليب والمشروبات الغازية والمخللات والمربات والشوربات والأسماك ومنتجات المخابز.

وقد تضاف هذه الصبغة إلى الخضراوات والفواكه المعلبة لتعزيز جاذبيتها لأن فى عملية الحفظ تفقد الخضراوات والفواكه مظهرها المشرق نسبيًا الذي يجذب العميل لذلك يتم تلوينها فحتى الخردل الأصفر قد يأتي ملونًا بها.

وتعتبر ماده التارتازين التي يرفض كثير من دول العالم استلام المواد التي تم حفظها بها, أنه له بدائل طبيعية ولكن لا تنافسه فى رخص ثمنه للأسف مثل الزعفران و البيتا كاروتين و الكركمين.

الحل لإنقاذ صحتك

وأشارت ندى خالد إلى أن الحل لحماية كل شخص نفسه من خطر هذه المادة، هي قراءة كل محتويات كل المعلبات بدقة قبل الشراء ورؤية إذا كانت تحتوى على هذه المواد أم لا إلى حين منعها فى السوق المصرية؛ ولا داعى للقلق فلا يمكن وجود منتجات غير مكتوب عليها مكوناتها الكاملة إلا إذا كانت تنتج بدون تراخيص.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: