حظيت التغيرات المُناخية باهتمام عالمي غير مسبوق لتصبح قضية القرن الحادي والعشرين حيث شغلت الخلافات حول التعامل معها مساحات واسعة من النقاشات العلمية والسياسية والاقتصادية، بل امتد الأمر إلى الفن والسينما حيث ناقش عدد من الأفلام الروائية جوانبها المختلفة وتأثيراتها المحتملة.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" تستعرض أسباب التغيرات المناخية وتأثيرها علي الكرة الأرضية من خلال الدكتور هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية.
الأسباب الجذرية للتغيرات المناخية
قال الدكتور هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن التغيرات المناخية هي ظاهرة عالمية يتأثر بها اليابس والأخضر على مستوى الكرة الأرضية منذ بدء الثورة الصناعية واستهلاك كميات كبيرة من الطاقة نظرًا لزيادة عدد سكان الكرة الأرضية، مستكملا أنه كان الاتجاه في بداية ثورة الصناعة إلى الوقود الأحفوري أو الطاقة غير النظيفة كالبترول والفحم والبنزين والمازوت وهي طاقة تؤدى إلي خروج كثير من الانبعاثات بغازات ضارة كبيرة تصل إلى الغلاف الجوي يطلق عليها اسم «الغازات الدفيئة».
الغازات الدفيئة
واستكمل الدكتور هشام العسكري، أن الغازات الدفيئة لها القدرة على إمرار الأشعة القادمة من الشمس من الغلاف الجوي وعدم السماح لخروج الشعاع الخارج من الكرة الأرضية إلى خارج الغلاف الجوي، موضحا أنه نتيجة إلي ذلك يؤدي إلى زيادة درجات حرارة المياه واليابس فيؤثر ذلك علي النظام الحراري وبالتالي سيؤثر على البيئة والتنوع البيولوجي.
ظاهرة الاحترار
وأضاف نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن ظاهرة الاحترار حتمًا ستؤثر على الغطاء الجليدي فيؤدي ذلك إلي ذوبان الجليد وبالتالي زيادة درجة حرارة الماء وتأثر الثروة السمكية مؤكدًا أن الكرة الأرضية شهدت في السنوات الأخيرة تسارع كبير في زيادة درجات الحرارة، كما ظهرت في الفترة الأخيرة كوارث ناتجة عن زيادة درجات الحرارة كاحتراق الغابات وارتفاع في مستوي سطح البحر وأعاصير شديدة بالإضافة إلى أمطار غزيرة في أوقات غير ملائمة.
وأستطرد الدكتور هشام العسكري، أن العالم اتجه إلى وضع قوانين للتعامل مع كوكب الأرض بشكل أخر حتي لا تزداد درجة حرارة الكوكب بنهاية القرن الحالي أكثر من ٢ درجة مئوية بحلول ٢٠١٠٠، كما أشار إلي أنه في عام ٢٠١٨ صدرت تقارير من الأمم المتحدة تؤكد أنه لابد من العمل على منع زيادة درجة حرارة الأرض عن ١.٥ درجة مئوية بحلول٢٠٣٠ كما أنها حذرت بنهاية الحياة في خلال ال١٢ عاما القادمين عند زيادة درجة الحرارة.
شواهد على التغيرات المناخية
وأكد نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن التغيرات المناخية باتت واضحة أمام الجميع فنشاهد نزول الأمطار الغزيرة في الأسكندرية وأسوان وظهور الصقيع والجليد في القاهرة وأحيانًا في الاسكندرية والسيول الشديدة في سيناء وما هو إلا شواهد على التغيرات المناخية الغير مسبوقة مشيرًا إلى أن العامل الرئيسي لزيادة درجات الحرارة هو احتراق الوقود الإحفوري.
الطاقة النظيفة
وأشار الدكتور هشام العسكري، إلى أن الحل هو تغيير سبل الطاقة والاتجاه إلى الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتأقلم مع الوضع الحالي عن طريق إقامة مشاريع تعتمد على الطاقة النظيفة واحتواء الدول المتضررة والتعامل مع المجتمعات المتأثرة سلبيًا بارتفاع مستوي سطح البحر وزيادة في درجات الحرارة، موضحا أن الدول المسببة للغازات الدفيئة بنسبة كبيرة هي الدول ذات الصناعات الكبرى كأمريكا، روسيا، الصين، والإتحاد الأوروبي وأخيرًا الهند.
أبرز التغيرات السلبية
وأضاف نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن أبرز الشواهد علي التغيرات المناخية في الوطن العربي هو اختفاء الغطاء الخضري وتصحر شديد وجفاف ممتد في بعض الأماكن مثل الجزائر وإيران دولتين صحراويتين قد تصل درجة الحرارة بهم إلي ٦٠.٧٠ درجة مئوية.
الدكتور هشام العسكري