راديو الاهرام

الخبراء للمستهلكين: قاطعوا المنافذ غير الملتزمة ولا تقاطعوا البيض

23-8-2022 | 12:35
الخبراء للمستهلكين قاطعوا المنافذ غير الملتزمة ولا تقاطعوا البيضالبيض
سحر فاوى
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

كشفت أزمة ارتفاع أسعار بيض المائدة خلال الشهر الماضى عن بعض النقاط، التى يجب أخذها فى الاعتبار، حتى نتجنب حدوث مثل هذه المشاكل مستقبلاً، ومنها أهمية سلاح المقاطعة وضرورة نشر الوعى لدى المستهلكين، ليعرفوا كيف يستخدمونه بدون تأثيرعلى الصناعة الوطنية، وأهمية وجود سعر عادل للمنتجين يضمن لهم الاستمرار فى العملية الإنتاجية، وضرورة ضمان آلية لتوفير أسعار الأعلاف بسعر مناسب، لأنها المحرك الأساسى لأسعار منتجات الدواجن والبيض، أهمية وجود إطار قانونى لتنظيم عمل السماسرة لعدم التلاعب فى الأسعار، هناك تقنيات واعدة مثل البيض المجفف والمبستر يجب التوسع فيها لاستيعاب الفائض. 

يقول الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن تكاليف التشغيل والإنتاج والخامات العلفية زادت بما لا يقل عن 50% ، وعندما تزيد الأسعار فى أى دولة يتم تحميلها على سعرالمنتج النهائى، وقد تحملت الحكومة المصرية الأعباء لرفع المعاناة عن المواطنين حتى لا تتجاوز الزيادة على المنتج  10 إلى 12% وهى زيادة مقبولة.

ولو صنفنا دول العالم المنتجة لبيض المائدة نجدهم نحو 105 دول، وإذا تم ترتيبهم تنازلياً حسب سعر بيع البيض سنجد مصر فى الترتيب الـ"90"  أى هناك 89 دولة تبيع بسعر يفوق أسعارنا.

وليس معنى أن لدينا اكتفاءً ذاتياً أن نظلم المنتج والمربى المصرى الذى تحمل المسئولية على أكمل وجه، بل يجب أن نوجه له كل الشكر، لدوره الوطنى فى ضمان توفير السلع الغذائية بصورة مستمرة فى المنافذ التسويقية، بعكس العديد من دول العالم، حيث يضطر المستهلكون للسفر  عشرات الكيلومترات للحصول على المنتجات الغذائية. فضلاص عن دوره أثناء جائحة كورونا، حيث زادت الإنتاجية بعكس ما حدث فى كثير من دول العالم.

مكسب وقتى

والمستهلك لا يجب أن يفرح بالسعر الرخيص، لأنه سيكون مكسباً وقتياً، وستكون آثاره مدمرة فى المستقبل، ولكن نستهدف الوصول لنقطة التعادل التى تضمن حصول المربى على ما أنفقه فى العملية الإنتاجية، بالإضافة لهامش ربح بسيط، وإلا سيتوقف ويهجرالصناعة، مما سيؤدى لعواقب وخيمة وخسارة كبيرة على الدولة والمستهلك أيضاً، حيث سنتجه للاستيراد بعد أن بدأنا نحقق الاكتفاء الذاتى والتوجه للتصدير، لذلك لا يجب ظلم المُنتج، والدعوات لمقاطعة البيض ناجمة عن عدم وعى وتهدم الصناعة، ولكن يجب أن نقاطع المنفذ التسويقى الذى يبيع بسعر مغالى فيه، وكمواطنون يجب أن نتحرك للمنافذ الأقل سعراً، لأن المشكلة التى رصدناها أن هناك بعض المنافذ تبيع بأسعارمعقولة ومعتدلة، وأخرى تبيع بأسعار مغالى فيها، رغم أنهم يحصلون على البيض من نفس المزرعة، لذلك كمستهلك يجب أن نقاطع المنافذ المتجاوزة، والتجار الجشعين، ولا يجب أن ننكر دور المربى والمنتج.

وأشار د. طارق إلى أن وزارة الزراعة قد ضخت كميات من البيض فى منافذها – 171 منفذاً ثابتاً، 25 منفذاً متحركاً تغطى معظم أنحاء الجمهورية – وبأسعار أقل من الموجود فى السوق بنسبة 20 – 30 %، لمواجهة الزيادة غير المبررة فى الأسعار فى بعض المنافذ، موضحاً أن مزارع الوزارة تنتج  25 ألف طبق بيض يومياً فى المنافذ الحكومية، مما أدى لتراجع سعر كرتونة البيض نحو 10 جنيهات.

وأضاف: هناك تنسيق مع وزارة التموين، واتحاد منتجى الدواجن، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والمحليات، ومؤسسة أمان، والصندوق المركزى لتنمية الثروة الحيوانية فى الأراضى المستصلحة، لضخ كميات أكبر من البيض لزيادة عدد المنافذ، للمساعدة فى توازن الأسعار واستقرار السوق، وهذه المنافذ لا تنافس القطاع الخاص.

مصدر للتلاعب

يقول الأستاذ أبو الفتوح مبروك رئيس شعبة التسمين باتحاد منتجى الدواجن، ونائب رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أنه من السهل حساب تكلفة إنتاج كرتونة البيض، ومعرفة مصدر التلاعب فى الأسعار، سواء من المنتج أو السماسرة والتجار، وبالتالى اتخاذ الإجراء المناسب. 

وأوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف كان أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار البيض خلال الفترة الماضية، بالإضافة للمشكلة الأساسية والدائمة نتيجة تصرف السماسرة بعشوائية.

وأضاف أن إنتاج كرتونة البيض "2 كيلو بروتين" تحتاج 4.5 كيلو علف أى نحو 50 جنيهاً، بالإضافة لتكلفة تربية الكتكوت حتى يصل لمرحلة إنتاج البيض (150 يوماً)، وبالتالى فإن ارتفاع أسعار الأعلاف الذى وصل لـ 12500 جنيه للطن انعكس على التكلفة. 

وخلال أزمة ارتفاع الأسعار، كانت هناك اجتماعات شبه دائمة لاتحاد منتجى الدواجن، وتمت مخاطبة مجلس الوزراء ووزارة الزراعة ومحافظ البنك المركزى - الذى نقدم له كل الشكر على سرعة الاستجابة - للإفراج عن المستندات وشحنات الأعلاف، حتى بدأت الأسعار تستقر.

ويؤكد أن وعى المواطنين ودعوات المقاطعة ساهم فى انخفاض الأسعار، رغم ارتفاع أسعارالعلف، وهى نظرية معكوسة، وهذا نتيجة لأن البيض سلعة حساسة لا تحتمل التخزين لفترة طويلة، وخوف المربين من زيادة الخسائر. ولكن هذا ليس فى مصلحة الصناعة لأن السعر المتدنى سيخرج صغار ومتوسطى المربين (الذين يوفرون 50 %من حجم الإنتاج) من المنظومة، وسترتفع الأسعار مع الوقت، نتيجة لقلة المعروض وسيطرة كبارالمنتجين على الأسعار، أى ستكون الخسائر على المدى الطويل، لذلك يجب توعية وتثقيف الشعب المصرى بطبيعة الإنتاج وتكلفته حتى يتفهم المشكلة، ويحدد الوقت الذى يستخدم فيه المقاطعة.

كما يجب أن تشدد الدولة الرقابة على منافذ البيع والسوبر ماركت، الذين يضعون أسعاراً مبالغ فيها تتجاوز 10 جنيهات للكرتونة، فى حين أنها لا يجب أن تزيد على  6  جنيهات عن سعر المزرعة.

ويطالب أبو الفتوح بحماية المنتجين من سيطرة السماسرة على أسعارالدواجن، حيث يتم تحديد الأسعار بشكل عشوائى وغير مدروس، ويتنافسون فيما بينهم لجذب أكبرعدد من المُشترين (التجار)، ويغرونهم بسعر أقل مما يسبب خسارة للمنتجين.

كما يطالب بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن شعبتى التسمين والبيض باتحاد منتجى الدواجن، ووزارتى الزراعة والتموين، وجهاز حماية المنافسة لتحديد سعر استرشادى بناء على التكلفة الفعلية.

ويشدد على أهمية وضع السماسرة فى إطار قانونى بناء على شروط وموصفات تؤهلهم لهذه المهنة، وأن يلتزموا بسجل تجارى وبطاقة ضريبية، وإرسال دفاتر وسجلات بأسماء العملاء، وبالكميات لتكون نواة لقاعدة بيانات فعلية، وأن يتولى الاتحاد إصدار تراخيص مزاولة المهنة لهم، أو تنظيم عملهم من خلال إنشاء شعبة خاصة بهم.

وأكد على أهمية رفع مستوى صغار المربين وتطوير مزارعهم وتحويلها لعنابر مغلقة، وتدريبهم على الأساليب المتطورة والآمنة فى مجالات التسمين والإنتاج والتسويق.

بالإضافة لإعادة تشغيل بورصة الدواجن الرئيسية فى بنها، بالتنسيق بين اتحاد منتجى الدواجن ومحافظة القليوبية، الأمر الذى يسهم فى ضبط الأسعار.

تنظيم التسويق

ويقول الدكتور طلعت مصطفى الشيخ أستاذ رعاية الدواجن كلية الزراعة جامعة سوهاج، أن الدواجن صناعة استراتيجية فى كل دول العالم، ولا يمكن الاستغناء عن أى من حلقاتها، وتقوم عليها صناعات أخرى متعددة، لذلك أطلق عليها صناعة الدواجن والصناعات التكاملية.

كما لا يمكن الاستغناء عن استهلاك البيض لقيمته الغذائية المرتفعة، التى تفوق القيمة الغذائية للألبان والأسماك واللحوم، حيث يحتوى على عدد كبير من البروتينات  - والمادة الغذائية متنوعة البروتين تكون أعلى قيمة غذائية، يستفيد منها الجسم مباشرة، وتوفر الاحتياجات الأساسية من الكالسيوم للأطفال.

ويرجع الدكتور طلعت الشيخ أسباب ارتفاع أسعار البيض والدواجن الذى يحدث من وقت لآخر، لعدم تفعيل البورصة الرسمية لتسويق البيض فى كل المحافظات، وغياب دور اتحاد منتجى الدواجن فى تنظيم التسويق، وعدم وجود رقابة من وزارتى الزراعة والتموين على سماسرة البيض، بالإضافة لتوقف العديد من مشروعات الدواجن عن الإنتاج، خاصة المشروعات الحكومية، والتى لو اشتغلت بكامل طاقاتها سنصل للاكتفاء الذاتى، ولكن نظراً لغلاء أسعار خامات الأعلاف، توقف الكثير من مشروعات الإنتاج وخرج بعض صغار المربين من المنظومة.

تجفيف البيض

وأشاد بخطوة وزارة الزراعة بعمل منافذ ثابتة لتوزيع البيض، وتحديد سعره وأوضح أنه لحل هذه المشكلة وضمان عدم تكرارها فى المستقبل، يجب إنشاء شركة متخصصة فى تسويق البيض، وعمل خطة حازمة لتنظيم التسويق وثبات الأسعار، واقترح عمل مصانع لتجفيف البيض ونشر ثقافة تسويق البيض المجفف.

وأضاف أن تقنية تجفيف البيض موجودة فى الدول المتقدمة، وتحتاج لمصانع ومعدات فائقة لإنتاج بيض المائدة فى صورة بودر، ومن ثم يتم تسويقه فى أكياس محكمة لتمتد صلاحيته لفترة طويلة، ويستخدم فى عمليات التصنيع الغذائى، وفى الطعام أيضاً نتيجة مذاقه الطيب، ويوجد الآن فى مصر بعض مصانع البيض المجفف .

ويتميز البيض المجفف بأنه مكون جاهز وسهل الاستخدام، مما يوفر فى الوقت والموارد، وأحد أشكال البيض الفعالة من حيث سهولة النقل، والتخزين والإضافة لوصفات الطعام، كما يمتاز بطبيعته الخالية من المخاطر التى تضمن منتجاً نهائياً آمناً بمدة صلاحية أطول مقارنة بالبيض الطازج، كما أن مسحوق البيض يحافظ على جميع الخصائص الغذائية والوظيفية التى يتميز بها البيض الكامل.

ويوجد أيضاً تقنية البيض السائل المبستر، وفيه تتم بسترة منتجات البيض لتقليل السالمونيلا والبكتيريا الضارة الأخرى، وتمكن منتجات البيض السائل من توفير العمالة والمواد الأخرى والفترات الزمنية المطلوبة، لن تكون بحاجة إلى غسل وكسر وفصل البيض، منتجات البيض المنفصلة هى الحل الأفضل، إذا كنت بحاجة إلى منتج أصفر أو أبيض فقط، لن تكون منزعجاً من استخدام المكون الآخر.

وبالتالى سهولة الاستخدام منتجات البيض السائل وجاهزيته للاستخدام وسهولة التعامل، يمكن استخدام منتجات البيض السائل المجمدة وهو ذو مدة صلاحية طويلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: