أتابع سنويًا فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط حتى لو لم تتح ظروفي حضوره في الإسكندرية، وفي الحقيقة منذ تولي الناقد السينمائي والكاتب الصحفي الأمير أباظة رئاسة المهرجان ويلفت انتباهي ويستوقفني في كل دورة تولاها حرصه على قيمة “الوفاء”..
الوفاء للكبار ولكل من ساهم فى إنجاح صناعة السينما أو قام بدور واضح لصالح جمعية كُتاب ونقاد السينما ومهرجانها السنوي الذي استطاع الأمير أباظة أن يحافظ على بريقه ويواصل نجاحه بما يبذله من جهد على مدار العام كله وبعلاقاته الطيبة التي تجمعه بكل من حوله سواء فريق عمله أو من لهم صلة بالمهرجان ويتمنون مواصلة النجاح الذي اعتاد عليه.
أرى أن الأمير أباظة لا يكتفي بمجرد الاحتفاليات والندوات والتكريمات المعتادة فى مهرجان الإسكندرية السينمائي كغيره من المهرجانات العديدة التى نراها طوال العام، بل يبذل جهدًا لإعلاء قيمة العطاء وتقدير مشاعر الوفاء وهو أمر نحتاجه فى زماننا هذا.
فعندما يختار مهرجان الإسكندرية إحياء ذكرى المونتير الراحل سعيد الشيخ خلال فعاليات الدورة المقبلة وهي الـ ٣٨ التي تحمل اسم النجم محمود حميدة، وكذلك الاحتفال بمئوية الموسيقار الراحل علي إسماعيل والاحتفال بمئوية الفنان الراحل منير مراد وإهداء اسم الفنان الراحل سمير صبري وسام ملك الاستعراض في هذه الدورة، فهو أمر يؤكد الحفاظ على قيمة الوفاء.
أيضًا علمت أن المهرجان سيحتفي بعدد من الراحلين الرموز في مجالات مختلفة بتقديم ندوة تكريمية عنهم خلال أيام المهرجان، ومن بينهم الكاتب الصحفي الكبير محمد صالح الذي رحل عن دنيانا في شهر يونيو الماضي، والذي يعد من أهم وأقدم الأعضاء بجمعية كتاب ونقاد السينما، والذي تولى رئاستها بنجاح كبير لمدة 3 سنوات من 1999 حتى 2002، وحقق إنجازات رائعة منها إعادة النجمة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة إلى الأضواء بعد غياب طويل وتكريمها بالمهرجان عندما كان رئيسًا لثلاث دورات، كما كرم النجم الهندي أميتاب باتشان، والذي جاء لمصر في هذا التوقيت بدعوة من المهرجان.
علمت أن أباظة سيخصص تلك الندوة ليكرم ويحتفى بعدد من الرواد والكبار الذين رحلوا هذا العام، وهو أمر أصفه بالرائع لحرصه على الحفاظ على قيم جميلة قد نفتقدها في هذا الزمن فى محافل عديدة.
الأمير أباظة عمل مع العمالقة وتتلمذ وتدرب على أيديهم ويعمل على هذا الأساس فى مهرجان الإسكندرية، بل يكمل المشوار الذي أسسه وأرساه الكبار ويسير على نهجهم لمواصلة النجاح، وأذكر منهم المفكر والكاتب الكبير سعد الدين وهبة والإعلامي والمنتج والسيناريست القدير ممدوح الليثي، فقد تعامل معهم عن قرب وشاهد نجاحاتهم واقترب من فكرهم وعاصر أسلوبهم في العمل ونهل من خبراتهم، ولعل هذا هو الفارق بين الأمير أباظه وغيره في تولي رئاسة مهرجان الإسكندرية ورئاسة جمعية كتاب ونقاد السينما التي يبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على اسمها ومكانتها المرموقة.
كل التحية للناقد السينمائي الأمير أباظة على مايبذله من جهد كبير وبحث وعناء للحفاظ على هذه مكانة مهرجان سينمائي قوي وصاحب تاريخ عريق، والأمنيات له بمواصلة التوفيق من الله والنجاح.