الأمهات وتأخر زواج البنات

20-8-2022 | 11:06

 
تشترك كل الأمهات بالحلم برؤية البنات زوجة ناجحة وسعيدة؛ وتربط أمهات كثيرات بأدائهن لرسالة الأمومة كاملة "بالاطمئنان" على زواج البنات..
 
تتسبب بعض الأمهات -ومع الأسف- في تأخير زواج بناتهن بدون تعمد بالطبع.. سنكشف عن أهم هذه التصرفات ونقدمها بكل الود لكل أم لتسعد وتفرح هي وابنتها..
 
نبدأ بالسبب الشائع؛ وهو الربط بين اختيار شريك حياة الابنة بالمقارنة بزواج قريباتها؛ فتهمس الأم لابنتها: لست أقل من فلانة وفلانة، وقد تضيف: لا يكفي أن تتزوجي أحدًا كأزواج صديقاتك وقريباتك، فلابد أن يكون أفضل منهم!!
 
لا يخضع الزواج أبدا للمزادات وللتفاخر؛ فالأهم من المظاهر والماديات هو هل ستتزوج من رجل يُقدرها ويحافظ عليها ويبذل جهده لإسعادها أم لا؟
 
تركز بعض الأمهات على مؤهل الخاطب وأحيانًا على استعداده للسفر للخارج، ومادياته، ولا تنتبه لكونها تطلب لابنتها ما يفوق إمكاناتها؛ فقد تطلب مؤهلًا أعلى من مؤهل ابنتها، أو أن يمتلك بيتًا بمكان أفضل مما تسكن ابنتها فضلا عن الإمكانات المادية، وتتجاهلن أن الرجل يبحث أيضًا عمن تتكافأ معه بكل شيء.
 
أوجعتني كثيرًا بنت قالت لي: أمي كتبت اسمي كبنت تعيسة للأبد؛ فكلما تقدم خاطب مناسب ووافق علي؛ تقول أمي "بيقين" ما دام قبل بك؛ فلماذا لا تنتظرين الأفضل؟، ومرت سنوات طوال؛ ولم يأت الأفضل، وتأخرت في الزواج ولم يتقدم أحد لخطبتي منذ أعوام؛ فقد كبرت والجميع يتحدثون أننا لا نقبل بأحد وهم محقون، والندم "يأكلني" حرفيًا كلما شاهدت من رفضت الزواج منه وقد تزوج بمن "تفضلني" وأنجب وأنا ما زلت ببيت أسرتي "أمضغ" الحسرة..
 
تتشدد بعض الأمهات مع الخاطب "وتحاربه" لإثبات أنها صاحبة الكلمة "العليا" ويجب أن يخضع لإرادتها وينفذ كل رغباتها بلا أي تفسير منها ولا تفكير منه؛ وقد صارحني بعض الشباب بعزوفهم عن الارتباط ببنات مناسبات بعدما لمسوه من "استبداد" الأم..
 
نحترم حرص الأم على مصلحة ابنتها وبالوقت نفسه يجب تجنب فرض الرأي على الخاطب؛ فحتى لو تقبل ذلك "مؤقتًا" فسيضيق ويبتعد أو يحدث الطلاق مستقبلًا..
 
نصل للمبالغة في الطلبات المادية وترديد المقولة الغريبة والتي ثبت فشلها بامتياز؛ "الرجل عندما يدفع الكثير في الزواج؛ سيتردد قبل التفكير بالطلاق"، والواقع يؤكد أن هذا "لن" يمنعه من الخيانة ولا من إساءة التعامل مع زوجته حتى "تختنق" وتطلب الخلع وتترك كل شيء؛ وأن الضمانة الوحيدة بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع؛ هي التأكد من حسن أخلاقه، ومن وجود قدر جيد من التفاهم والارتياح العاطفي المتبادلان بين الزوجين، ومنحهما فرصة جيدة للتعارف في الخطبة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد عن عامين..
 
من التصرفات المؤذية؛ الكلام المسيء الذي تقوله الأم أحيانَا للبنت؛ مثل لماذا تزوجت صديقاتك وأنت لا؟! يجب أن تحصلي على زوج، ومعايرتهن بالسخرية من زيادة الوزن أو أي عيوب، والأفضل التنبيه برفق لتحسين مظهر البنت، وتركيز الأم على حصول ابنتها على أكبر قدر من التعليم، وتأجيل الزواج، التقليل من أهمية الزواج وتعظيم قيمة العمل والاستقلال المادي، ودفع الأم لابنتها للنجاح بجمع المال من العمل والسفر للخارج، ورفض فرص مناسبة للزواج، وعند العودة ترفض الأم بحجة أن المتقدم للزواج يطمع في ابنتها ماديًا؛ وبالإمكان الجمع بين النجاح في العمل والمادي "واحترام" الزواج.
 
نصل لتصدير الأم لمشاكلها الزوجية لبناتها وحرمانهن من التعامل السوي مع الرجال؛ فتعيش الأم بدور الضحية بوعي أو بدون وعي؛ "وتنفر" ابنتها من الزواج، أو تجعلها تتصرف بعدوانية مع الخاطب وكأنها تنتقم لأمها، ولن يقبل أحد بذلك، أو تنصح البنت بالكذب على من الخاطب بدءا من الوضع المادي لأسرتها ومرورًا بتفاصيل عن حياتها السابقة؛ كإخفاء خطبة سابقة أو إدعاء مكانة اجتماعية أعلى ودعمها بارتداء ملابس غالية، والكذب كما يقال بلا رجلين وينكشف ولو بعد حين.
 
نحذر من استغلال أي خلاف مع البنت ومعايرتها بعدم الزواج ومن الرثاء الزائد للبنت واخبارها بأن حظها قليل؛ فينعكس ذلك بالسلب على البنت فتسير منكسرة؛ فتجذب الطامعين، أو المبالغة بمدح البنت فيصيبها الغرور فتتعامل بتعال مع زملائها بالعمل ومع الخاطب فيبتعدون.
 
ترفض أمهات مراجعة النفس عند كثرة انسحاب الخاطبين؛ فكثيرًا ما يكون لتكلُف البنت أو لسوء استقبال الأم لأهل الخاطب أو لمبالغة البنت في التجمل أو إهمال المظهر أوالمبالغة بلفت ما يجذب الأنظار والجرأة الزائدة.
 
وخطأ القول بضرورة أن تتزوج البنت أفضل من خطيبها السابق، ودفع البنت للتشدد في الشروط كلما تأخرت بالزواج؛ ولا نطالب بالتنازلات ولكن بالمرونة ورؤية الواقع.
 
بنت بكت وأخبرتني أن أمها حرمتها من الزواج من شباب مناسبين؛ فمن تقدموا لخطبتها ليسوا بوسامة شقيقها الوحيد، ولا بمنصبه المرموق، ولا بثرائه؛ وأكدت لها من "حقك" الزواج بمن لا يقل عما "حصلت" عليه زوجة أخيك، وتناست أمي أن زوجة أخي جميلة جدًا ومن عائلة أكثر ثراءً، وأنها "قبلت" بأخي ولم تنتظر الأفضل..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: