Close ad

ليست كيمياء.. عن التعديل الوزاري أتحدث !

20-8-2022 | 10:16

 
ببساطة ويسر حدث التعديل الوزاري وفي توقيت مناسب جدًا..
بقى وزراء قدامَى وجاء لفيف من وزراء جدد، وهذا متوقع ومنطقي.. فأين العجب؟
 
رغم فرحي وترحيبي بالتعديل إلا أن فرحتي الأكبر كانت بوزارتي التعليم والثقافة على وجه الخصوص.. لماذا؟
 
أما التعليم فلأنني، كواحد من سائر المصريين الكادحين، لم أشهد لغطًا ولا قدحًا من الناس ضد وزير تعليم مثلما شهدته تجاه الوزير السابق، ولهذا تفاءلت بمجرد التغيير، وتفاءلت أكثر عندما علمت أن الوزارة آلت إلى رضا حجازي، وهو بخلاف طارق شوقي وارد الخارج، غارق حتى النخاع في مشاكل الوزارة وأسرارها، ويفهم كل كبيرة وصغيرة في دهاليزها، وهو ما يشي بأنه قادر على إصلاح ما أفسدته سنوات القحط الخمسة السابقة!
 
فمن هو الدكتور رضا حجازى؟ الأوراق تقول إنه حاصل على دكتوراه في إدارة المناهج وطرق التدريس من جامعة المنصورة، وأنه شغل منصب نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، كما عمل أستاذًا بقسم التدريب والإعلام بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، ومن قبلها عمل مدرسًا للعلوم بمديرية التربية والتعليم بالدقهلية، قبل أن يصبح مدرسًا للكيمياء لطلاب الثانوية العامة؛ أي أنه كان مدرسًا ويشعر بما يشعر به المدرسون، ويعرف ما يعانيه الطلبة وأولياء الأمور، فلو أجاد فلأنه يعرف، ولو أخفق فلأنه اجتهد ليصلح، وكلا الأمرين مبشر بالخير.
 
لقد شغل حجازي عددًا من المناصب القيادية بدأها مديرًا لمركز تعليم الكبار، ثم نائبًا لرئيس هيئة محو الأمية، فنائبًا لمدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، ورئيسًا لقطاع التعليم العام، ثم رئيس عام امتحانات الثانوية العامة..
 
هذا معناه أنه مر على مختلف القطاعات وشهد عددًا كبيرًا من المشكلات وتمرس على حلها وفك شفرتها؛ فمن محو الأمية إلى التدريب إلى الامتحانات حتى انتهى به الأمر نائبًا لشئون المعلمين؛ ولهذا جاء تصريحه الأول في صف المعلمين الذين يمثلون اللبنة الأولى والأساسية في العملية التعليمية، نعم أنا متفائل ولتفاؤلي أسباب منطقية للغاية، صحيح أنني، كأي ولي أمر مصري، لا أزال متخوفًا من مصير التعليم وأحواله، وأتشكك لا في أداء رضا حجازي نفسه، وإنما في الكيفية التي سيعالج بها ما فسد من أمور لا تخفَى على أحد.
 
الأمر صعب حقًا.. في كل السنوات والعقود السابقة كنا نعرف ونتوقع ما سيفعله أي وزير تعليم قادم، بعض الحذف والإضافة للمناهج، شيءٌ من التعديل الطفيف في الامتحانات ومواعيدها ونظامها، إلغاء الشهادة الابتدائية أو إعادتها، ثم التطوير الأهم في نظام الثانوية العامة كالتقييم التراكمي أو نظام الشعبتين أو تعديلات الامتحانات أو المناهج أو التنسيق.
 
أما الآن، وقد حدث إعصار فوضوي أفسد كل شيء، فكيف يكون الإصلاح؟!
 
أنا أشفق على الدكتور رضا حجازي، وفي نفس الوقت عندي شعور داخلي أنه قادر على تحقيق المهمة، والعودة بأولياء الأمور والطلبة إلى الركن الظليل بعد خمس سنوات من وقوفهم في الهجير!
 
ربما انتظرنا عامًا آخر قبل أن نشعر بالتغيير الحقيقي في المسار التعليمي، ولو كان مجرد عام واحد فهو إنجاز.. أما لو حدث التغيير قبل هذا فهو إعجاز.. دعونا ننتظر ونرى.
 
كذلك أراني في شوق كبير لأشهد ما سيحدث في أروقة وزارة مظلومة كثيرًا لأنها في ذيل الوزارات رغم أهميتها الكبرى.
 
فبانتسابي لفئة المثقفين أجدني شغوفًا بأي تطور يطرأ على وزارة الثقافة، ولم أجد من الوزارة السابقة في رأيي الشخصي أي تطوير، ولا إضافة يمكن أن يتوقف أمامها قلمي ولا يدي تحيةً أو شكرًا، بل على العكس، كان الركود هو سيد الموقف، وانسحبت أنشطة الثقافة إلى آخر طابور اهتمامات الناس. 
 
فهل سنجد لدى الوزارة في ثوبها الجديد البهيج تغييرًا ما؟!
 
الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة الجديدة بعد تخرجها عام 1989م عملت كمساعد للرئيس السابق لصندوق التنمية الثقافية في الإشراف على حفل افتتاح دار الأوبرا، كما عملت أيضًا في مجال العلاقات العامة لدار الأوبرا ومراكز الإبداع بالأوبرا، وفي عام 1995 حصلت على درجة الدكتوراه في النقد الفني من أكاديمية الفنون، ثم عُينت عميدًا للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، وأخيرًا شغلت منصب رئيس صندوق التنمية الثقافية عام 2017.
 
لا تهمني الدرجات الأكاديمية ولا المناصب التي تقلدها أي وزير بقدر ما يهمني فهمه لواقع المسئولية التي تؤول إليه، لقد كان من أوائل تصريحات نيفين الكيلاني أنها ستسعى لتطوير المنتَج الإبداعي الثقافي بما يتفق مع الحداثة، وأنها ستتجه صوب قصور الثقافة التي تمثل شبكة متغلغلة في سائر أنحاء مصر، وأن بتطويرها سوف يتسع المجال لتقريب رجل الشارع العادي من المنتَجات الثقافية وإشعاعات التنوير وثمرات التطوير.
 
كل هذا كلام رائع ظللنا ننتظر مثله طويلًا.. كلامها وكلام وزير التعليم مجرد تصريحات وردية حتى يأتي الواقع ليشهد بصدقها أو بزيفها.. أعود لأؤكد أن التطوير سهل وممكن، وأن التغيير سنة الكون، وأن المستقبل يدعونا للتفاؤل.. والدليل ماضينا التليد الزاخر بالإنجاز في كل مجال، عملية التطوير ممكنة ومتاحة دائمًا.. إنها ليست كيمياء!
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
وسقطت المتاريس والحصون!

إنهم يعلمون كيف يحمون ما سرقوه من أراضٍ وحقول، فصنعوا جدراناً عازلة وارتقوا بالأسوار المكهربة، وظنوا أنهم بمأمن حتى جاء يوم السابع من أكتوبر فتغيرت قناعاتهم وانتهت للأبد

الأكثر قراءة