<p dir="RTL">يعتز محمد نصر 19 سنة (طالب) بلقب المصور المتطوع، فهو يعشق التصوير منذ أن كان صغيرًا، حيث أخذ التصوير كهواية بسبب حبه للتأمل في الطبيعة والمواقع التراثية القديمة التي تشتهر بها مدينة إسنا، إحدى أهم المدن المصرية القديمة.</p> <p dir="RTL">ويؤكد نصر لــ"بوابة الأهرام" أنه يحب أن يتخيل كيف ستبدو الصور أولاً قبل أن أبدأ بالتصوير، لذا فيقوم بتوثيق الحرف اليدوية المختلفة والمحاصيل الزراعية المختلفة التي هي فريدة من نوعها ، والنوع المفضل لديه هو تصوير الشوارع وتصوير البورترية والتقاط جمال الأماكن في موالد قري إسنا، وبالأخص مولد السلطان عبد الجليل بقرية النمسا، والذي تم الانتهاء من مولده منذ أيام، تكون فرصة حقيقية للشاب محمد نصر، الذي يوثق سباقات مرماح الخيول، ولعبة التحطيب، وكذلك الوجوه الطيبة لأهل إسنا، وهم يرتدون العمائم الإسناوية الشهيرة ، حيث تقول القاعدة "أرني عمامتك وكيف تلفها أقل لك من أى منطقة أنت"، فلكل منطقة في الصعيد عمامة معينة تراعى جغرافية المكان مثلما تراعى الموروث الشعبي والثقافي.</p> <p dir="RTL">فالعمامة الأسوانية تتكون من بناء هندسي يختلف عن العمامة القوصية (القنائية)، التي تختلف أيضا عن عمامة المتصوفة كالإدريسية والدندراوية، والتي تختلف بدورها عن عمامة أهل إسنا، والتي تختلف بدورها عن أصحاب المهن مثل طائفة الجمالة وغيرها، فالعمامة في جنوب الصعيد تمتاز بالطول مثلما تمتاز ببناء مختلف في اللفة، حيث يتم لف العمامة وجعلها طبقات فوق بعضها البعض. ولها فوائدها كالوقاية من حرارة الجو المرتفعة.</p> <p dir="RTL">أن تعيش في إسنا، فأنت مثقلٌ بالتاريخ ، ويوضح محمد نصر أن أهل إسنا الطيبين يقبلون على التصوير، فهم يحتفون بكاميرته التي يحملها في مولد السلطان عبد الجليل الذي يتم الاحتفال به منذ مئات السنين، والسلطان عبد الجليل يعود نسبه لذرية الحسن الأبطح، نقيب الأشراف في مصر، بعد حكم الظاهر بيبرس البندقدارى المملوكي، وهو من السادة الأشراف الحسينيين المغاربة، ومقامه بحاجر النمسا مركز إسنا، مؤكدا أن الاحتفال فرصة حقيقية لهواة التصوير بالتقاط عوالم الناس ووجوههم، والأزياء والعمائم التي يرتدونها ، والمختلفة شكلها الهندسي حيث تكون مفردة وليست ملفوفة كدوائر وهى غالبا ما تأخذ شكل سبعة كطبقات فوق بعضها البعض.</p> <p dir="RTL"> وقد تكون العمامة ملفوفة بحيث تكون منطقة من القماش أعلى ومنطقة أقل على الجهة اليسرى أو على الجهة اليمنى، كما توجد بعض لفات من العمامة لا تقترب من الشكل الهندسي والبنائي المعقد، وهى العمامة التي يتم لفها كدائرة بسيطة ملفوفة على الرأس<span dir="LTR">. </span></p> <p dir="RTL">وتضم إسنا الكثير من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية، كما تضم البيوت الأثرية العتيقة، بينما شارع الطريق السلطاني أو شارع عرابي ذلك الثائر المصري أول ما يواجهك في دخول المدينة، وحين تتحرك من شارع أحمد عرابي وترحل من الخزان تتجه ناحية آخري حيث النيل يأخذك مباشرة كي تكون علي يدك اليسري مأذنة الجامع العمري التي لم يتبق منها سوي مأذنة وحيدة من جمالها وروعتها تم وضع طابع بريد لها، حيث كانت توضع فيها النيران للتنبيه بالمخاطر بينما مسجدها الذي بني في عصر الفاطميين فقد اندثر كاملا حين تتخطي المأذنة تجد البربا أو المعبد القديم الفرعوني كي يواجهك السوق القديم المسمي القيسارية الذي هو مسقوف كاملا.</p> <p dir="RTL">ويقول محمد نصر إن كل حجر وشارع في إسنا تفوح منه رائحة العراقة والتاريخ ، سواء في داخل المدينة أو القرى التي تتبعها ، أما المنازل فهو يطمح في توثيقها، لذا هو يقوم بنشرها على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي مثل تلك المنازل التي تحمل رسومات لمهن أصحابهم القديمة، حتى أطباء الأسنان.</p> <p dir="RTL"> ويؤكد محمد نصر أنه يرفع شعار أنا مصور أمتلك أداة يمكنها السفر عبر الزمن والتقاط الحاضر وتخيل المستقبل، مؤكدا أنه يحلم بالحفاظ على تراث مدينته العريقة ومنازلها القديمة وعمارتها الفريدة ،بالإضافة لحلمه في تصوير المجرة والنجوم.</p>