منذ 1964م ويتقن الفنان أحمد ياسين على حسين الرقيق الشهير بالعم عيد السلواوي من قرية "سلوي بحري" التابعة لمحافظة أسوان بجنوب مصر، كافة فنون الجدرايات من رسوم الحج، للأفراح والعرس، لجداريات الخيول التي دونها على بعض منازل الصعيد في محافظتي أسوان وقنا بصعيد مصر، ومنها الخيول التى رسمها مؤخرا بعض انتهاء موسم الحج لهذا العام.
موضوعات مقترحة
كما رسم العم عيد، الكثير من الخيول يقدرها بألفى رسمة على مدار تاريخه الفنى منها: حصان محسود، وهو حصان سلوا، ورسم حصان بوتورفينو حصان إدفو، ورسم حصان على أبومحمود حصان المنصورية، ورسم حصان الباسل وهو حصان إدفو، ورسم حصان القصبجى وهو حصان إدفو، ويعتبر القصبجي من أشهر خيول الصعيد الذي حاز على عدة جوائز في سباقات المرماح حيث الرسم على المنازل يظهر الخيل الغالب والمغلوب حيث تتحول جداريات المنازل إلى تاريخ مواز للسباقات التي يقيم لها الصعايدة مواسم ومواقيت يطلقون عليها السباق أو المرماح، ويرسم العم عيد الخيول بأسمائها التي أعطتها له الفوارس حيث لكل حصان اسم ولقبه يهبه له صاحبه.
يقول طه نجل الفنان عيد لـ"بوابة الأهرام" إن الخيل لها فرح واستقبال وطبول عند الفوز، حيث يتقبل الحصان بحفاوة، مضيفا أن فوز حصان محسود وهو حصان سلوا أقيمت له احتفالات على مدار ثلاث ليال، بل تم استقبال له فى كل بيت فى وقت ليلة العارف بالله الشيخ أحمد الليثى بن الشريف إسماعيل النقشبندى، مؤكدا أنه فى وقت الرسم يتم تبيض المنازل وإعدادها إعدادًا لائقًا فى استقبال الضيوف والرسومات الخاصة بالخيل، كما لها مراثى وحزن عند الموت، حيث يتم التعامل معها كأنه بشر.
يقوم "عيد السلواوي" بقطع جزء من جريدة النخيل ويدق على طرفها بالحجر ثم يتركها في الماء لمدة أسبوع لتصبح جاهزة لاستخدامها في الرسم ومن خلال تلك الريشة رسم كثيرًا على المنازل بالصعيد، أبرز رسوماته، صور مناسك الحج التي رسمها بدقة، المتمثلة في الكعبة والمساجد والرحلة المقدسة كما صَوّر الأفراح والعرس الشعبي ورسومات المضايف "المندرة"، وكذلك سباقات الخيول التي لها الشيوع الأكبر في الصعيد.
ويوضح طه عيد، أن محافظة أسوان تضم أكبر معرض على مر العصور يظهر فنون وتراث الصعيد، والفن الفطري المصري، بل إن باحثين أجانب استعرضوا هذا الفن فى كتاباتهم وبالأخص رسومات الحج، مضيفا أنه رغم جذور وجمالية هذا الفن فى الصعيد، إلا أن نقابة الفنانين التشكيليين لا تعترف به، مطالبا أن تقوم نقابة الفنانين التشكيليين بقبول أوراق والده الذى خدم فن الجداريات منذ استلامه العمل من جده بداية ستينيات القرن الماضي.
جدران تحوى ذاكرة صهيل المرماح