Close ad

سلاح ذو حدين.. كيف تؤثر "السوشيال ميديا" على عقول الأطفال والمراهقين؟

17-8-2022 | 16:56
سلاح ذو حدين كيف تؤثر  السوشيال ميديا  على عقول الأطفال والمراهقين؟كيف تؤثر السوشيال ميديا على الأطفال والمراهقين؟
شيماء شعبان

تعد "السوشيال ميديا"  بيئة خطيرة للأطفال والمراهقين، بل يمكن أن تكون  بداية للمخاطر المخيفة، وقد يُعرض هذا الأطفال وعائلاتهم للمخاطر عبر الإنترنت عن غير قصد، مثلاً عن طريق تنزيل البرامج الضارة التي يمكن أن تمنح المجرمين الإلكترونيين إذن الوصول إلى حساب والديهم المصرفي أو غيرها من المعلومات الحساسة، وحماية الأطفال على الإنترنت هي "مسألة توعية" في المقام الأول، عن طريق التعريف بالمخاطر المتربصة وكيفية الوقاية منها.

موضوعات مقترحة

كما يمكن أن تساعد برامج الأمن الإلكتروني على الحماية من بعض التهديدات، ولكن التواصل مع أطفالك هو من أهم تدابير الأمن.

والسوشيال ميديا هي سلاح ذو حدين، لذلك كيف يمكن أن تؤثر على الأطفال والمراهقين؟، هذا ما تجيب عليه " بوابة الأهرام" في السطور التالية...

كيف يمكن أن تؤثر التطبيقات والسوشيال ميديا على الأطفال والمراهقين؟

 قامت بوابة الأهرام بطرح بعض الأسئلة للأمهات عن كيفية تعاملهم مع أبنائهم فيما يخص برامج وتطبييقات السوشيال ميدا وكانت البداية مع  نيفين كامل " مهندسة" قائلة: تعرض أبني للتنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنها تعتبر ساحة مفتوحة للتعليقات والانتقادات، ولكن بالنسبة للطفل الصغير فهو غير مهيأ بعد لاستقبال هذا الكم من تعليقات وانتقادات الغير، مما يعرضه لمشكلات كبرى في الثقة في النفس وفي التعامل مع كينونته كشخص، فالكبار يتكون لديهم خبرات التعامل مع الآخرين بمرور السنين، ولكن الطفل يحتاج لخبرات واقعية قبل أن يستطيع التعرض لكم كبير من الأشخاص خارج نطاق العائلة والمدرسة.

وقالت سارة محسن " ربة منزل": "أنا أخصص لأطفالي وقت محدد من اليوم لاستخدام السوشيال ميديا، حيث أن الطفل في هذا السن الذي يتراوح ما بين سنتين و15 سنة، يحتاج إلى تنمية مهاراته الاجتماعية في التواصل معه الغير عن طريق التواصل بالكلام المباشر وحركات الجسد ونظرات العين، والتي تساعده فيما بعد في التواصل بشكل ناجح مع الآخرين، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تحرم الأطفال من تجربة الحصول على تواصل حقيقي مادي، فيقلل من قدرة الطفل على التعبير بالكلام أو فهم مشاعر الآخرين والتأمل فيها، فيخلق ذلك مشكلة يصعب تجاوزها عند الكبر".

والتقطت شريفة محمود محاسبة أطراف الحديث قائلة:" أراقب أطفال جيدًا لكي أتمكن في السيطرة على المحتوى الذي يشاهدونه من خلال ربط الهاتف المحمول الخاص بهم بهاتفي والموافقة سواء بالمشاهدة أو تحميل التطبيقات من خلالي وذلك مع انتشار الكثير من المواد السمعية والبصرية الغير مراقبة، مثل الصور التي تمثل أعمال العنف في الحروب أو فيديوهات الضرب والألفاظ الخارجة، التي تنتشر بكثرة في جميع أنواع المواقع، مما يعرض الطفل لصدمات عنيفة غير مناسبة لسنه الصغيرة، و قد أشار الكثير من الأطباء النفسيين أن الصدمات النفسية للطفل قد تطارده مدى حياته، حتى لو تناساها كأحداث فعلية، ولكنها تظل مؤثرة في عقله بشكل لا واعي طوال حياته، موضحة أننا نجد في تلك الأيام أن صور القتل والحوادث والحروب والصراعات تنتشر في كل مكان دون مراقبة، وقد تؤذي الطفل بشدة، حتى إذا كان عمره لم يتجاوز السنتين، فالطفل يتأثر بكل المدخلات التي تصل إليه حتى وإن كان غير قادر على فهمها".

 مزايا لـ "السوشيال ميديا" لا يمكن التغافل عنها

 وعلى الجانب الآخر، فلكل شيء ضرر وفائدة "فالسوشيال ميديا" سلاح ذو حدين، هكذا بدأت حديثها يارا محسن " مبرمجة":" أطفالي يقضون معظم أوقاتهم أمام "السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية" ععلى الرغم من اختلاف أعمارهم ولكن نظرت للأمر من الجانب الإيجابي حيث أن السوشيال ميديا أو الألعاب الإلكترونية وكذلك التطبيقات الحديثة سوف  تمكن الطفل في نهاية مرحلة الطفولة وبداية المراهقة أن يكون لديه وسيلة خاصة به للتعبير عن نفسه، و التعبير عن ما يحب وعن ما يكره، فتساعد وسائل التواصل الاجتماعي الأطفال على التعبير عن أنفسهم بحرية، وببساطة.

وكذلك يمكن للكثير من الأطفال المرضى أو الأطفال الذين لديهم مشكلات صحية خطيرة أن يحصلوا على وسيلة سهلة للتواصل مع العالم، كما يمكن للأطفال من المعاقين الاستفادة، أيضا تساعد طفلك في الوصول لمحتوى مفيد ومسلي، فتوجد الكثير من القنوات الموجودة على يوتيوب، والتي تقوم بعرض أغاني مسلية بلغات متعددة، حيث أن تعرض الطفل للغات من سن صغير عن طريق سماعها بشكل مستمر، يساعده على اكتسابها بشكل أسهل عند الكبر، فضلا عن وجود بعض الألعاب التي تساعد الطفل على تنمية مهاراته واكتساب معلومات جديدة، ويمكنك دائمًا كأم أو كأب أن تساعدوا طفلكم في اكتساب المزايا من وسائل التواصل الاجتماعي، والاستفادة قدر الإمكان".


تأثير السوشيال ميديا على الأطفال والمراهقين

كيف تؤثر السوشيال ميديا على الجانب النفسي للأطفال والمراهقين؟

وعن تأثير السوشيال ميديا والتكنولوجيا الحديثة على الجانب النفسي للأطفال والمراهقين، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن التكنولوجيا الحديثة في العموم وعلى وجه الخصوص " السوشيال ميديا و الألعاب الإلكترونية" لها فوائد لا يمكن إنكارها أو التغافل عنها، ولكن كل شيء له مميزات وله عيوب فعند النظر إلى الجانب الإيجابي نجد أن التطبيقات أو مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها ، ولكن الجانب السلبي بها هي ان الكثير من النماذج السيئة هي التي تتصدر المشهد وتصبح قدوة للنشء، هذا إلى جانب المعلومات الخاطئة من عديمي الخبرات ويكون اعتمادها على إحداث بلبلة وإثارة الفتن داخل المجتمع.

أحذروا هذه التطبيقات

وحذر فرويز، من بعض التطبيقات التي يكون محتواها مرسخ لفكرة المثلية بنسبة 50% هذا الأمر غير مطابق لشريعتنا وعاداتنا، هذا إلى جانب وجود بعض التطبيقات التي تحتوي على المطاردات مثل مطارات الشرطة أو كيفية الحصول على الأموال وهذا كله غرضه التقليد الأعمى دون تفكير، وأيضا يجعلنا أن نستنتج ما هو مستقبل هذا النشء بعد تدريبه وإعطاء وقته وتكوينه في مثل هذه التطبيقات؟.

و ينصح فرويز، لمحاولة حماية أولادك من مخاطر السوشيال ميديا، أنه يجب ترسيخ مفهوم الأخلاق والوازع الديني لكي يحارب أبنك أو أبنتك مثل هذه الأفكار المتطرفة، فالتربية أولا وأخيرًا.


الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي

ما الذي تقدمه السوشيال ميديا للأطفال والمراهقين؟

 وفي السياق ذاته، يوضح الدكتور علاء الغندور، استشاري العلاج النفسي السلوكي والتحليل والتأهيل النفسي،  بالنسبة لـ"السوشيال ميديا" هو عالم جديد يقدم لنا الكثير من المعلومات  الحقيقية التي نحتاج أن نتعلمها كبارا وصغارا وعلينا أن نفرز منها ما ينسبها ونتعلق به ونستفيد منه  ونطبقه في حياتنا وتقدم أيضا لما معلومات لا تناسب مجتمعنا ولا ديننا ولا عاداتنا وتقليدنا.

أضاف: كما أنها تقدم لنا معلومات مضللة  يختفي ورائها "جانب سياسي" من جهات تسعى لتحقيق أغراضها المدمرة  للمجتمعات وللشباب والأطفال تحديدًا، وتقدم لنا السوشيال ميديا المعلومات بشكل مبهر، كما تقدم السينما الأمريكية أبطالها على أنهم أبطال أسطوريين على غير الحقيقة وبالشكل الذي  يخدع الشباب والأطفال يجعلهم يسعون إلى تقليد هذه الشخصيات الوهمية ولم تصبح لمسألة مجرد  تقديم معلومات مضللة بل أصبحت حربا موجهة تجاه الشباب والأطفال لتدمير عقولهم ونفسيتهم واستخدامهم كقنابل موقوتة  تنفجر فيهم وفي أسرتهم، وخير دليل على ذلك  هي الألعاب الإلكترونية  التي تستهدف السيطرة الكاملة  على الشباب والأطفال لتنفيذ مخططاتهم  أو مخططات صانعي الألعاب بتوجيه الأطفال والشباب إلى الانتحار أو قتل أفراد أسرتهم.

الأفكار التي تنشرها السوشيال ميديا

 ولفت الغندور، إلى أن الكارثة الجديدة هي نشر فكر غربي جديد بالدعوة إلى المثلية ونشرها في الألعاب الالكترونية، وفيديوهات الكارتون ومجالات الأطفال الترفيهية ليقنعوهم أن هذا أمر طبيعي ومن حق الأطفال والشباب ممارسته، بل والمطالبة  بتقنين هذا الحق، بالإضافة إلى نشر العنف الشديد في الأفلام الغربية وحلقات المصارعة الحرة لكي يقلدها الأطفال والشباب، مشيرًا من المؤسف لا توجد في المقابل حملات توعية كافية من الإعلام والميديا بكل صورهم و بالشكل  واللغة التي يستقبلها الأطفال والشباب بشكل جيد ومقنع لإبعادهم عن هذه الحملات الغربية المدمرة لمجتمعاتنا.

رسالة إلى مجلس النواب

وناشد الغندور، مجلس النواب بضرورة التركيز على إصدار اقتراح مشروعات قوانين للتأهيل النفسي والفكري والسلوكي، وذلك  لتأهيل المقبلين على الزواج و للأمهات لتربية الأطفال ولتأهيل المعلمين للتعامل مع الأطفال والشباب بشكل تربوي  و مشروع قانون  لتقين ما تقدمه الدراما  والاقتداء بالجريمة من خلال مسلسلات الدراما.


الدكتور علاء الغندور استشاري التحليل والتأهيل النفسي والعلاج السلوكي

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: