قال الناقد الدكتور محمود الضبع إن رواية "أيام الشمس المشرقة" تجسد بشكل أو بآخر مسألة الصراع بين الدستوبيا واليويوبيا بالشكل المعاصر الرأسمالى فى الهويات المختلفة وكذلك فى الشروخ التى يحملها كلًا منا والتى يمثلنا فيها المسافرون من بلادنا للخارج.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقُد مساء أمس الإثنين بورشة الزيتون لمناقشة رواية "أيام الشمس المشرقة"، للدكتورة ميرال الطحاوى، والذى أدارته الدكتورة فاطمة الصعيدى، وشارك فيه الناقدان محمود الضبع ويسرى عبد الله والكاتب محمد إبراهيم طه.
وأضاف د. الضبع أن حكاية التهجير والهجرة هى اساس الرواية، والتى يمكن وصفها برواية "المهجرين" حيث تمثل أحد القضايا العالمية. كما أننا بإزاءنص راق يخلو من الشوائب التي يضعها الكُتاب في أذهانهم للحصول على جائزة ما، كما قدمت الكاتبة خلالها عوالم مغايرة وذلك يأتي عبر عنوانها "أيام الشمس المشرقة" والتي تقدم فيها صورة لمدينة يحل فيها الخراب والدمار".
أما الناقد الدكتور يسري عبدالله فرأى أن رواية ميرال الطحاوي تنفتح على فضاء واسع تصدره بعبارة شمس الدين التبريزي (اشتر الورد لعلك تقابل في الطريق من يستحقه)، فضاء إنساني يؤمن بالرحابة والتنوع الخلاق.
ويستطرد: تبدأ الرواية من نقطة متصاعدة دراميا، لحظة ذروة في البناء، تفجر مزيدا من الانفعالات النفسية للشخوص وفي متنهم كشخصية نعم الخباز، ( حيث يقتل جمال ابنها نفسه منتحرا)، ومستدعية حوادث القتل المجاني الأخرى التي تعج بها مقاطعة الشمس المشرقة التي تنبئ عن جغرافيا سردية تخييلية تعتمد على ظلال واقعية".
ويتابع: تتشكل الرواية من خمس فصول سردية (هضاب متفاوتة) بينها نتوءات معضدة للسرد تتمركز في المقاطع السردية، (السيدة ذات الاوجاع، شعر الجنية، زينب، (أشغيلد)، وصورة الفنان في شبابه، وعين الحياة وهي عناوين لمساحات من المتن السردي غير مرقمة، وفق التقسيم المقطعي المرقم للفصول (الشمس المشرقة، حديقة الأرواح، سرة الأرض، الربع الخالي (الكوارتر).
ويستكمل: يلعب المكان دوًرا مركزيًا في الرواية اذن، ليس بحكم دلالات العناوين المركزية للفصول الخمسة ولكن باستحضار جدل المكان والانسان، حيث يتحول الفضاء المكاني الي فضاء نفسي بالأساس يسع انفعالات البشر وهواجسهم في لحظات مأزومة ومتعددة من حيواتهم. وتصير المقاطع غير المرقمة ممثلة لآلية الترصيع السردي التي تعضد من الرؤية السردية، وتكشف عن البنى الاجتماعية التي تقف خلف عالم المهاجرين على غرار أحمد الوكيل في فصول مثل شعر الجنية وزينب.
وفى قراءة أخيرة قدمها الكاتب والروائى محمد إبراهيم طه قال أن "أيام الشمس المشرقة" هى رواية مقبضة ومؤلمه على المستوى الانسانى لأنها تتناول قطاع عريض لمجموعة من الشخوص الذين نزحوا من بلدان سعياً لوضع افضل ورغم أن المكان مأسوى ولكنه لا يكُف عن استقبال المهجرين.
وأوضح بأن الكاتتبة تناولت بالسرد لقطة جيدة بأمتياز، فجميع شخوص الروايه اخذتهم فى لقطة روائية تتبعتها الكاتبة للأمام فى الوقت الحالى ثم عادت للخلف لتناولهم فى بداياتهم.
وتتابع: تتملك القارئ الحيرة فى تصنيف هذه الرواية هل هى رواية مكان أم موضوع، أم شخوص؟. ومن الجائز أن نقول انها رواية موضوع حيث النازحين الباحثين عن مكان أفضل.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الرواية كبيرة نسبيًا الا ان الكاتبة نجحت فى السيطرة والاحاطة بهذا العالم مترامى الأطراف بشكل دقيق حتى مع الشخصيات الثانوية.
مناقشة رواية أيام الشمس المشرقة مناقشة رواية أيام الشمس المشرقة مناقشة رواية أيام الشمس المشرقة مناقشة رواية أيام الشمس المشرقة