Close ad

رعاية الموهوبين.. واجب وطني

15-8-2022 | 13:16

تهتم الدول المتحضرة بالموهوبين وتعتني بهم عناية كاملة، ذلك أنهم يسهمون بجلاء ووضوح في نهضة مجتمعاتهم، ولأن الدولة المصرية لديها من الموهوبين والأبطال ما يجعلها مميزة في هذا الجانب، سواء على مستوى العلوم المختلفة أو الفنون والآداب والرياضة، فإنها تتحرك في اتجاه استغلال قدرات الموهوبين بما يحقق نقلة نوعية ينتج عنها نتاج إيجابي يواكب التحرك الهائل للدولة في مسارات التنمية على مستوى جميع القطاعات ووضع الموهوبين على الطريق الصحيح، خصوصًا أن المجتمع المصري تشكل فيه فئة الشباب نسبة كبيرة من السكان.
 
ولأن مصر في عهد الرئيس السيسي تولى حفظة القرآن الكريم رعاية خاصة، مؤكدًا أن فهم المعاني القرآنية بجانب الحفظ يعد ضمانة لحماية الشباب والناشئين من التشدد، وإيمانًا بضرورة دعم الموهوبين، فقد كان لي بالغ الشرف أن أطلقت مسابقة (أصوات من السماء) المعنية باختيار أجمل الأصوات في تلاوة وتجويد القرآن الكريم والإنشاد الديني والأذان، انطلاقًا من أن الله سبحانه وتعالى قد حبا مصر بقيمة روحانية كبيرة تجلت في كونها مهبطًا للأنبياء والرسل، ليخرج من هذا الفيض الرباني الكريم علماء في شتى فروع الدين لهم إسهاماتهم، وعدد كبير من الشيوخ الأجلاء حفظة كتاب الله وقُراء القرآن الكريم، والمؤذنين الذين ذهبت أصواتهم الطيبةُ إلى أقاصي الأرض وعلموا العالم.
 
وحرصًا على هذا الامتداد الطيب للرواد الأُول من شيوخ التلاوة والتجويد الأوائل، تحمست بفضل الله لفكرة تشجيع شباب القراء والمرتلين في أنحاء الجمهورية من شمال الدلتا إلى أقصى الصعيد، عبر مسابقة (أصوات من السماء)، كخطوة نسعى من خلالها إلى الاحتفاء بالحناجر الذهبية في رحاب الذكر الحكيم.
 
وقد شجعني على ذلك الاهتمام الكبير الذي أولته وزارة الأوقاف لدعم المسابقة، وشرفنا بالحضور في حفل توزيع الجوائز الدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الذي ألقى كلمة آسرة كان لها وقعها في نفوس الموهوبين من المرتلين والمجودين حفظة كتاب الله، فضلا عن الواعظين والواعظات الذين شرفونا وبعثوا الأمل في تطوير المسابقة، وإضافة فرع فهم المعانى القرآنية ضمن محاور المسابقة؛ لتنجح المسابقة في دورتها الأولى بفوز ٢٠ من خيرة الشباب في الفروع المختلفة و١٢ من الأطفال الواعدين.
 
وفي الوقت الذي أتمنى فيه أن يوفقنا الله لاستكمال ما بدأناه في ظل هذه الحماسة بالاستمرار في كشف الموهوبين في هذا المجال الذي يتعلق بالريادة المصرية كعنوان للوسطية والسلام في الأرض، بما يخدم فكرة الوعي بسماحة الدين كحائط صد في مواجهة الأفكار المتطرفة الهدامة للمجتمعات، وتأكيد الريادة المصرية في صياغة الوجدان العربي، فإنني أرجو أن يتوازى ذلك مع التحرك المسئول والحثيث نحو رعاية الموهوبين، والاهتمام بالإعلان والتسويق للمهارات الخاصة لدى أبنائنا من الشباب الواعد الذين سيحملون على عاتقهم الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الجمهورية الجديدة، وذلك بتكثيف البرامج والمبادرات الخلاقة في هذا الشأن؛ وصولا لنتائج مبهرة تطمئننا على مستقبل الوطن.
 
كما آمل أن تكون هناك مبادرات مشابهة تحذو هذا المسار الذي يمثل ركيزة أساسية للثقة في المستقبل، ولعله يكون داءً وطنيًا محبًا باهتمام الأفراد والكيانات المختلفة بهذه الدعوة والتفكير جديًا في تأسيس مسابقات مختلفة من شأنها اكتشاف كل موهبة وتقديمها، بل واستكمال هذا الدور باستمرار دعم كل موهبة وطاقة لوضعها في مسارها السليم؛ بحيث نضمن نتائج مبشرة وهائلة في التخصصات والمجالات التي تفيد الوطن والإنسانية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: