" اكسب آلاف الدولارات وأنت في مكانك".. "ممكن تكون مليونير بخطوات بسيطة".. " هات فلوسك اشغلهالك".. " كليك وتجني الدولارات".. كلها عبارات توهم العديد من الشباب بأنهم على أعتاب الثراء والحصول على فرص عمل مناسبة، ولكن عندما يقعون في الفخ يكتشفون أنهم كانوا ضحايا بعض النصابين، الذين يستغلون حاجتهم للعمل أو رغبتهم في جني الأموال بأقل مجهود، وتكون الخسائر كبيرة، ولذلك نحذر من خلال هذا التحقيق من الوقوع في فخ النصب بحجة جني الدولارات..
جني الدولارات
في البداية ينتشرالعديد من الشخصيات في بعض الجروبات وصفحات الفيس بوك يدعون أنهم ربحوا من أحد المواقع بعض الدولارات في يوم واحد، وأحدهم كتب" يا جماعة معايا شغل كويس السحب يومي ممكن تسحب من 20 دولار في اليوم، اللي عايز يجرب يكلمني"، وهي نفس الصيغة التي يكتبها العديد من الشباب في صفحات أخرى.
وعند طلب معرفة التفاصيل من هذا الشخص يرسل لينك موقع ويطلب الدخول عليه والتسجيل فيه، ثم إرسال صورة التسجيل له من أجل إعطاء اسم حساب التلجرام الذي من المفترض أن يمنح الدولارات.
وبالدخول على هذا الموقع يطلب رقم هاتف وبعض البيانات الشخصية، وبعد تنفيذ كل الخطوات يدعي القائمون عليه أنه موقع مراهنات على مباريات كرة القدم، وأنه مثل شبكة التسويق الشبكي، من يضم بعض الأشخاص الآخرين يكسب من وراءهم دولارا، ومن يتوقع بشكل صحيح يكسب 6 دولارات، ويصبح لدى المستخدم محفظة على الموقع، يراهن من خلال رصيده على الفريق الذي يختاره.
وهناك من تعرض للنصب بسبب مثل هذا الموقع، ورفض ذكر اسمه، وأكد أن المسألة كلها في إدمان الرهان، وهذا ما حدث معي، وبعد أن انتهى رصيدي في المحفظة على الموقع، بدأت أضخ بعض الأموال من جيبي، وخسرت في النهاية، واكتشفت مثل غيري أن الحكاية كلها وهم.
" هل تعلم أنه إذا كان لديك حساب Gmail، يمكنك كسب ما يصل إلى 2500 دولار في اليوم دون إرسال أموال إلى أي شخص".. هذه صيغة أخرى لمثل تلك الإعلانات التي تنبئ بالثراء، ولكن بتتبع اللينك الذي يرسله مروج الإعلان يتضح أنه خاص بعملات مشفرة مجهولة.
اكسب الآلاف بـ Refresh
" اعمل Refresh وانقر على الإعلان وتكسب الآلاف في الشهر".. هذه صيغة إعلان لشركة متخصصة في الإعلانات online، وهي واحدة من الشركات المنتشرة والتي توهم الشباب بالآلاف شهريا بمهمة واحدة فقط الدخول على صفحات الإعلانات التي ينشرها الموقع..
إحدى الشركات تعرف نفسها بأنها وكالة إعلانات Online الغرض منها هو الربط بين المعلن والمشاهد عن طريق الموقع الرسمي للشركة، والمشاهد يتربح من مشاهدة الإعلان في المنزل بدون أي مدفوعات مقدمة من المشاهد.
أما عن كيفية الربح من الموقع يكون عن طريق إنشاء حساب على الموقع الرسمي ثم الضغط على صفحة الإعلانات (view ads) ثم على ابدأ الآن(Start now)، وترك صفحة الربح مفتوحة دائما، ويضيف المسئول عن الموقع" ستزداد أرباحك مع مرور الوقت بمعدل متغير يرجع معاملات كثيرة منها كثرة مشاهدة الإعلانات أو الضغط عليها لاكتشافها أو وقت التواجد فكلما زادوا كلما زادت نسبة أرباحك في الساعة، وكل ما عليك للحصول على المال الذي ربحته من خلال صفحة الربح من الإعلانات هو عمل طلب بسحب المال من خلال زر (withdraw)، ولا يمكنك سحب مبلغ أقل من ألف جنيه مصري، ويوم 29 من كل شهر يتم قبول أو رفض طلبات السحب المالي وتحويل الأموال عن طريق وسائل الدفع، ويكون الدفع عن طريق البريد المصري أو التحويل البنكي أو" paypal"، وأكدت الشركة بأنها تستفيد من وراء ذلك بالحصول على 10% من نسبة الأرباح.
ولكن ما يحدث هو أنه عندما ينشئ أحد الأشخاص حسابه على موقع الشركة، ويجمع النقاط التي من المفترض تحويلها إلى أموال، يجد أن النقاط اختفت، ويبدأ العد من البداية مرة أخرى، ووقتها يدعي القائمون على الموقع بأن هناك نظاما جديدا، وأن تحويل النقاط إلى أموال يكون عن طريق النقر المستمر على زر" Get money"، ولكن بالنقر عليه لا يحدث شيء، كما أن عداد الأموال يزيد بمعدل مليم واحد فقط لكل نقرة على الإعلان.
وعندما يأتي يوم 29 في الشهروهو موعد قبول طلبات السحب المالي لا يتم إرسال المبلغ، حسب تأكيد العديد ممن تعاملوا مع هذا الموقع، وكتب القائمون على الصفحة " بالنسبة للأعضاء اللي فلوسها أتأخرت من الشهر اللي فات لحد دلوقتي ياريت حضرتك تشوف كنت بتعمل ايه غلط قبل ما تتكلم وتهاجم وغالبا حساب حضرتك اتعمله ban يعني أي عملية سحب مفيش رد هيظهر عليها، ومبدئيا مفيش توضيح للأخطاء حفاظا على آلية الحماية وعدم اختراقها".
وبعد فترة تم إلغاء حسابات العديد من الشباب الذين عملوا كل هذه الفترة معهم، لتبدأ الشركة في البحث عن شباب آخرين ينصبون عليهم.
هجمات الكترونية
ويؤكد المهندس ياسر حاتم- خبير أمن المعلومات- أن مثل تلك المواقع تستغل أجهزة الشباب الذين يدخلون على الموقع من أجل تعدين العملات الرقمية أو النصب، ويقول: ما يحدث هو أن هذه المواقع تستغل دخول الشباب على الموقع والنقر على الإعلان ومن ثم إرسال فيروس أو أكواد برمجية أو القيام بهجمات الكترونية، وتستخدم برامج تجبر أجهزة الكمبيوتر المصابة على تعدين عملات رقمية بالنيابة عن المتسللين، وقد زادت هذه الهجمات خلال الفترة الأخيرة مع ارتفاع حجم تجارة عملة بيتكوين وعملات معدنية أخرى، فهذه العملة يمكن الحصول عليها مجانا من خلال معادلات حسابية معقدة والكمبيوتر هو الذي يقوم بها، ولذلك هذه المواقع تستخدم أجهزة عديدة من أجل هذا الهدف، وقد اكتشف الباحثون المختصون في مجال الأمن لدى شركة "كرودسترايك" للأمن السيبراني في كاليفورنيا، برنامجا ضارا جديدا أطلقوا عليه اسم "وانا ماين"، ويخترق هذا البرنامج الخبيث الأجهزة لاستغلال قدراتها الحاسوبية بهدف التنقيب عن العملات الرقمية، فيجب على الشباب الابتعاد عن مثل هذه المواقع.
تحب تكون مليونير؟!
" وظائف شاغرة برواتب مغرية والعمل من المنزل براتب يتراوح بين 1000- 3000 دولار أسبوعيا!".. هذا ملخص أحد الإعلانات التي تنتشر وتساعدك على أن تصبح مليونيرا في فترة قصيرة، ولكن الحقيقة أن هذا الكلام نصب في نصب..
فالإعلان يتحدث عن شركة أمريكية دفعت مرتبات لموظفيها تزيد عن 12مليون دولار، ومؤمنة بعدة أنظمة أمنية، وإنك ممكن تعمل مع الشركة لمدة ثلاث ساعات يوميا، وتكون أرباحك أسبوعيا ألف دولار، والأرباح تصلك في حسابك البنكي أو أي طريقة مصرفية أخرى، والعمل في الشركة يكون عن طريق تقديم طلب توظيف برابط يتضمنه الإعلان، والإطلاع على الفيديوهات الموجودة بالرابط، ثم تمنحك الشركة مدرب خاص يقوم بتدريبك يوميا Online، وبعد ذلك تحصل على كلمة مرور خاص بك مثل كل موظفي الشركة، والعمل كموظف وتشاهد أرباحك، والعمل هو بيع منتجات معينة عبر الانترنت.
والخطوة الأولى هي مشاهدة الفيديوهات، ولكن هنا النصب، حيث إن من يريد مشاهدة الفيديوهات عليه أن يحوّل 49 دولارا من أجل فتح رابط الفيديوهات، وهناك من دفع المبلغ بالفعل، ولكن هناك من يشكو من أنه عند الوصول للفيديو السادس تطلب منه الشركة دفع ألفين دولار من أجل استكمال المشاهدة، أو تدفع 500 دولار على أربع دفعات، وواضح أن كثيرين وقعوا في هذا الفخ.
مشروعك عندي
هناك العديد من الأشخاص يعرضون خدماتهم لمساعدة الشباب بتشغيل أموالهم، وينشرون بوستات بعناوين مثل" هات الفلوس أشغلهالك"، أو" مشروعك عندي"، أو من يؤكد أن لديه فكرة مشروع لن تحتاج إلى أي مجهود وسوف يحقق أرباح كبيرة قد تصل إلى 3500 جنيه أرباح شهرية لرأس مال 10 ألاف جنيه، وكلما زاد رأس المال زادت الأرباح، ويحدث تفاعل على ذلك، وهناك من يطلب التفاصيل وكيفية دفع المبلغ.
هناك العديد من الحكايات حول عمليات النصب التي تعرضها لها البعض بحجة توظيف الأموال، ومنها أحد الأفراد الذي أكد أنه كان مسافرا إلى دولة خليجية، ووجد من يقول إنه يعمل في العقارات، ومن يريد تشغيل أمواله يستطيع أن يقوم بتشغيلها في مكتبه، وتواصل معه وردد عليه نفس الجملة المكررة" هات فلوسك اشغلهالك"، وبعد أن تأكد من أنه لديه مكتب بالفعل أرسل إليه تحويشة عمره حوالي 200 ألف جنيه، وبعد فترة أكد له أن أمواله وصلت إلى 377 ألف جنيه بعد حساب الأرباح، ولكن بعد عودته بعد 3 سنوات اكتشف أن كل ذلك كذب، وأن هذا الشخص يعمل في توظيف الأموال ويجمع الأموال من أكثر من شخص، واكتشف أنه تعرض لعملية نصب.
شخص آخر وجد من يكتب في أحد الجروبات أنه يتاجر في العديد من المنتجات، ويحقق أرباح كبيرة، ويستطيع تشغيل أي أموال وتحقيق مكاسب كبيرة، وتواصل معه هذا الشخص، وبالفعل دفع الأموال له بعد مقابلته هو وبعض الشباب الآخرين، ومنهم شباب كان في حاجة إلى أموال من أجل الزواج، ولكي يطمئنهم قابلهم في منزله، وكان هناك تواصل مستمر بينهم إلى أن جاء وقت دفع الأرباح، ووجدوا أن تليفونه مغلق، وذهبوا إلى منزله ولم يجدوه، واكتشفوا أن الشقة إيجار جديد وتركها، وعندما ذهبوا لتقديم بلاغ ضده اكتشفوا أنه نصاب كبير وعليه العديد من الأحكام.
ويؤكد د. إيهاب يوسف- خبير إدارة المخاطر الأمنية- أن العديد من الجرائم ترتكب عبر الانترنت، ومن تلك الجرائم جمع الأموال بحجة توظيفها، ويضيف أن تكرار جرائم النصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بحجة استثمارها والحصول على أرباح شهرية يعود إلى عدم وجود رؤية لاستثمار نقودهم بمشاريع خاصة بهم، وعجزهم عن إدارتها، بالإضافة إلى الخوف من الفشل في إقامة تلك المشروعات وخسارة ثرواتهم بها، مما يدفعهم لاستسهال إيداع النقود لدى شخص يعدهم بأرباح شهرية كبيرة، مع الحق في استرداد أصل المال في أي وقت يرغب به صاحبه، ولكنهم يكتشفون بعد ذلك أنهم وقعوا في فخ النصب، ولا يتعلم أحد من الجرائم وعمليات النصب السابقة ويقعون في نفس الفخ، ويضيف قائلا: دائما نحذر من التعامل في الأمور المالية عبر الانترنت، بجانب عدم تقديم أي بيانات شخصية أو مالية لأي شخص لا نعرفه، فيجب اتخاذ كل الإجراءات التي تمنع الوقوع في أي نصب.