تفنن المصريون في صنع عدة منتجات من الفول، والذي عرفته مصر منذ عصر الأسرات الأولي، وكان اسمه "أوريت، وأور، وأروي، وفور"، ولعل الاسم العربي مُشتق منها، فلو قلبت الراء لاما، لاتضح ذلك، كما ورد الفول في القبطية باسم (فاباو ، وأروو)، كما تُظهر مقبرة الوزير رخمي رع بطيبة من الأسرة الثانية عشر تعامل مع الفول بعد زراعته.
موضوعات مقترحة
ويبقى الفول من أهم الأغذية التي يُقبل عليها المصريون، وعُرف الفول المصري بجودته على مر التاريخ، فقد ذُكر في الأديان السماوية، وقد أقبل عليه العالم لجودته ومذاقه الشهي، حيث كان يمتاز الفول المصري بأنه صغير الحجم وشهى المذاق خلاف الفول الأوروبي، وقد كان يتم تصديره لكافة أنحاء العالم لجودته، كما كانت زراعته كثيفة واسعة الانتشار في كافة الأقاليم.
ونشرت الصفحة الرسمية لسفارة اليابان في مصر، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بيانًا للإشادة بالفول المصري ومنتجاته.
وتنشر "بوابة الأهرام" أهم المنتجات والأطعمة التي تفنن المصريون في صنعها من خلال الفول، منها الفول المحمص الذي كان يوضع في الفرن البلدي، والطعمية حيث تشير النقوش الفرعونية، إن الطعمية اختراع مصري قديم، حيث نشاهد أربعة فطائر امتزجت عجينتها بالفول، في حوض به ماء.
وتقول النصوص الهيروغليفية:"خبز أرغفة يوميًا للآله آمون والآلهة التابعين له"، ويلاحظ أن العجينة أُخذت من الحوض، وقُطعت أجزاء في هيئة أقماع، ثم تمت دحرجتها على لوح، مع إعطائها شكل نهائي باليد؛ والدليل على ذلك وجود فرن في النقوش، وكانت هذه الأرغفة أول دليل على اختراع المصريين لقرص الطعمية.
ويؤكد وليم نظير في دراسته عن تاريخ النباتات المصرية عبر التاريخ، أن البصارة كانت تُصنع من الفول، واسمها بالقبطية "بسي أورو أى" فول مطبوخ، كما يعمل منه "الفول النابت".
أما "الفول المدمس" فكلمة ليست عربية، وهو طعام مُحبب لدى المصريين، و"مدمس" يعنى الفول المدفون، ومعنى مدفون مُشتق من "تمس" بالقبطية، أي يُدفن، فهي بالمصرية القديمة "سماتا" أي يتحد بالأرض، تعبيرا عن الدفن.
وأظهر كتاب أبلة نظيرة للطهي، والذي تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات منه، عددا من الأطعمة منها الطعمية، وهى تتكون من ربع قدح من الفول المدشوش، وعدد بصلتان متوسطان، قليل من البقدونس والشبت والبصل الأخضر وسمسم وملح وكمون وكسبرة وشطة، وزيت كاف للقلى، مع ربع أو نصف رأس ثوم، وذرة من كربونات الصوديوم.
يُنظف الفول ويُنقع فى مدة 12 ساعة، وقد يُستعمل الفول النابت وتخلط جميع المقادي، وتفرى بمفراة اللحم الناعمة مرتين، وقد يتم دقها إذا احتاج الأمر.
أما البصارة فتتكون من ربع قدح فول مدشوش، بصلتان، كرفس ونعناع أخضر، ومعلقة ملوخية ناشفة، كذلك بصارة اللحم المفرى، حيث يتم عملها بالسمن، بالإضافة لطعام الفول المدمس، والفول المدمس بالبيض، كامخ الفول المدمس، الفول المدمس بالطماطم، الفول المدمس بالتقلية، الفول المدمس بالعصاج.
أما الفول النابت، فيُترك في الماء لمدة ثلاثة أيام، مع تغيير الماء مرتين في اليوم، ويُغطى بقطعة قماش مبللة مدة 12 ساعة، ويُغسل الفول النابت ويُسلق في ماء مغلي مع بصلة صغيرة وعصير ليمون حتى ينضج، وهناك الفول النابت المقلي، والذي قد تُضاف له معلقة أرز قبل تمام نضجه، ويتم تقشير الفول ويفرى البصل ناعما ويتم تحميره فى الزيت وتضاف إليه الثوم والكسبرة، وتضاف الطماطم، ثم يتم وضع الفول، ويُضاف مقدار من الماء ويُغطى الإناء.
وهناك ثريد الفول النابت، ويقول كتاب الطهي عن ثريد الفول:"يُقطع الخبز ويصب عليه الحساء، ويُغطى توضع طبقة من الثريد وآخر من الفول الناضج في صحن ويفرى قليل من الثوم ويُحمر في السمن ثم يضاف إليه قليل من الخل ويترك على النار قليلا ، وتُقدم ساخنة.
وهناك الفولية، وملوخية الفول النابت، ، بالإضافة لكامخ الفول مع الطحينة المحوج وغيرها من الأطعمة المرتبطة بالفول.
إعجاب ياباني بالفول المصري