Close ad

الامتنان.. هل تجيده!

11-8-2022 | 12:57

قضايا العنف المجتمعي لا حصر لها؛ سواء كان عنفًا أسريًا، في الحياة العامة أو عنف السوشيال ميديا.
 
هذا الإيذاء الذي يوجهه البعض تجاه آخرين، في صورة ضرب أو سب، والأكثر انتشارًا مؤخرًا التنمر الذي يبدو سهلًا على لسان وعقل المتنمر، وقاسيًا وجارحًا على كل متنمر به.
 
لكن مهما كان هذا الأسلوب سهلًا وأحيانًا يأتي بلا وعي، إلا إن هناك نوعًا ثانيًا أكثر سهولة، لا يشعر معه صاحبه أنه أقدم على أي فعل، والحقيقة هي أن إيذاءه هذا للآخرين يتمثل في عدم فعل أي شيء.
 
هذا هو الإيذاء غير المباشر، ويتمثل في عدم فعل ما كان يجب أن تفعله، عدم شكر من قدم لك أي خدمة أو هدية أو مجاملة.. عدم الاعتذار عن أي خطأ عفوي.. عدم الرد على رسالة اطمئنان شخصية.. عدم الاعتراف بعمل قمت أنت به أو فكرة أنت صاحبها، وبمعنى أصح عدم إعطاء كل ذي حق حقه.
 
أما أكثر أنواع الإيذاء السلبي تأثيرًا فهي عدم الامتنان، فالامتنان يجمع بين كل الأشكال السابقة من شكر على موقف واعتراف بجميل، وغيرها من أشكال الإحساس بفضل الغير والتعبير عنه.
 
الامتنان هو الرغبة في الثناء على معروف قدمه لك الغير، والامتنان ليس مجرد فعل، بقدر ما هو شعور بعاطفة إيجابية تؤثر على جميع الأطراف بشكل جيد.
 
كما يؤكد علم النفس أن الامتنان عاطفة اجتماعية تشير لإدراكك الإيجابي للأشياء التي فعلها من أجلك الآخرون، وهي عاطفة يتم استحضارها غالبًا عندما تتلقى فوائد مكلفة وغير متوقعة.
 
ولتعرف قدر امتنانك لما حولك من أشخاص والأشياء ومواقف، تخيل لدقائق بسيطة أنك استيقظت في أحد الأيام واكتشفت اختفاءً نهائيًا لشخص، أو شيء أو عمل، اعتدت على وجوده في حياتك، وتصور حياتك بدونه.
 
هنا ستدرك قيمة خدمة، حب، اهتمام، دخل وأشياء كثيرة لا حصر لها، الشعور بالفقد هو أقوى محفز للامتنان، لكنه يأتي بعد فوات الأوان، لذا لما لا تفكر بتأنٍ في كم النعم التي تستفيد بها دون أن تقدرها أو تعبر عن سعادتك بها حتى وإن اعتدت عليها.
 
كفانا إيذاءً لأنفسنا ولغيرنا، فللامتنان أثر إيجابي سريع المفعول على صاحب الفضل، وعليك قبله، فلنرفق بأنفسنا وبالآخرين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: