ضرب وباء الحمى القلاعية بصمت مخيف عددا من قرى ونجوع البحيرة وأثار الذعر لسرعة انتشار أنواع جديدة من الفيروسات والأوبئة بين الماشية تسببت فى نفوق العشرات من صغار الجاموس والأبقار والعجول والمئات من حالات الإصابة وتعرض المربون والفلاحون لخسائر زادت من معاناتهم رغم تأكيدات الطب البيطرى بأن الحالة هادئة ومستقرة بعد تنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية ناهيك عن صور الإهمال فى التعامل مع الحيوانات النافقة التى تلقى على جانبى الطرق بعشوائية مطلقة ما ينذر بانتشار التلوث والأمراض.
موضوعات مقترحة
قال عبد المنصف حلاويس من مربى الماشية إن هناك مخاوف تسيطر على المواطنين والفلاحين نتيجة تزايد حالات نفوق الماشية فى بعض المزارع خلال الأيام الماضية وعلى رأسها قرية اللوية بمركز المحمودية حيث اشتدت ضرواتها خلال الأسبوعين الماضيين وأنه خسر حتى نهاية يوليو الماضى 9 رؤوس ماشية خلال ثلاثة أيام فقط تقدر بنحو 130 ألف جنيه مضيفا المشكلة الكبرى أن باقى الرؤوس مهددة بالنفوق فى أى لحظة وهى مصدر رزقنا الوحيد والأساسى وكل ما نملك من حطام الدنيا لافتا أنه بالفعل أعطى التحصينات اللازمة قبل أن تصيبها الوباء لكن لا ندرى ما الذى يحدث لحيواتنا يؤدى للنفوق.
وأشار الشحات سرور صاحب حظيرة ماشية بعزبة الشيخ زغلول إلى أن المرض أتى على نصف ثروته الحيوانية حيث تسبب فى نفوق 8 رؤوس خلال الشهر الأخير مما عرضه لخسائر فادحة بعد فشله فى احتواء الموقف والسيطرة على كابوس المرض، متهمًا المسئولين بإهمال التطعيمات وتجاهلهم تفاقم المرض خلال الأسابيع القليلة الماضية الأمر الذى تسبب فى انتشار المرض وأدى لتحويله لوباء مطالبا بتقديم تحصينات فعالة قبل تفشى المرض لأن تحصين الماشية ضد الأمراض هو حائط الصد الأول للوقاية منها.
فى الوقت نفسه طالب المهندس محمود عقيلة زيدان أمين العمال والفلاحين بحزب مستقبل وطن بالبحيرة بإصدار قرار عاجل بحظر نقل أى مواشى من وإلى المحافظات وإيقاف حركة أسواق المواشى لفترة مؤقتة تنهتى مع انتهاء الموجة الحالية مع أهمية رش مقالب القمامة وتجميعها خاصة فى ظل انتشار المرض من خلال الهواء داعيا كافة وسائل الإعلام بالإهتمام بهذه القضية وإلقاء الضوء عليها عبر حملات يومية مكثفة لتوعية الفلاحين بأهمية تحصين مواشيهم.
وحذر محمود عقيلة من انتشار المرض المعدى الذى يهدد ثروتنا الحيوانية ويؤثر على كميات الألبان ومنتجاتها الموجودة فى الأسواق مطالبا بسرعة التدخل للحفاظ على الماشية مع ضرورة تصنيع لقاح محلى بمعهد انتاج اللقاح لسرعة معالجة الفيروسات كما طالب الفلاحين بالتأمين على ماشيتهم وضرورة التخلص من الحيوانات النافقة نتيجة الإصابة بالمرض بطريقة آمنة من خلال الحرق أو الدفن وليس من خلال إلقائها فى الطرق والترع والمصارف كما هو الحال فى معظم القرى مما يتسبب فى نشر العدوى إلى جانب ضرورة اتباع الشفافية فى التعامل مع مثل هذه الحالات ولا ينفع التعتيم على المرض مناديا بتحصين الماشية فى الوحدات البيطرية الرسمية وعزل الحالات المريضة مع تطهير الحظائر وتهويتها باستمرار والتأكد من اتباع إجراءات السلامة عند تحصين الماشية وتكثيف جهود جميع المسئولين لزيادة قدرة الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى توفير اللقاحات الجديدة لمحاصرة الأمراض من المتحورات المستجدة.
وكشف نبيل مخيمر تاجر ماشية أن بعض المربين يضطرون لذبح ماشيتهم وبيعها بربع ثمنها قبل نفوقها لتقليص حجم الخسائر الكبيرة التى تحق بهم منوها إلى أن خطورة انتشار الحمى القلاعية وغيرها من الأوبئة تكمن فى أن المواشى المصابة بالمرض تباع مذبوحة أو مريضة لبعض الجزارين معدومى الضمير الذين يطرحونها فى الأسواق ويستغلون جهل المستهلك بمعرفة المواصفات الصحية للحوم لذلك ينبغى تكثيف عمليات الرقابة على الأسواق.
من ناحيتها أكدت الدكتورة صفاء غربال مدير عام إدارة الوقاية بمديرية الطب البيطرى بالبحيرة أن حملة موسعة بدأتها المديرية بشأن عمليات تحصين المواشى بلقاح الحمى القلاعية والوادى المتصدع التى تتم عن طريق مجموعات عمل للمتابعة الدقيقة من خلال اللجان البيطرية والتطعيمات اليومية فى جميع مراكز وقرى ونجوع المحافظة لمحاصرة المرض وسط تضافر الجهود من جميع الإدارات البيطرية لتوفير أفضل خدمة للمربين والفلاحين ومنتجى الثروة الحيوانية لافتة إلى أنها تنتقل بشكل دائم مع هذه الفرق وعلى رأس بعض اللجان الموسعة فى معظم قرى ونجوع المحافظة حيث يتم سحب عينات لإجراء التحاليل العلاجية اللازمة بالمعمل المركزى ورفع التقارير أول بأول للجهات المعنية حماية للثروة الحيوانية.
وأشارت إلى أنه منذ بداية الحملة القومية يتم تحصين الحيوانات من منزل لمنزل بأنحاء المحافظة ومن مزرعة لأخرى موضحة أنه تحصين نحو 253 ألف رأس ضد المرض حتى الآن لافتة إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات لتلقى أى شكاوى من المواطنين عن وجود حالات مصابة وتنظيم حملات يومية حفاظا على الثروة الحيوانية من أخطاء الأوبئة.
وأوضح الدكتور محمد الجارحى مدير عام صندوق التأمين على الثروة الحيوانية بالبحيرة المتحدث الرسمى باسم مديرة الطب البيطرى بالمحافظة أن الحمى القلاعية تراجعت بشكل لافت بالمحافظة مقارنة بالأيام الماضية التى شهدت بعض الحالات المصابة والبحيرة الآن تكاد تكون شبه خالية تقريبا من أى أمراض وهذا الانخفاض نتيجة تكثيف الندوات التوعوية والتثقيفية للمزارعين والمربين والتحصينات التى تتم بشكل دائم.
ويهيب الجارحى بالمربين والفلاحين الإلتزام بكافة التعليمات والإرشادات وتقديم ماشيتهم للجان التحصين وفرق التطعيمات البيطرية التى تتواجد بمدن وقرى وكفور المحافظة وحسن التعاون معهم لأهمية ذلك وقاية من الأمراض الوبائية لتوفير متطلبات الشعب المصرى من اللحوم الحمراء والألبان ومشتقاتها وبهدف إثراء الاقتصاد القومى المصرى.
وبدوره أشار الدكتور وهدان السيد مدير الإدارة العامة للأزمات والكوارث والحد من المخاطر بديوان عام محافظة البحيرة إلى أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة أى احتمالات وتلقى بلاغات المواطنين وفحص جميع حالات الاشتباه من خلال غرف عمليات ولجان متابعة تعمل على مدار اليوم بمختلف القرى والنجوع.
وناشد وهدان السيد مربى المواشى الاهتمام بعملية نظافة الحظائر برش الجير الحى فى العنابر ووضع كربونات الصوديوم فى مياه شرب الحيوانات لافتا إلى أن محافظ البحيرة اللواء هشام آمنة كلف مسئولى المحليات بالدفن الصحى للحيوانات النافقة إن وجدت منعا لانتشار المرض مع عرض تقرير يومى على المحافظ بصفة شخصية عن الحالة العامة للثروة الحيوانية وتحديد وجود إصابات من عدمه.