راديو الاهرام

«مستقبلك مش بمجموعك».. نتيجة الثانوية تنسف عنصرية القمة والقاع.. وخبراء: «الطموحات تسبق الدرجات»

7-8-2022 | 18:51
;مستقبلك مش بمجموعك; نتيجة الثانوية تنسف عنصرية القمة والقاع وخبراء ;الطموحات تسبق الدرجات;الثانوية العامة
إيمان فكري

يظن الكثير أن نتيجة الثانوية العامة هي نهاية العالم، وأن التفوق فيها والالتحاق بواحدة من كليات القمة هو نهاية النجاح، بسبب المعتقدات التي تغلغلت وسادت في الأذهان لعقود طويلة عنوانها "كليات القمة"، فتتحطم الأعصاب والأحلام بالنسبة للكثير من الطلاب الذين لم يحصلوا على المجموع المطلوب للوصول لكلية القمة التي يحلمون بها، على الرغم من أن الواقع يؤكد أن الثانوية العامة ليست آخر المطاف، فهي مجرد مرحلة انتقالية تساهم فقط في رسم ملامح المستقبل، فهناك الكثير من المشاهير ورموز المجتمع والعلماء لم يحالفهم الحظ في الحصول على مجموع عالي في الثانوية، إلا أنهم تمكنوا من إثبات ذاتهم وتحقيق مكانه خاصة في المجتمع ومنهم من حصل على جوائز نوبل.

موضوعات مقترحة

وأعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نتيجة الثانوية العامة، خلال مؤتمر صحفي بالأمس، ومع ظهور نتيجة الثانوية العامة، لم يجدوا بعض الطلاب المجموع الذي طالما حلموا به ورسموا أحلاما عليه، وانصدموا بالمجاميع الصغيرة التي خابت توقعاتهم، ما أصابهم بحالة من الإحباط واليأس.

وتستعرض "بوابة الأهرام" في السطور التالية مقترحات الأطباء النفسيين والتربويين لتقبل الأسر والطلاب المجاميع التي حصلوا عليها، وفتح صفحة جديدة لمستقبل جديد بعيدًا عن الإحباط واليأس، والذين أكدوا أن الثانوية العامة ليست نهاية الدنيا ولا مقياس النجاح الحقيقي في الحياة، ولكن النجاح الحقيقي يبدأ بعد تحقيق الذات وممارسة العمل والتمييز فيما نحب أن نعمل.

نتيجة الثانوية تنهي وهم كليات القمة

الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي، يؤكد أن الثانوية العامة هي مجرد خطوة في رحلة تعليمية طويلة، ومن لم يحالفه الحظ في الحصول على نتيجة مرضية لا يعني أن يصاب بالإحباط، حيث إنها قد تكون البداية التي تضعك على الطريق الصحيح، لتكتشف نفسك وتثبت ذاتك ويمكن أن تصل لمكانة كبيرة في المجتمع بالمجموع البسيط.

وتكمن مشكلة المجتمع الحقيقية فيما ترسب في العقول من قديم الزمان بشأن السعي وراء كليات القمة، الطب والهندسة والألسن واقتصاد وعلوم سياسية، وهو موروث ثقافي ينتقل من جيل لآخر، وأصبحت الثانوية العامة فترة عمرية مليئة بالخوف والقلق وادخار الأموال في الدروس الخصوصية سعيا للدخول لكليات القمة، لأنها طريق الأمان في المستقبل بالنسبة للمجتمع.

 ولكن مع التطور الهائل في كافة المجالات والتطور التكنولوجي، أظهر احتياجات إلى جانب الطب والهندسة، لأنها تخصصات بات يتطلبها سوق العمل، والتعليم يرتبط ارتباط شديد بسوق العمل، لذا يؤكد الخبير التربوي، أنه لابد على الطلاب عدم التطلع لكليات القمة لمجرد تلبية رغبة الأهل، بل إنه يجب أن يختار الكلية التي يجد نفسه فيها، وتوفر له فرصة عمل بعد التخرج.

انتهاء عصر التفوق الوهمي

 ويوضح أن النتائج المرتفعة في السنوات الماضية لم تكن تعبر عن المستوى الحقيقي للطلاب، حيث إنها كانت تعتمد على الحفظ والتلقين، ولكن في نظام الثانوية الجديد التي بدأ تطبيقه من العام الماضي، بات المجموع يعبر عن مستواهم الحقيقي لأن الطالب الذي ترك الحفظ والتلقين واعتمد على الفهم والإدراك هو فقط من تمكن من الإجابة في الامتحانات.

 والانخفاض الملحوظ في مؤشرات نتيجة الثانوية العامة، سيخرج لنا طلاب قادرون على التفكير ويمتلكون قدرات عقلية، لينتهي عصر التفوق الوهمي الذي كان الطلاب يحصلون فيها على مجاميع مرتفعة، وعلى أساسها يتم رفع الحد الأدنى للالتحاق بكليات القمة، حيث تغير الموازين وقواعد الحفظ والتفوق الوهمي، لخلق تفوق حقيقي بين الطلاب بعيدا عن أسئلة الكتاب المدرسي وأسئلة الدروس الخصوصية التي ساهمت من قبل في خلق تفوق وهمي معتمد على الحفظ والتلقين لدى الطلاب.

ثقافة مجاميع الـ 100%

ويشير أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، إلى أن الثانوية العامة أصبحت تعتمد على إظهار التفوق الحقيقي لكل طالب وقدراته العقلية، كما لفت الخبراء إلى أنّ التوقعات بانخفاض الحد الأدنى للكليات، دليل على المستويات الحقيقية للطلاب، ووجود امتحانات اهتمت بمدى فهم الطالب لمخرجات التعلم، فنظام التعليم الجديد يلغي ثقافة مجاميع الـ 100%.

نصائح لطلاب الثانوية العامة بعد النتيجة

وقدم الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، بعض النصائح للطلاب الذين لم يحصلوا على مجموع كبير في الثانوية العامة لتجاوز هذه المرحلة بكل ما فيها وبدء مرحلة جديدة؛ حيث طالب من الطلاب بتسليم أمرهم لله والاقتناع بأنهم قاموا بدورهم بالكامل وحققوا ما طلبوا منه دون تقصير والنتيجة هي توفيق من الله.

ويضيف استشاري الصحة النفسية، أن الطلاب الحاصلين على مجاميع صغيرة قد ينتظرهم في المستقبل حياة أفضل بكثير من غيرهم وقد يدرسون في مجال يظهرون في قدراتهم ويحققون وقتها الكثير من الإنجازات، فالنجاح يظهر في ما بعد الثانوية ولابد أن يعتبر هذه المرحلة مؤقتة ومرت بكل ما فيها.

مواصلة النجاح

ويؤكد ضرورة عدم عتاب الطلاب أو لومهم على المجاميع الحاصلين عليها هذا العام، ويجب أن يعبروا عن فخرهم بأولادهم مهما كانت النتيجة، فاللوم والعتاب لا يزيد من المجموع بل يحبط الأولاد ويجب في هذا الوقت تحفيزهم على مواصلة التعلم وتنفيذ أحلامهم في المستقبل، واحتوائهم ومساعدتهم في التخطيط للمستقبل والسفر لقضاء وقت ترفيهي للخروج من الأجواء الماضية.

كما يوضح أنه ينبغي على الطلاب في الفترة القادمة دراسة قدراتهم لمعرفة الكليات التي تلائمهم للإبداع فيها وتحقيق الذات وعمل الإنجازات في المجالات الأخرى، لكي يعمل في وظيفة يستطيع الإبداع فيها أيضًا والشعور بالفخر النفسي، ولابد من متابعة نظام غذائي صحي لأن العناصر التي ستدخل الجسم تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية مثل السعادة والغضب، وهم في أشد الوقت للشعور بالراحة النفسية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: