Close ad

بمشاركة 34 عرضًا وتكريم 10 قامات وإصدار 12 كتابًا.. مهرجان المسرح القومي يواصل رحلة التنوير

3-8-2022 | 20:41
بمشاركة  عرضًا وتكريم  قامات وإصدار  كتابًا مهرجان المسرح القومي يواصل رحلة التنويرمن العرض المسرحي
أحمد أمين عرفات
الأهرام العربي نقلاً عن

تحت عنوان "المخرج المسرحي المصري" يواصل المهرجان القومي للمسرح فعاليات دورته الخامسة عشرة، التى بدأت مع حفل الافتتاح الذى أقيم مساء الأحد الماضى 24 يوليو على المسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، ولفيف من أهل الفن والثقافة والإعلام، وحمل عرض الافتتاح عنوان "يا عزيز عيني" إخراج عصام السيد وبطولة محمد فهيم وابتهال الصريطى، وهو مأخوذ عن كتاب "عزيز عيد.. طائر الفن المحترق" تأليف الفنانة صفاء الطوخى، نظرا لأن هذه الدورة مهداة لروح الفنان الراحل عزيز عيد.

موضوعات مقترحة
المهرجان ينتهى فى 8 أغسطس المقبل، ويترأسه الفنان يوسف إسماعيل، يشهد مشاركة أفضل العروض المسرحية من مختلف الجهات سواء التابعة للدولة أم الخاصة والحرة، التى تم إنتاجها هذا العام، وتسعى لنشر رسالة "أبو الفنون"، فى منافسة الهدف منها تحفيز الفرق المسرحية على تقديم أفضل ما لديها وتطوير عروضها.

يشارك فى هذا الدورة 34 عرضا مسرحيا منها 5 عروض للبيت الفنى للمسرح، و5 عروض أخرى تنافس بها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعرضان لصندوق التنمية الثقافية، وعرضان لمركز الهناجر للفنون، وعرضان للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، كما تشارك كل من دار الأوبرا والمعهد العالى للفنون المسرحية ووزارة الشباب بعرضين، علاوة على 5 عروض للفرق المستقلة والحرة، كما تشارك فرق الهواة والنقابات الفنية ومنظمات المجتمع المدنى بعرضين والمسرح الجامعى بعرضين والمسرح الخاص بعرض واحد، فى حين تشارك البنوك والشركات والمسرح العمالى بعرضين.
وشكلت إدارة المهرجان لجنة تحكيم لاختيار أفضل هذه العروض ومنحها الجوائز، برئاسة الفنان القدير محمود الحديني، وتضم فى عضويتها كلا من الفنان كمال أبورية والناقد عبد الرازق حسين والمخرج حسن الوزير، والدكتور محمد سعد والفنانة رجوى حامد والموسيقار محمد سعد باشا.
يشاهد الجمهور مختلف العروض مجانا، على المسارح التالية "العرائس، الغد، الشباب (العائم الصغير)، أوبرا ملك، البالون، مركز الهناجر، السلام، النهار، متروبول، الجمهورية، مركز الإبداع، وزارة الشباب والرياضة، المعهد العالى للفنون المسرحية".
من أهم فاعليات المهرجان أيضا الورش الفنية، حيث يقدم المهرجان فى دورته هذا العام 3 ورش، هى ورشة الإخراج المسرحى ويشرف عليها المخرج إسلام إمام، بينما يقدم المخرج محمد عبد الهادى ورشة فى فن التمثيل والأداء، ولأول مرة تقام بالمهرجان ورشة فى فن العرائس وتصنيعها يقدمها الفنان عماد أبو سريع، وجميع هذه الورش تجرى بالمجلس الأعلى للثقافة بقاعات التدريب.
كعادته فى كل دوره، حرص المهرجان على تكريم العديد من القامات المسرحية، وتشهد هذه الدورة المهداة إلى روح الفنان عزيز عيد، تكريم كل، من الفنان محمد صبحي، والفنان صبرى عبد المنعم، والفنانة عايدة فهمي، والمخرج عصام السيد، والمخرج ناصر عبد المنعم، والمخرج أحمد إسماعيل، والمخرج مراد منير، ومهندس الديكور فادى فوكيه، واسم الفنانة الراحلة أمينة رزق، واسم الفنان الراحل عبد الرحيم الزرقاني، أيضا قام المهرجان بإصدار العديد من الكتب عن المكرمين التى بلغت 10 إصدارات، علاوة على كتاب للندوات والأبحاث، و كتالوج المهرجان .
عزيز عيد.. رائد المسرح
يعد عزيز عيد من أهم رواد فن المسرح المصرى، فهذا الفنان الذى تعود أصوله إلى جذور لبنانية،  يحسب له أنه أول من اتبع الأسس العلمية فى التعامل مع فن المسرح بكل أدواته، من ديكور وإضاءة وحركة الممثل والموسيقى، بعيدا عن البدائية والارتجالية  اللتين كانتا سائدتين وقتها، ولم يفعل ذلك من فراغ فقد درس أصول المسرح من خلال الكتب الفرنسية التى تناولت هذا الفن، حيث كان يجيد التحدث بهذه اللغة كأحد أبنائها، ولم يكتف بالدراسة النظرية للمسرح، بل انخرط فى كواليسه بالاشتراك فى بعض الأعمال المسرحية التى كانت تقدمها بعض الفرق الفرنسية على مسرح دار الأوبرا الملكية، فأمسك بيده خيوط هذا العالم، واستطاع أن يغزل منها شكلا جديدا للمسرح المصري.
ولد عزيز فى سنة 1884 بمحافظة كفر الشيخ التى استقرت فيها أسرته بعد هجرتها من لبنان إلى مصر، ألحقه والده بالمدارس الفرنسية، ثم سافر إلى لبنان فحصل على دراسته الجامعية منها، ليعود إلى مصر مرة أخرى ويتخذ من المسرح عالمه الحقيقى الذى جعله يضحى بعمله فى بنك التسليف الزراعي، حيث بدأ رحلته بالتمثيل فى الفرق الشامية التى كانت موجودة بمصر، لكنه تركها بعد سنوات ليبدأ رحلته فى دنيا الإخراج، كما تعلمه من الكتب الأجنبية والفرق الفرنسية.
كانت بدايته مع فرقة الشيخ سلامة حجازى كممثل ومخرج، حيث قدم مع الفرقة العديد من الأعمال منها "عواطف البنين، التيتجان، والولدان الشريدان، الطواف حول الأرض"، ولنجاحه الكبير كممثل ومخرج استعانت به بعض الفرق الأخرى مثل فرقة جورج أبيض وفرقة رمسيس مع يوسف وهبى وفرقة نجيب الريحانى .
لم يكتف عزيز بذلك، بل كعادته فى التجريب والتمرد على الأنماط السائدة، قام بتأسيس فرقة للتمثيل بالغة الفرنسية، استعان فيها بالممثلين الذى يجيدون الفرنسية مثل نجيب الريحانى واستيفان روستي، وكانت هذه الفرقة تقدم عروضها للجاليات التى تنطق بالفرنسية فى مصر، ثم كون مع أمين صدقى فرقة الكوميدى العربى التى زاد تألقها عندما انضمت إليها منيرة المهدية سلطانة الطرب .
من أهم المحطات فى تاريخه المسرحى أنه شكل مع فاطمة رشدى ثنائيا فنيا انعكس على الحياة المسرحية بإنتاج وتقديم العديد من الأعمال التى تعد من أهم كلاسيكيات المسرح المصرى فى أوائل القرن الماضي، خصوصا بعد أن تزوجها برغم فارق السن الكبير بينهما وبسبب ذلك لعبت الغيرة دورها فحدث الانفصال بينهما، وبرغم ذلك فقد استهلت مذكراتها التى نشرتها دار المعارف قائلة "إلى الذى جعل منى شيئا عظيما، وكنت لا شىء، ورفعنى إلى القمة، إلى الذى جعل العالم يتحدث عنى كما يتحدث عن الأساطير، وجعل الخلق ألسنة حق، مشيدة بى، ومعجبة بفنى رافعة من شأنى..إلى أستاذى عزيز عيد".
لقد عاش هذا الفنان حياته من أجل المسرح حتى رحل عن حياتنا فى سنة 1942، بعد حياة حافلة بالنجاحات والكفاح من أجل تقديم فن مسرحى يتسم بالرقى وعلى أسس علمية، جعلته يضع "أبو الفنون" فى طريقه الصحيح، وجعلت أهل الفن أنفسهم ينصبونه رائدا من أهم رواد المسرح.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة