فى البحيرة غزت نباتات ورد النيل ترع الشاذلية والقضاة والبصيلى بمركز رشيد شمالا وجنوبا، وتحولت الحشائش المائية التى غطت سطح المياه بما تمثله من سرعة تكاثر وشراهة فى امتصاص المياه، إلى خطر داهم يهدد هذه المجارى المائية، ويشكل تعديا عليها وجورا على عمليات الرى نتيجة توقف عمليات التطهير ولم يتحرك ساكن لأى مسئول حتى الآن.
موضوعات مقترحة
قال محمد سيف النصر حراز من أهالى رشيد إن الحشائش التى تطفو تنتشر بطول الترع هنا تعطل وصول المياه للأراضى، وتتسبب فى بطء شديد بسريان مياه الرى ووصولها للزراعات، وأحيانا انسدادها ومنع جريانها مشيرا إلى أنه وبالرغم من عمليات التطهير التى تجرى كل فترة لكنها تعود ثانية وبكثافة شديدة.
وشكا أحمد عبد الحميد مزارع من قرية البصيلى من أن وجود ورد النيل بالترعة يعد مأوى للقواقع الضارة الحاوية للديدان والتى تهدد صحة المزارعين وسلامتهم حيث تتسلل مع المياه بعد احتضانها وسط تلك النباتات لافتا إلى أنها سريعة النمو والانتشار بشكل كبير يتعارض مع جهود الدولة فى التطوير وتأهيل الترع والتيسير على المزارعين فحتى الترع المبطنة أصبحت تمتلئ بورود النيل التى باتت تغطيها فى مساحات كبيرة كما يهدد أيضا الجهود الصحية والتى تكافح وتعالج الأمراض المزمنة كالكبد وغيرها.
وأكد السيد أحمد حميده شيخ الصايدين ببوغاز رشيد أن ترع الشاذلية والقضاة والبصيلى سقطت مجددا من اهتمامات وزارة الرى خاصة بعد تفاقم مشكلة ورد النيل بشكل يومى والمسافر على طرق مركز رشيد لا يكاد يرى المسطح المائى للمجرى المائى لهذه القنوات المائية بل يشاهد بمد البصر ورد النيل الأخضر وهو يطفو على مساحات شاسعة منها تستهلك كميات هائلة من المياه فضلا على انتقال ورد النيل من هذه الترع إلى المصارف والمساقى الفرعية الأخرى وما يسببه من إعاقة حركة المياه ومنع الصيادين من ممارسة عملهم مضيفا أن الكارثة الكبرى هى نفوق الأسماك بصفة دائمة نتيجة لارتفاع درجة الحرارة ونقص الاكسجين.
وأضاف المهندس عبد الحليم هزاع أنه لا حديث فى رشيد الآن إلا عن مشكلة ورد النيل التى تحولت إلى أزمة خطيرة دون أن يتحرك أحد لإنقاذ الترع التى تراكمت فيها أطنان من هذا النبات الشيطانى الذى بات كابوسا يقضى على الأخضر واليابس مشيرا إلى أن أجهزة الرى المنوطة بها أعمال التطهير عاجزة تماما عن التصدى لهذه الظاهرة وأن ظهور هذه الأجهزة لممارسة عملها أصبح خيالا يراود الناظرين لهذه المجارى المائية الذين طالبوها بسرعة التطهير حفاظا على الفاقد من المياه الذى يلتهمه بمرور كل ثانية.
وحذر هزاع من أن ورد النيل يعد من المشكلات الكبرى التى يعانى منها أكثر من 20 ألف مزارع من أبناء هذه المناطق ومئات من الصيادين حيث تحتاج إلى حلول فورية من قبل الأجهزة المختصة مناشدا بسرعة تطهير هذه الترع والمساقى خاصة بعد أن تمكن ورد النيل من تغطية مساحات شاسعة جدا من سطح المياه بمعظم القنوات دون أن يتحرك ساكن لأى مسئول.
من ناحيته أوضح المهندس محمد هلال وكيل وزارة الرى بالبحيرة أن مهندسى الرى يواصلون جهودهم لمواجهة هذه المشكلة الموسمية فى كل الترع والمساقى وهى نبات ورد النيل الذى قد يتحول معه المجرى المائى إلى غابة خضراء حيث تتجمع أوراقه مهددة بتوقف وتعطيل عمليات مرور المياه فى بعض المناطق لافتا إلى أن الصندوق الاجتماعى أعد دراسة علمية بالتعاون مع خبراء صينيين تؤكد امكانية تجفيف ورد النيل والاستفادة منه كعلف للحيوان لتحويله من نقمة إلى نعمة.
وطالب هلال بالعمل على دراسة الاستفادة من تلك النباتات واستغلالها مثل قش الأرز والمخلفات الزراعية فى عمل أعلاف أو صناعة الأسمدة والمخصبات أو أى استخدامات أخرى تتماشى مع طبيعته ومكوناته ونحن بدورنا نناشد المسئولين بضرورة وضع هذه الدراسة نصب أعينهم حتى تعود بالخير على الجميع.