يسعى الأردن لمحاربة التطرف والإرهاب والشائعات المغلوطة التي تستهدف مجتمعه وتقدمه وتطوره في كافة المجالات، ما جعل الحكومة وبتوجيهات من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تعمل على تحصين مجتمعها وخصوصا النشء والشباب من اختراق محيطه المعلوماتي والثقافي وأمنه وأمن المنطقة بشكل عام.
موضوعات مقترحة
قدمت الحكومة الأردنية، مشروعا وطنيا يتمثل في تدريس التربية الإعلامية والمعلوماتية من خلال المناهج في كافة المراحل التعليمية سواء في التعليم العام "قبل الجامعي" أو التعليم الجامعي ذاته.
وقال الدكتور عزمي محافظة رئيس المجلس الأعلى بالمركز الوطني لتطوير المناهج بالأردن "مركز متخصص من أجل تطوير المشروع الوطني لتدريس التربية الإعلامية والمعلوماتية في التعليم الأردني"- في تصريح خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان- إن المشروع الوطني يهتم بنشر مفاهيم ومهارات التعامل الإيجابي مع وسائل الإعلام وأدوات تكنولوجيا الاتصال والإعلام الرقمي والحد من أضرارها.
وأضاف أن المشروع يعمل على تحقيق عدة أهداف مباشرة، ومنها تحسين قدرات المجتمع وتحديدا الأجيال الجديدة والشابة في التعامل مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات، وتمكين أفراد المجتمع وحمايتهم من المخاطر التي تفرضها الاستخدامات غير المهنية والمحتوى غير الملائم لوسائل الإعلام ومصادر المعلومات مثل خطابات الكراهية والمحتوى الذي يدعو إلى التطرف والعنف والإرهاب.
وأشار إلى أن تعزيز قدرات الشباب على المشاركة بشكل إيجابي من خلال وسائل الإعلام وتحديداً الرقمية، وتمكين أفراد المجتمع وتحديدا الشباب من حرية التعبير والتفكير النقدي والإبداع والريادة، تعد أيضا من الأهداف المباشرة للمشروع الوطني لتدريس التربية الإعلامية والمعلوماتية بالمجتمع الأردني.
وأوضح عزمي، أن مركز التربية الإعلامية يقوم بالعمل على عدة مجالات وهي تطوير المناهج والأدلة التعليمية والتدريبية في مجالات التربية الإعلامية والمعلوماتية، وتنظيم البرامج التدريبية للشباب في مجالات التربية الإعلامية والمعلوماتية ومكافحة التطرف.
ولفت إلى أن المشروع الوطني يقوم أيضا بالتطبيق على أرض الواقع من خلال التدريس العملي للتربية الإعلامية والمعلوماتية، من خلال فهم الإعلام والاتصال الحديث، ومحو الأمية الإخبارية، والتربية الإعلامية الرقمية، موضحا أن تحليل المعلومات والبحث عنها هدف أساسي من هذه التطبيقات للمشروع الوطني.
ونوه بأن الأردن منفتح على كافة التجارب العربية وغير العربية في هذا المجال، مؤكدا أن الأردن يسعى إلى التعاون والتنسيق مع كافة الدول العربية، ومن بينها مصر في إطار الاستفادة من تجربتها في مكافحة التطرف والكراهية ونبذ العنف.
كما نوه بأن التعاون والتنسيق مع كافة الدول العربية من أجل نشر هذا المشروع باعتباره جزءا من الاستراتيجية العربية لمكافحة ظاهرتي الإرهاب والتطرف، والتي أصبحتا تهددان كافة المجتمعات وأمنها القومي.
وتابع رئيس المجلس الأعلى بالمركز الوطني لتطوير المناهج بالأردن، أن الإشاعات أصبحت خطرا يهدد الكيان المجتمعي العربي بسبب الاستهدافات المستمرة للأمة العربية وأمنها القومي، مؤكدا أن المشروع الوطني الأردني سيكون نموذجا مقدما لكافة الدول العربية الشقيقة من أجل العمل سويا في الحفاظ على مجتمعاتنا وأمنها القومي.
وحول الطرق الدراسية والعملية لتدريس التربية الإعلامية والمعلوماتية من خلال المناهج في كافة المراحل التعليمية.. قال عزمي إن المركز ينظم برامج تدريبية مختلفة في هذا المجال من خلال إخضاع المتلقي "الطلاب من كافة المستويات" لبرنامج تدريبي لمدة 5 أيام تبدأ باختبار لمحو الأمية الإعلامية، ويشتمل التعرف على مدى معرفة وإدراك المشارك للمبادئ الأساسية في التربية الإعلامية والمعلوماتية.
وأردف عزمي أن المدربين يقومون بالتعريف بمبادئ التربية الإعلامية ومفاهيمها الأساسية من خلال التمارين ومحاكاة الوقائع، وينتقل التدريب إلى فهم عالم المعلومات وعالم الأخبار مقابل عالم التضليل والشائعات، من خلال التعرف على أدوات التضليل وصناعة الأخبار الكاذبة من خلال الأمثلة والتمارين الواقعية، ومعرفة القوى المؤثرة في المحتوى الإعلامي.
وأشار إلى أن المشاركين يتدربون على شبكة الإنترنت وكيف تعمل وعلى دور الخوارزميات في التحكم في المحتوى وعلى آلية عمل شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال نماذج المحاكاة يتدرب المشاركون على أدوات وأسس التحقق من المحتوى على الإنترنت والتحقق من الصور والفيديوهات ثم حماية الخصوصية الرقمية وتمييز خطاب الكراهية.
ولفت إلى أنه عقب لك ينتقل المشاركون إلى التعرف على المشاركة الإعلامية من خلال التدرب على أسس كتابة الأخبار البسيطة والتصوير وإنتاج الفيديوهات ومشاركة الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي بالاعتماد على القواعد الأخلاقية، ويقسم المشاركون إلى مجموعات صغيرة لمحاكاة غرف الأخبار وتقديم نشرات مبسطة في استديوهات الإذاعة والتلفزيون.
ويري خبراء أردنيون، أن اندماج المملكة بالتربية الإعلامية والمعلوماتية يعزز مفهوم المواطنة ومفاهيم حقوق الإنسان؛ لأنها أصبحت ضرورة حضارية وواجبا وطنيا، لبناء واستثمار طاقات الشباب للتعامل مع معطيات الإعلام المعاصر والتوعية والتثقيف بسلبياته وخصوصا بث ونشر الأخبار المغلوطة والإشاعات المغرضة غير المبررة والمضللة التي تنساق إليها بعض الشرائح المجتمع.
وفي ظل المخاطر الإرهابية والمعلوماتية ودخول المجتمعات العربية في مواجهة مع حروب الجيل الرابع والخامس، أصبحت الحاجة ملحة لتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية في ظل الثورة المعلوماتية التي تشهدها وسائل الإعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي.