جدري القرود هو مرض نادر ينشأ في الحيوانات البرية كالقوارض، وينتقل المرض من الحيوان للإنسان ظهر في القرن التاسع عشر عام ١٩٧٠، وسجلت أول حالة إصابة به لطفل في التاسعة من عمره.
موضوعات مقترحة
ومن وقتها أُبلغ عن حالات إصابة بشرية بجدري القرود في ١١ بلدة في إفريقيا بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، مشيرة إلى أول حالة ظهور له خارج إفريقيا في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٣ لحالة مخالطة لكلاب البراري الأليفة المصابة بالفيروس لتكون الحالة الأولى المسجلة به خارج موطنه.
ويعود المرض مرة أخرى بنوبة انتشار كبيرة عام ٢٠٠٥ في ولاية الوحدة بالسودان، مع وجود حالات متفرقة في أنحاء القارة، لتكون المرة الأولى لتفشيه على نطاق واسع للمرض مع عودته بحالتين سُجلا في جمهورية الكونغو من اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديموقراطية عام ٢٠٠٩، لتحل الموجة الثانية للمرض في الفترة ما بين أغسطس وأكتوبر ٢٠١٦ بواقع تسجيل ٢٦ حالة إصابة وحالتي وفاة بجمهورية إفريقيا الوسطى.
جدري القرود منذ قرون.. ولكن ما مظاهر الاختلاف هذه المرة؟
لأول مرة منذ سنوات بدأ ينتشر جدري القرود بين أشخاص ليس لهم أي سجلات سفر بالدول التي يستوطنها المرض، أو مخالطًا لإحدى الحالات المصابة، أو عن طريق الاتصال المباشر لدماء الحيوانات المصابة بعدّواه أو سوائلها أو آفاتها الجلدية أو إفرازاتها المخاطية؛ حيث أعلنت بدورها منظمة الصحة العالمية تلقيها بيانات بتسجيل حالات مصابة في ٧٠ دولة حول العالم حتى الآن.
الأعراض من الحمّى إلى الطفح الجلدي
قد تصيبك حمّى وتشعر بالصداع حال إصابتك بجدري القرود بعد فترة حضانة تترواح ما بين ٦ أيام إلى ١٣ يومًا أو ربما من ٥ أيام إلى ٢١ يومًا، بالإضافة إلى تضخم العقد الليمفاوية وهي السمة المميزة للإصابة بجدري القرود، مع الإحساس بوهن شديد وآلام في الظهر والعضلات.
فترة ظهور الطفح الجلدي تبدأ غالبًا بعد فترة من يوم إلى ٣ أيام من ارتفاع درجة حرارة الجسم بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية، متركزًا على الوجه بنسبة ٩٥٪ لأغلب الحالات وعلى الأطراف (راحتي اليدين وباطن القدمين) في ٧٥٪ من الحالات الأخرى كما يظهر الطفح الجلدي أيضًا على الأعضاء التناسلية في بعض الأحيان.
كما ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها أن أعراض المرض تزول بعد فترة تترواح ما بين ٢ إلى ٤ أسابيع، كما تترواح نسبة الإماتة في الحالات المصابة طوال تاريخ المرض بنسبة ٠ إلى ١١ في المائة من حالات الإصابة، لتكون الأكبر نسبيًا بين الأطفال.
لقاح الجدري الأكثر فعالية لجدري القرود بنسبة 85%
لم يتوصل العلماء في الفترة القصيرة الماضية إلى علاج فعال لمكافحة العدوى، ولكن أثبت لقاح الجدري جدارته بنسبة ٨٥٪ في الوقاية من جدري القرود، ولسوء حظ البشرية تم إيقاف هذا اللقاح بعد أن تصدى العالم ونجح في استئصال الجدري من العالم، كما يعمل التطعيم بلقاح الجدري على تخفيف حدة الأعراض عند الإصابة بجدري القرود، وعادة يتم إثبات التطعيم المسبق ضد الجدري من خلال ندبة أعلى الذراع.
الوقاية والحد من انتشار العدوى
في حين عدم التوصل للقاح فعال ضد مرض جدري القرود، فالبديل الحالي هو الوقاية والعمل على زيادة الوعي واتخاذ التدابير مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من معدل التعرض للإصابة، والتى تتمثل في تجنب المخالطة الجسدية لأجسام المصابين وحتى غير المصابين، المداومة على غسيل الأيدي، والحرص على طهي اللحوم جيدًا قبل تناولها، وتجنب الحيوانات الناقلة للفيروس للبشر ومخالطة سوائلهم المخاطية، ويأتي ذلك متمثلًا في الحد من وتيرة تسارع انتشار المرض، بينما يراقب مسؤولو الصحة عن كثب على مستوى العالم معدلات الإصابات التي جاءت غالبيتها بين فئة الشباب.
ومن جانبه، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمنعة بهيئة المصل واللقاح - في تصريحات خاصة لـ «بوابة الأهرام» - أن انتشار مرض جدري القرود هو بمثابة ظهور نوبة جديدة له ولكن على نطاق أوسع من النوبات الماضية، وذلك نتج عن مخالطة المصابين لأشخاص نقلوا إليهم العدوى خارج نطاق المناطق التي يستوطن فيها المرض.
وأضاف «الحداد» أن فيروس جدري القرود ليس سريع الانتشار مثل كورونا، حيث تنتقل العدوى إلى فرد من بين ٥٠ شخصا مصابا، مؤكداً أن السيطرة على جدري القرود ليست بصعوبة السيطرة على فيروس كورونا، نظرًا إلى أن جدري القرود ليس مميتًا أو سريع الانتشار كفيروس كورونا، مشيرًا إلى أنه مرض قديم نجحت السلطات المختصة في السيطرة عليه، وساعد لقاح جدري البشر في التصدى لجدري القرود بنسبة كبيرة، كما أن المرض يُعد مؤثرًا بنسبة أكبر لأصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة.