Close ad
30-7-2022 | 15:13

لا أحد يستطيع أن ينكر دور المرأة وأهميته في المجتمع عبر التاريخ ومختلف الحضارات، جنبًا إلى جنب دور الرجل؛ بل إنها استطاعت أن تحتل أعلى المناصب القيادية؛ مثل، حتشبسوت ونفرتيتي، وكليوباترا، وزنوبيا ملكة تدمر، وبلقيس ملكة سبأ، وشجرة الدر.. وغيرها وغيرها في العصور القديمة.

أما عن دور المرأة السياسي في العصر الحديث، فمنذ بزوغ فجر القرن الماضي، شهد التاريخ خروجها للتظاهر للمرة الأولى ضد الاحتلال البريطاني عام 1919، وتزعمت السيدة هدى شعراوي أول مظاهرة نسائية مصرية ضد المحتل؛ واستشهد فيها 6 شهيدات.

ويحق لنا أن نقول إن السنوات الأخيرة هي "العصر الذهبي" للمرأة المصرية؛ فقد تم تخصيص 25% من المقاعد للسيدات في نظام القوائم المغلقة، في برلمان ٢٠٢٠ وفازت ١٤٨ سيدة بمقاعد في البرلمان، وهو أكبر عدد للسيدات في تاريخ البرلمان المصري، فضلا عن شغلها العديد من المواقع الرفيعة داخل الدولة، وزيرة وقاضية وسفيرة خارج الحدود.

وعندما نتحدث عن المرأة القيادية فلابد أن نتوقف قليلًا؛ فهي قبل أن تتقلد المناصب القيادية، فهي الابنة الحنون والأخت العطوف والأم الرءوم، والزوجة الناجحة التي لابد أن تصنع التوازن بين قيادتها في العمل، وواجباتها في البيت تجاه أولادها وزوجها.

فعندما تمتلك المرأة زمام الأمور والمسئولية والإرادة القوية والثقة بنفسها، فإنها تستطيع أن تخرج من دائرة التهميش الاجتماعي إلى دائرة الضوء والرعاية والمسئولية.

المرأة القيادية لديها مهارات متعددة من فن التأثير في الآخرين  لتحصل على ثقتهم واحترامهم؛ فهي تستطيع بمهاراتها القيادية توحيد جهود العاملين نحو تحقيق الأهداف المنشودة، وتجعلهم قادرين على مواجهة مشكلاتهم، وتكسبهم الصلابة النفسية بدعمهم في نقاط القوة، وتقليص الجوانب السلبية.

وقد عزز الإسلام دور المرأة ورفع مكانتها في المجتمع، ولا ننكر دور المرأة في العصر الذهبي للإسلام؛ فمن أمثلة القيادة الدينية في عصر النبوة السيدة خديجة؛ بوصفها زوجة النبي "صلى الله عليه وسلم"، وكانت تقف مع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وتعضده، وتبادر دائمًا بمحاولات قيادية، وكان الرسول "صلى الله عليه وسلم" يستشيرها في كثير من الأمور، وكذلك السيدة عائشة، والسيدة أم سلمة، وغيرها وغيرها من أمهات المؤمنين.
وتميزت النساء بالقيادة العلمية في عهد رسول الله  "صلى الله عليه وسلم"، فكان للمرأة نصيب كبير في حفظ ورعاية أحاديث النبي "صلى الله عليه وسلم"، واحتلت أمُّنا السيدة عائشة رضي الله عنها المرتبة الأولى بين أمهات المؤمنين في رواية الحديث، وتلتها في الرواية أمُّنا السيدة أم سلمة رضي الله عنها، ثم أمُّنا السيدة ميمونة بنت الحارث، بالإضافة لما روته أمَّهاتنا: السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان، والسيدة حفصة بنت عمر، والسيدة سودة بنت زمعة، والسيدة زينب بنت جحش، والسيدة صفية بنت حُيي، والسيدة جُويرية بنت الحارث، وغيرها من أمهات المؤمنين.

فإن للمرأة مكانة قيادية تتماشى مع طبيعتها، وهذا يدعو إلى تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن قيادة المرأة في مجتمعنا العربي، غير أن هذا لا يعني أن تزاحم المرأة الرجال في القيادة، بل إذا وجدت امرأة قيادية ماهرة في مكان ما فهي أحق من الرجل؛ والحكم في ذلك يعود لأهل الاختصاص؛ ليحموا من منهما أكثر كفاءة.

فالمرأة القيادية قدوة ومنارة يهتدي بها الكثير من الشباب الواعد، وتستطيع أن تُعدَ صفوفًا عديدة من خلفها؛ تعلمها وتؤهلها للمستقبل، وتمنحها القدرة على مواجهة ضغوطات الحياة، وتنشئ أجيالًا قيادية ناجحة قادرة على تخطي العوائق والصعاب وتغيير الحاضر وصناعة المستقبل، أجيالًا تؤمن بأن القيادة الناجحة لا تُقاس بالعمر أو بسنوات الخبرة، بل بالإنجاز، أجيالًا لديها رؤية ثاقبة وطموح لا محدود وفكر إستراتيجي فذ في اتخاذ القرارات وقيادة دفة مسيرة التنمية في الدولة والوصول بها إلى آفاق أرحب.

* استشاري علم النفس والإرشاد الأسري والتربية الخاصة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة