Close ad

ثورات يوليو وآثارها

27-7-2022 | 22:49

يعتبر شهر يوليو شهر قيام الثورات التى غيرت مجرى التاريخ، وتركت آثارًا مهمة ليس فقط على المستوى المحلى لدول الثورة، ولكن على المستوى الدولى أيضًا.

ففى الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر يوم 4 يوليو العيد القومى لها, بعد الثورة الأمريكية التى حدثت بين عامي 1765 و1783؛ حيث هزم الوطنيون الأمريكيون في المستعمرات الثلاث عشرة البريطانيين في حرب الثورة الكبرى وتعرف أيضًا بحرب الاستقلال الأمريكية أو الحرب الثورية الأمريكية والتي أعلنت استقلالها لتكون نواة الولايات المتحدة الأمريكية, وهو يوم  اعتماد وثيقة إعلان الاستقلال عن بريطانيا عام 1776  فى القرن الثامن عشر, وفى القرن العشرين, وبعد مشاركتها فى الحرب العالمية الأولى والثانية أصبحت الولايات المتحدة تتحكم فى السياسة العالمية والنزاعات الدولية, وتتربع على العرش الاقتصادي العالمي، وتمتلك أقوى جيش فى العالم، ولها قواعد عسكريه فى المناطق الإستراتيجية فى العالم أجمع.

وفى فرنسا يعتبر يوم 14 يوليو (العيد القومى لفرنسا) عيد قيام الثورة الفرنسية واقتحام سجن الباستيل, والتى بدأت عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799، وأسفرت عن تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا، ومن أهم تلك النتائج إلغاء الملكية المطلقة وقيام نظام جمهوري بشكل عصري حديث تم فيه فصل السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية, وتحرر السياسة الفرنسية من سلطة الكنيسة, وظهور مفاهيم جديدة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية. 

وأدت الثورة إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير" عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، كما أن الثورة الفرنسية شكلت حدثًا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج واسعة النطاق من حيث التغيير والتأثير في الدول والشعوب الأوروبية، وأطلقت أيضًا الانحدار العالمي للملكيات المطلقة واستبدالها بالجمهوريات، ويعدّها المؤرخون من أهم أحداث التاريخ البشري.

وفى مصر يعد يوم 23 يوليو عيد قيام الثورة المصرية، والتى ألغت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953، وقامت بتوقيع اتفاقية الجلاء بعد أربعة وسبعين عامًا من الاحتلال، وتم إجلاء آخر جندى بريطانى يوم 18 يونيو، وتأميم قناة السويس, وإنشاء السد العالي, وإنجازات ثقافية وتعليمية واجتماعية واقتصادية, فقررت مجانية التعليم العام، وأضافت مجانية التعليم العالي, وقامت بإلغاء الطبقات بين الشعب المصري، وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري, كما حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وقضت على الإقطاع.

وعلى الصعيد العربى قامت ببناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين, وتوحيد الجهود العربية وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر والاستقلال العربية فى أغلب الدول العربية فى الكويت والعراق واليمن وتونس والجزائر والمغرب وليبيا, كما أقامت الثورة تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958..

ومن الإنجازات العالمية, تم تشكيل حركة عدم الانحياز مع يوغسلافيا والهند؛ مما جعل لها وزنًا ودورًا ملموسًا ومؤثرًا على المستوى العالمي.

ووقعت صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955، والتي اعتبرت نقطة تحول كسرت احتكار السلاح العالمي,كما كان للأزهر الدور الأبرز في نشر الدعوة الإسلامية في إفريقيا وآسيا, وكانت الثورة المصرية نبراسًا لحركات التحرر الإفريقية ودعت إلى عقد أول مؤتمر لتضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في القاهرة عام   1958.

وأخيرًا وفى مصر يعد يوم 3 يوليو بعد أعقاب ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 حدث فارق فى تاريخ مصر؛ حيث تم عزل جماعة الإخوان من الحكم واسترداد الوطن, بواسطة شعب مصر العظيم، وبدعم من قواته المسلحة، وإنقاذ الدولة المصرية من الانهيار.

وبدأت بشائر الأمل فى تأسيس الجمهورية الثانية وبداية عصر النهضة الحديثة لمصر عندما اختار الشعب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسًا للدولة المصرية, وتحت فيادته ظهرت بوادر عصر النهضة الحديثة.
 
* أستاذ بكلية طب الأزهر

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. رضا عوض يكتب: عيد تحرير وتنمية سيناء

اليوم يمر أربعون عامًا على تحرير سيناء الحبيبه، أرض الفيروز، بوابة مصر الشرقية وأمنها وعمقها الإستراتيجي، والرباط التاريخي بين مصر وأشقائها العرب، صاحبة

د. رضا عوض يكتب: جذور الأزمة الروسية الأوكرانية

على مدى أشهر، ورغم أن روسيا نشرت حوالي 130 ألف جندي، مجهزين بكامل العتاد من الدبابات والمدفعية والذخيرة والقوة الجوية الجبارة، بالقرب من الحدود الأوكرانية،

الأكثر قراءة