سيتوقف التاريخ طويلًا أمام تلك الطفرة التى أحدثتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في ملف الإعلام المصري، فما قامت به ولا تزال تقوم به الآن من أجل الإصلاح الهيكلي وتطوير المحتوى في مجالات عديدة منها دعم الصناعات الخاصة بالإعلام والفن، والتصدي للإعلام المعادي وإحياء القوى الناعمة المصرية لا يمكن لأحد إغفاله بأي حال من الأحوال، فقد استطاعت “المتحدة” أن تضع قضية الوعي المجتمعي في صدارة المشهد؛ نظرًا لأهمية هذه القضية كونها ضرورة أساسية؛ لأنه بدون وعي لن تكون هناك نهضة مجتمعية حقيقية، ولن تصبح الحياة الكريمة لها معنى دون أن يشعر بها المواطن بوعي حقيقي وسط هذا الكم الهائل من حروب التضليل والشائعات التي يطلقها إعلام قوى الشر.
والحق يقال فإنه في هذا السياق استطاعت "المتحدة" أن تقدم إنجازات كثيرة في توقيت صعب؛ حيث استطاعت أن تسد الفراغ في محاور عديدة، كان لابد من التوقف أمامها، لتثبت للجميع يومًا بعد الآخر أنها تقوم بمهمة وطنية من خلال خطة تشمل عدة محاور منها الاهتمام بالدراما والإعلام والرياضة ومساندة الشباب واكتشاف مواهبهم.
وبقراءة متأنية للمشهد الراهن نلمس بوضوح أن “المتحدة” قد نجحت وبشكل لافت للنظر خلال السنوات الأخيرة في إعادة الريادة للفن المصري ليس هذا فحسب؛ بل إنها ساهمت أيضًا في تنشيط السوق الفنية بمصر وعلى وجه الخصوص في مجال الدراما، وذلك من خلال إتاحة الفرص للشراكة القوية مع شركات إنتاج عديدة قدمت إنتاجاتها الناجحة ومنه “ميديا هب” و“الباتروس" و"سينرجي” و”العدل جروب”، و”أروما”، وغيرها من الشركات التى تعمل في مجال الدراما، وهو ما ترتب عنه أننا شاهدنا أعمالًا متميزة تنوعت بين الأعمال الوطنية والاجتماعية والكوميدية وكلها أعمال تميزت باحترام عقل المشاهد ومراعاة الهوية المصرية والعادات والتقاليد والقيم التي تساهم في البناء وتشكيل الوعي.
وفي الدراما أيضا قدمت “المتحدة” أجيالًا جديدة من الفنانين في الأعمال الفنية المتنوعة وساهمت في اكتشاف المواهب الفنية بشكل حقيقي؛ حيث تواجدوا بالفعل جنبًا إلى جنب مع النجوم الكبار الذين استقطبتهم المتحدة لإسعاد جمهورهم، كما أعادت عددًا كبيرًا من الممثلين كبار السن الذين ابتعدوا عن الشاشة منذ فترات طويلة، بل وساهمت أيضًا في علاج ومساندة ممثلين كبار كانوا في احتياج للمساندة في هذه السن الكبيرة.
وتكمن قيمة وأهمية تلك الطفرة التي حققتها المتحدة في مجال الدراما في نوعية الموضوعات التي ناقشتها واستعرضتها من خلال الأعمال التي قدمتها مؤخرًا والتي تميزت بأفكار وموضوعات ذات قيمة عالية تستهدف في المقام الأول الارتقاء بذوق المجتمع وإعلاء القيم النبيلة وإعادة الاعتبار للهوية المصرية، وإظهار الصورة الحقيقية للمرأة المصرية ومساندتها في قضاياها المجتمعية والأسرية، كما قدمت أيضًا موضوعات تساهم في تنمية الوعي والشعور بالانتماء والولاء للوطن، فضلًا عن ذلك فقد حرصت الأعمال الدرامية التي قدمتها "المتحدة" على إظهار الدور المهم الذي تقوم به مؤسسات الدولة المختلفة في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة.
ولم تتوقف "المتحدة" في مجال الدراما عند هذا الحد؛ بل استطاعت أن تحول الخسائر إلى أرباح، سواء أدبيًا بتفوقها وجذبها للمشاهدين أو ماديًا بتحقيق أعلى الأرباح في تاريخ القنوات المصرية التي تشكل مجموعة قنوات الشبكة التي حققت نجاحًا" كبيرًا وغير مسبوق، وذلك بمحتواها المتميز الذى اقترب منه المواطن المصري والعربي.
وإحقاقًا للحق فإن “المتحدة” وهي تقوم بتلك النقلة النوعية لم تغفل التطور التكنولوجي الذي أصبح هو لغة العصر فواكبت كل تطوير تكنولوجي شهده مجالات الإعلام والفن، فأسست المنصة الإلكترونية الدرامية “ووتش إت”، وقامت بتحديث أدواتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي لإيمانها بأهمية "السوشيال ميديا"، وأتاحت من خلالها أعمالًا متميزة جديدة وأعمالًا من التراث، وتصدت لعمليات النصب والسرقة التي كان يتعرض لها المحتوى المهم بمكتبة ماسبيرو من أعمال تراثية نادرة لا مثيل لها على شاشات أخرى عربية.
وبعيدًا عن كل هذا وذاك حققت “المتحدة” حالة من التقارب والمصداقية مع المواطن المصري؛ حيث تواجدت بأدواتها وفرقها وأطقمها مع المواطن في الشارع المصري، وقامت بتكريم أسر شهداء الواجب من أبناء الجيش والشرطة ونظمت زيارات لأهالي الشهداء.
كما وضعت كودًا أخلاقيًا، التزمت به في مضمون كل ما تقدمه على شاشاتها، فمنعت مشاهد العنف والبلطجة والألفاظ البذيئة والحوارات المتدنية والسوقية التي شوهت الدراما المصرية لسنوات قبل أن تتصدى لها “المتحدة”.
واللافت للنظر أن إستراتيجية “المتحدة” واضحة وضوح الشمس كونها تتمتع ببعد وطني وتحمل رسالة مجتمعية لا يختلف عليها اثنان، تصب دائمًا في صالح المواطن وتعبر عن اهتماماته فتجاوز دورها وتعدى مجرد تقديم الخدمات الإعلامية المختلفة؛ لتصبح مساهمًا قويًا في مبادرات الدعم المجتمعي، فلم تبخل بإمكاناتها في دعم المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وغيرها من المبادرات الكثيرة التي تستهدف الارتقاء بمستوى المواطنين في مختلف المجالات، فضلا عن مشاركتها في التصدي للشائعات التي يروجها الإعلام المعادي بهدف التخريب وهدم الإنجازات الكبرى التي يجري تنفيذها في كل ربوع الوطن.
ولا أحد يستطيع إنكار أن “المتحدة” قد اقتحمت بقوة مجالات عديدة تمس كل أشكال ومناحي الحياة، وحققت فيها نجاحات منها استعادة مصر مكانتها في الفن والإعلام واستثمار المواهب الشبابية وإعادة تشكيل الوعي بما يفيد الوطن والمواطن، كما ساهمت في تطوير قطاعات متنوعة واتجهت مؤخرًا إلى تطوير المحتوى الإخباري بتأسيس قطاع أخبار جديد يليق باسم مصر، وما زلنا ننتظر نجاحات ونجاحات يشهد عليها التاريخ.