- من المستهدف زراعة 3 ملايين فدان ذرة ستوفر نحو 9 ملايين طن لتغذية الماشية
موضوعات مقترحة
- الدكتور أيمن عبد الحى: إدخال المخلفات لتقليل نسبة الذرة فى علف الحيوان وتفل البنجر غنى بالعناصر الغذائية
التغذية أهم مرحلة فى تربية الحيوان، ولابد أن يكون المربى على دراية بالطرق الصحيحة والكميات المطلوبة لكل حيوان فى مراحله السنية المختلفة.. تغيير الأعلاف له ضوابط معينة.. وكلما زاد الإنتاج زادت كميات العلف المقدمة للحيوان.. وللتعرف على أسس تغذية الحيوان وأحدث التكنولوجيات المتعلقة بها.. كان لنا هذا التحقيق السريع...
قال الأستاذ الدكتور أيمن عبد الحى رئيس قسم بحوث تغذية الحيوان بمعهد الإنتاج الحيوانى فى مركز البحوث الزراعية، إن عنصر التغذية الأهم فى تربية الحيوان، ونعتمد فى مصر فى تغذية الحيوان على الأعلاف الخضراء مثل البرسيم، ونستخدم الذرة بشكل كبير فى التغذية، وكان فى الفترة الماضية تتم زراعة نسبة منها فى مصر، والنسبة الأخرى أغلبها يتم استيرادها من أوكرانيا، وبسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وتراجع عمليات استيراد الذرة اللازمة للأعلاف، فإن مصر تستهدف زراعة 3 ملايين فدان من الذرة، ستوفر نحو 9 ملايين طن من الذرة، الأمر الذى يساهم فى تقليل استيراد الذرة، حيث يمكن زراعة مابين 2 إلى 2.5 مليون فدان، تنتج نحو من 6 إلى 7 ملايين طن من الذرة اللازمة لأعلاف الحيوانات، مضيفاً أن الذرة المصرية قيمتها الغذائية «البروتين» أعلى من الخارج، ومصر تستهلك 11 مليون طن سنوياً.
تفل البنجر
وأضاف أنه من الممكن أن يتم تقليل نسبة الذرة فى علف الحيوان، من خلال إدخال بعض الأعلاف الأخرى، لكن فى الدواجن لا نستطيع تقليل الذرة، لأنها العنصر الأساسى فى تغذية الدواجن الذرة والصويا.
وأوضح رئيس قسم بحوث تغذية الحيوان، أنه من الحلول البديلة للتقليل من استخدام الذرة استخدام تفل البنجر، حيث إنه غنى بالعناصر الغذائية ويفيد الحيوان، وعلى سبيل المثال إذا كان يقدم فى العليقة 40 % ذرة نخفض نسبة الذرة إلى 32 %، ونضيف إليها 8% تفل بنجر، وبهذا نكون قد وفرنا جزءاً من الذرة، موضحاً أنه يوجد كميات كبيرة من مخلف تفل بنجر السكر نستفيد منه كعلف للحيوان، وهو يختلف عن الذرة فى ارتفاع نسبة الألياف به.
وأشار إلى أن هناك العديد من طرق إغناء كثيرة بالنسبة للمعاملات الغذائية، منها الاستفادة من العديد من المخلفات الموجودة، مثل قش الأرز ومخلفات مصانع الأغذية، وعلى سبيل المثال قش الأرز يعتبر مادة مالئة، فيتم رفع قيمته الغذائية من خلال حقنه باليوريا أو الأمونيا يصل البروتين به إلى 6%، «كل 100 كيلو قش أرز تتم إضافة كيلو ونصف الكيلو يوريا فى كومة تغلق جيداً لفترة، وبعدها تتم تهويته وتتم تغذية الحيوان عليه»، ومثال آخر مخلفات قصب السكر من عيدان ومصاصة يتم إغناؤها بإضافة مفيد عليها، لرفع قيمتها الغذائية وتقدم كعلف للحيوان، وكل هذا من أجل خفض تكلفة تغذية الحيوان، وبالتالى خفض الأسعار وزيادة الاستهلاك، ويزداد الطلب لكل شىء مشجع لتربية الحيوان، ويوجد كثير من المواد المالئة مثل التبن، فيمكن وضع مولاس لرفع الطاقة، والمولاس والفيناس تنتجها شركات السكر، والمولاس أعلى بعض الشىء عن الفيناس، ويمكن استخدام أى منهما كلهما يعمل على رفع طاقة الحيوان، وهناك نواتج غربلة الفول، ينتج كميات كبيرة يمكن جرشها وتقديمها للحيوان.
حشيش الكوكيا
وكشف أن هناك نباتات جديدة مثل حشيش الكوكيا نسبة البروتين مرتفعة جداً، ونبات البونيكام مفيد جداُ فى تغذية الحيوان، حيث يحتوى على نسبة بروتين أعلى من البرسيم الحجازى والشعير، ويساهم بشكل كبير فى زيادة الوزن والحليب، وحاجته للمياه أقل ويتحمل ظروف الجفاف وملوحة التربة، ويُعد البونيكام من النباتات المعمرة، فهو ينمو كلما تم حشه، ويستمر فى الأرض لخمس سنوات، ويعتبر بديلاً أرخص وأعلى جودة من البرسيم والشعير، ومستساغ للحيوانات وسهل الهضم، ويزرع فى جميع أنواع الأراضى الزراعية القديمة والمستصلحة حديثاً، ويمتاز بسرعة نموه وغزارة إنتاجه، ويُعد من أفضل الأعلاف فى الوقت الحالى.
وقال إن زيادة سعر الذرة من 5 آلاف إلى 9 آلاف جنيه خلال الفترة الماضية، أدت إلى زيادة أسعار الحيوان، لذا اتجه كثير لإنتاج علف من مصادر أخرى غير الذرة، تعمل على تغذية الحيوان.أ
وتابع أن عملية تسمين البتلو مهمة جداً، بدلاً من الذبح عند 50 كيلو، يتم التسمين إلى أعلى من 300 كيلو، هذا سوف يساهم بإنتاج أكثر للبتلو، والدولة أطلقت مشروعاً رائعاً تحت مسمى مشروع إحياء البتلو، بتمويلات منتشرة على مستوى الجمهورية بفائدة 5% وتوجد فترة سماح، هذا لم يحدث من قبل.
ضوابط التغذية
وأضاف أن هناك ضوابط لتغذية الحيوان يجب على المربى معرفتها والالتزام بها، على سبيل المثال عندما فكر الغرب فى زيادة تغذية الحيوان لإنتاج لبن أكثر، وتقديم غذاء له من أصل حيوانى، زاد فى الإنتاج فعلاً لكن حدث جنون البقر، فكل حيوان له طاقة إنتاجية.
وأوضح أننا نتغير بتغير العالم، كل يوم هناك جديد فى الزراعة والإنتاج، وتغير المناخ الذى يترتب عليه اختلاف فى الزراعة، وعوامل الجو تؤثر فى كل شىء، لذلك يجب أن يكون لدينا المرونة للتعامل مع كل جديد، لأن الزراعة عنصر أساسى فى تغذية الحيوان.
منح التراخيص
وقال رئيس قسم بحوث تغذية الحيوان، إن وزارة الزراعة ممثلة فى قطاع الثروة الحيوانية بالتنسيق مع المعمل الإقليمى للأعلاف ومعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، هى الجهات المعنية بمنح ترخيص لمصنع الأعلاف، حيث تقوم كل جهة بمراجعة المواصفات المطلوبة فى المعدات وعمليات خلط الأعلاف وتجانسها، مضيفاً أن المعمل المركزى للأعلاف يتابع عملية تجانس الأعلاف، ومن ثم يمنح المصنع الموافقة على طرح الإنتاج، فيما يقوم معهد بحوث الإنتاج الحيوانى بتسجيل منتجات الأعلاف بالتعاون مع قطاع الثروة الحيوانية والمعمل الإقليمى للأغذية والأعلاف.
متشابهون جميعاً
من جهة أخرى، قال الأستاذ الدكتور محمد رفاعى رئيس بحوث بقسم تغذية الحيوان، إن كل حيوان له تغذية خاصة سواء من جاموس أو بقر، ماعز، غنم، جمال، لكنهم جميعاً يتشابهون فى أنهم حيوانات مجترة، بمعنى أنها لها كرش به ملايين حية دقيقة، المنوط بها هضم الأعلاف الخشنة التى تحتوى على ألياف عالية، لا تستطيع الحيوانات ذات المعدة الواحدة هضمها.
وأضاف أن أساس التغذية للحيوان هى المرعى، مثل: البرسيم أو الأعلاف الخشنة الخضراء الطازجة فى مصر، ويستطيع الحيوان المنتج للبن حتى 20 كيلو فى اليوم أن يعيش وينتج من خلال هذه الأعلاف الخضراء الطازجة، أو فى صورة محفوظة من خلال تجفيف هذه الأعلاف كدريس البرسيم، " البرسيم أو أى علف أخضر يتم تجفيفه فى الشمس والهواء حتى يجف بأوراقه، لأنها هى التى تحتوى على القيمة الغذائية العالية، أو فى صورة سيلاج"، والسيلاج عن طريق كمر الأعلاف الخضراء بصورة جيدة بغطاء بلاستيكى، وتعمل بها البكتيريا ويتولد بها حامض اللاكتيك الذى يحول المكمورة إلى وسط حامضى، ليمنع أى عفن أو فطريات تفسد المكمورة، ويتم فتح المكمورة بعد شهرين نبدأ فى تغذية الحيوان منها، وفى حالة الاهتمام بتقفيل المكمورة بشكل جيد، تكون نسبة الفقد فى القيمة الغذائية فى السيلاج عن الأعلاف الخضراء لا تتعدى 5%.
مركزات الحبوب
وأوضح الدكتور محمد رفاعى، أن رقم إثنين فى التغذية المركزات، وأولها الحبوب، يأتى على رأس القائمة الذرة الشامية، موضحاً أنه عندما يزيد إنتاج الحيوان نزود من الجزء المركز، على سبيل المثال نبدأ بـ 80 % أعلاف خشنة و20 % أعلاف مركزة، وعند زيادة الإنتاج نخفض من الأعلاف الخشنة لتصل لـ 70 % ونزود الأعلاف المركزة لـ 30 % من الكمية اليومية التى يأكلها الحيوان، وينطبق هذا على اللبن واللحوم، موضحاً أن الحيوان الذى ينتج 6 كيلو لبن فى اليوم لا يحتاج لعلف مركز ويكتفى بالأعلاف الخشنة.
وأشار رئيس البحوث، إلى أن العليقة تنقسم إلى قسمين.. هناك عليقة حافظة وهى التى تعد للحيوان حتى يستطيع أن يعيش ويتحرك ويذهب إلى المزرعة وهكذا، وهناك عليقة إنتاجية مقابل إنتاجه يتم تزويد القيمة الغذائية فى العليقة، وهى تختلف من حيوان لآخر.
ونوه إلى أنه يجب عدم تغيير نوع العليقة كل فترة قصيرة، لأنه كلما تم تغيير فى مكونات العليقة اليومية التى تقدم للحيوان خلال فترة قصيرة تدمر البكتيريا الموجودة فى الكرش، وتحتاج نحو 21 يوماً حتى تنمو وتتكاثر مرة أخرى، وتأخذ قوتها وتفيد الحيوان، مؤكداً أنه يجب ألا يزيد عدد مرات تغير نوع العليقة على 3 مرات فى العام، ويتم تغييرها تدريجياً خلال 21 يوماً.