اِطرَحوا الأَمرَ إِلَينا
وَاِحمِلوا الكُلَّ عَلَينا
إِنَّنا قَومٌ إِذا ما
صَعُبَ الأَمرُ كَفَينا
وَإِذا ما ريمَ مِنّا
مَوطِنُ الذُلِّ أَبَينا
احتفلت مصر خلال الأسبوع الماضى بذكرى ثورة يوليو 1952 هذه الثورة التى كان لها العديد من الآثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية ليس على مصر فحسب؛ بل على منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، هذه الثورة التى أسست الجمهورية المصرية الأولى بعد إجبار النظام الملكى على التخلى عن الحكم وإعلان جمهورية مصر فى 18 يونيو 1953.. فكانت الجمهورية الأولى والتى أسست على مبادئ ثورة يوليو والتى لبت مطالب الشعب، هذه الثورة التى بدأت كحركة لمجموعة من أبناء الشعب المصرى من ضباط الجيش ما لبث أن التف الشعب حول وخلف أبنائه من الضباط الأحرار لتتحول الحركة إلى ثورة بكل المقاييس السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وهذه هى الطبيعة الخاصة جدًا التى تربط الجيش بالشعب، منذ ثورة أحمد عرابى ضابط الجيش الذى وقف أمام الخديو توفيق مناديا بتحقيق مطالب الشعب مرورًا بـ 32 يوليو وصولًا إلى 25 يناير والتفاف الجيش حول الشعب وحمايته وانتهاء بـ 30 يونيو وتلبية الجيش واستجابته لصوت الشعب الهادر والغاضب على حكم جماعات الإرهاب، هذه الخصوصية التى تربط الجيش المصرى بشعبه طوال التاريخ والتى كانت بمثابة الحصن الذى حمى الدولة المصرية على مدار عقودها..
وفى كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتهنئة الشعب المصرى بثورة 23 يوليو أكد أن : تلك الثورة استطاعت أن تؤسس الجمهورية الاولى لدولتنا ولتغير وجه الحياة بشكل جذري، ليس فقط فى مصر، بل فى المنطقة بأسرها، وكانت لها إسهامات ملهمة فى الحركة العالمية لتصفية الاستعمار وترسيخ حق الشعوب فى تقرير المصير، حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال فوق معظم الدول العربية والإفريقية.
كما أكد على طبيعة العلاقة الخاصة التى تربط القوات المسلحة بالشعب المصرى قائلا: «سيظل تاريخ قواتكم المسلحة، كعهدكم بها، حافلاً بالبطولات والإنجازات الوطنية، ومن بين تلك البطولات ثورة يوليو المجيدة التى حملت القوات المسلحة لواءها عندما خرجت طلائعها ليلة الثالث والعشرين من يوليو منذ سبعين عاماً، لتلتف حولها وتساندها جموع وجماهير هذا الشعب، ولتعلن قيام الثورة التى ردت للوطن عزته وللمواطن كرامته، وليسطر التاريخ نموذجاً للعلاقة بين الشعب وجيشه اتسمت عبر عقود طويلة بالتلاحم والثقة العميقة المتبادلة.. إنها علاقة فريدة من نوعها بين شعب أبي عظيم، وجيش يمثل نموذجاً للمؤسسة الوطنية التى تدرك مهمتها وتؤديها على الوجه الأكمل ولا تحيد عنها.
فتحية تقدير واعتزاز خلال هذه الذكرى العطرة إلى هؤلاء الأبطال الذين تقدموا لقيادة الثورة وحملوا أرواحهم على أكفهم ليصنعوا لوطنهم فجراً جديداً، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس الراحل محمد نجيب.
وتطرق فى كلمته إلى التحديات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن معلنا عن تمسك الدولة المصرية بعبور هذه التحديات قائلا: «إننا نصر وبإرادة صلبة لا تلين، على تحقيق الغايات الكبرى التى نضعها نصب أعيننا والأهداف العليا التى نحملها على عاتقنا، من أجل النهوض بوطننا الغالي وتغيير واقعه للأفضل، ولتبقى مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها من الأجيال الحالية والقادمة، أخذاً فى الاعتبار متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة.. لأن مصر بموقعها الجغرافى ودورها الإقليمى والدولى، لا تستطيع أن تعزل نفسها عن تلك التحديات والمتغيرات التى تجتاح العالم وطالت تداعياتها الجميع... ولعلكم تتفقون معى أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، مثلما واجهت مصر خلال السنوات الماضية تحدياتٍ متنوعة... ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية... فإننى أؤكد لكم أنه لولا جهود الدولة فى مجال الإصلاح الاقتصادى التى تحملها الشعب... وكذلك المشروعات التنموية العملاقة على امتداد رقعة الدولة.. لما كان من الممكن أبداً الصمود أمام تلك الأزمات العاتية التى تجتاح العالم منذ ثلاث سنوات ... ولقد باتت الإنجازات المتلاحقة التى تحققت فى مصر على مدار السنوات الأخيرة، لاسيما فى مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وتوطين الصناعة، شاهداً على قوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل وتكوين اقتصاد قومى قوى وراسخ.»
مشيرا الى ان الطريق الى الجمهورية الجديدة بات واضح المعالم قائلا: «إننى على يقين من قوة عزيمتنا سوياً فى الاستمرار بخطى ثابتة وواثقة فى الطريق الذى اخترناه جميعاً من أجل الانطلاق الى الجمهورية الجديدة، جمهورية التنمية والبناء والتطوير وتغيير الواقع، جمهورية تؤسس نسقا فكريا واجتماعيا وانسانيا شاملا، وبناء انسان ومجتمع متطور تسوده قيم انسانية رفيعة… ورغم تعاظم الظروف المعاكسة التى تسببت فيها العديد من الأحداث والتطورات الدولية غير المواتية... إلا أننا قادرون بإذن الله وبعزيمة أبناء هذا الوطن العظيم على تخطيها والتغلب عليها... وليكن احتفالنا اليوم بذكرى ثورة يوليو المجيدة، بمثابة قوة دفع متجددة للعمل والسهر على النهوض بوطننا العزيز، وتحقيق طموحات شعبه الكريم فى حاضر ومستقبل مشرق يظلله الأمن والاستقرار، وتزدهر فيه التنمية»..
فمن ثورة يوليو 1952 وإلى الخطوات الجادة والمتسارعة لبناء جمهوريتنا الجديدة على أساس من التنمية الشاملة والإنجازات الكبرى وتحقيق أمن المواطن المصرى الاقتصادى والاجتماعى فى إطار من مكافحة الفساد والعدالة والمساواة والمواطنة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
كل عام وشعب مصر بخير وحفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها..