المحصول الصحراوي يستطيع إنتاج الأعلاف والعصائر وتوفير المياه
موضوعات مقترحة
«بحوث البساتين»: يحظى بشعبية لدى المستهلك ويرتفع معدلات الطلب عليه
التين الشوكى من النباتات التى تتمتع بسمعة دولية فى أنظمة الإنتاج الغذائى والحيواني، وسط موجات الجفاف وتدهور الأراضى التى أصابت الكثير من دول العالم والمناطق الصحراوية، مما جعله ينال اهتماما واسعا على المستوى العالمى نظرا لتعدد استخداماته ومرونته العالية فى التكيف مع آثار التغيرات المناخية وكفاءته العالية فى استخدام المياه وقدرته على النمو فى التربة الفقيرة والمتدهورة، حيث تفشل النباتات الأخرى فى النمو.
حول زراعة التين الشوكى وأسراره وكيفيه إدارته كمشروع ناجح وكيفية الاستفادة منه، كان لنا هذا التحقيق..
يقول المهندس خالد الغزالى استشارى زراعة التين الشوكى: إن التين مشروع متكامل يساهم فى تخفيض تكاليف تربية المواشي، حيث أنه يوفر فرصا جيدة لتحسين توافر الأعلاف المنتجة من ألواح نبات التين الشوكى فى هذه المناطق خاصة فى فترات الجفاف أو فى فترات نقص الأعلاف التقليدية، خاصة وأن الإنتاجية من الألواح سريعة، وتبدأ بعد أشهر قليلة من الزراعة، والإنتاج السنوى للهكتار الواحد من ألواح نبات التين الشوكى تحت الزراعة المكثفة يصل إلى 200 طن تنقسم إلى حوالى 20 طنا من المادة الجافة بالإضافة إلى 180 طنا من المياه الجيدة والطازجة المخزنة بالألواح، والتى تكفى لتوفير الأعلاف اللازمة لتربية 10 ‒ 12 بقرة سنويا مما يقلل الاعتماد على الأعلاف التقليدية.
ويشير إلى أنه يسمح بتربية قطعان الماشية فى المناطق الجافة والنائية الغير متوافر بها الأعلاف التقليدية أو المياة اللازمة لزراعتها، حيث يحتاج إلى 250 لترا من المياه لإنتاج كيلو جرام من الوحدة الجافة والتى تمثل 10 % من المياه التى تحتاجها زراعة أنواع الأعلاف الأخرى التقليدية الشرهة للمياه مثل البرسيم، م،ضحا أن هذه الألواح غنية بالمياه بنسبة تصل إلى 90 %، مما يجعلها أيضا مصدرا هاما لتوفير المياه للحيوانات وللإنسان فى المناطق الجافة، فالذى يعيش فى محيط هذا النبات لا يهلكه جوع ولا عطش، حيث يمكن أن تصل نسبة التخفيض فى إستخدام المياه إلى أكثر من 90% عند تغذية الحيوانات بنسبة 60% من الألواح. وعلى الجانب الآخر تحتوى الألواح على نسبة عالية من الكربوهيدات (60%) والفيتامينات (A وC) والبروتين (3 ‒ 5%) والتى تزداد إلى 10% عند إستخدام أسمدة الأمونيا والفوسفات.
تجارب دولية
ويضيف غزالى أن هناك تجارب لدول العالم فى إنتاج الأعلاف الحيوانية من ألواح نبات التين الشوكي، حيث اهتمت الكثير من دول العالم بزراعة نبات التين وتكثيف إنتاجية ألواحه لإستخدامها فى إنتاج الأعلاف الحيوانية الرخيصة الثمن والعالية الجودة والأقل إستهلاكا للمياه، حيث وصلت إنتاجية الهكتار من الألواح فى البرازيل إلى 185 طنا بينما وصلت الإنتاجيه تحت الزراعة المكثفة إلى 230 طنا، بينما فى المغرب يتراوح بين 150 إلى 200 طن، وبالمقارنة بإنتاجية البرسيم فى مصر التى تصل إلى 50 طنا، بينما البرسيم الحجازى تترواح بين 85 إلى 140 طن للهكتار وبالتالى ترتفع إنتاجية ألواح بنات التين الشوكى مقارنة بالبرسيم وخاصة مع استهلاك البرسيم لأضعاف كميات المياه التى يحتاجها التين الشوكي، وأيضا زراعة البرسيم تحتاج إلى الأسمدة والمبيدات الكيماوية بكثافة على عكس زراعة نبات التين الشوكي.
ويتابع بالقول: تحتاج الألواح لإستخدامها فى تغذية الحيوانات إلى إضافة مكون غنى بالبروتين مثل الصويا أو أى نوع آخر من الحبوب وإضافة مصدر للألياف مثل التبن، حتى لا تفقد الوزن ولا تصاب بالإسهال، وأظهرت الدراسات أنه عند خلط الألواح بالمخلفات النباتية مثل الأتبان والقش مع مصدر للنيتروجين يعلى من القيمة الغذائية لهذه المخلفات ويزيد من معدل التحويل لدى الحيوانات عند تغذيتها بهذا المخلوط، نظرا لإحتواء الألواح على نسبة عالية من الكربوهيدرات التى توفر طاقة تمثل 75 % من الطاقة التى توفرها الذرة (بينما إنتاجية الألواح فى البيئة الجافة 20 ضعف إنتاجية الذرة)، وعند الإستغناء نهائيا عن الذرة وجزئيا بنسبة 40 % عن الأتبان وإستبدالهم بالألواح لم يؤثر ذلك على إنتاج الألبان من الأبقار، وأن خليط الألواح والمركزات الغنية بالبروتين تحل محل سيلاج الذرة بدون التأثير على معدل التحويل للحيوانات.
كما تستخدم ألواح نبات التين الشوكى طازجا فى تغذية الابقار فى البرازيل بالرغم من أن البرازيل منتج رئيسى للحبوب نظرا لارتفاع أسعارها فى مقابل الألواح، أما فى جنوب أفريقيا ترتكز صناعة الأعلاف على التجفيف الشمسى للألواح مما يزيد من مدة صلاحيته واستعماله كمركزات ويعطى صناعة الأعلاف خيار استخدامها كعنصر تغذية فى إنتاج الأعلاف المركبة وإنتاج السيلاج لتغذية الأبقار والأغنام، ويتم إضافة الثمار المهدرة التى تساعد على تحسين جودة السيلاج لوجود السكريات بها.
وتستغل زراعات التين الشوكى فى تونس والمغرب كمراعى لتربية الأغنام والأبل والتى أدت إلى تقليص تكلفة التغذية بنحو 40% مقارنة بالأعلاف التقليدية وتحقيق الإكتفاء الذاتى من الأعلاف وتوفر إنتاج من الألبان ليس فقط يكفى للإحتياجات المحلية بل يحقق أيضا فائض للتصدير، بالإضافة لحمايتها للتربة من التصحر وترشيد إستهلاك المياة فى الزراعة وتقليل الإنبعاثات الكربونية.
و فى البرازيل تتغذى الأبقار بخليط من الأعلاف عبارة عن (70% ألواح و30% مركزات) أو (39% ألواح و31% سيلاج السورجم و30% مركزات) أو (60% ألواح و20% تبن و20% صويا) والتى تؤدى لإنتاج ألبان ولحوم اكثر صحية للإنسان، وتحافظ على إنتاج يومى للأبقار من الألبان يتراوح بين 20-25 لتر لبن فى اليوم.
أما بالنسبة للأغنام ففى أثيوبيا عند إستخدام خلطات أعلاف عبارة عن (ألواح 43 % وقش 47 % ومركزات 10 %) وصل معدل التحويل اليومى إلى 53 جراما. بينما فى جنوب أفريقيا وصل معدل التحويل إلى 116 جرام عند إستخدام (ألواح مجففة 24 % وقش 41 % وذرة 30 % ومولاس 4 % ويوريا 1 %).
ويشير الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ التغيرات المناخية، إلى أن التين الشوكى محصول المستقبل، حيث يتحمل ندرة المياه والتصحر والجفاف ومقاوم للإجهاد الحرارى والاجهاد الملحى نتيجة للتغيرات المناخية وبالفعل بدأت الدولة والمستثمرين بالتوسع فى زراعته خاصة، حيث يقاوم التغيرات المناخيه التى يشهدها العالم وتعظيم عوائده المادية من خلال التصنيع المنتجات الهامه منه العصائر والخل والمربات.
ونوه بأن الهدف الأول من المحور السادس للصحة فى رؤية مصر 2030 «إنهاء جميع أشكال سوء التغذية فى مصر وتلبية الاحتياجات الغذائية» يتحقق من خلال سد العجز فى إنتاج الأعلاف واللحوم الحمراء بدون الاعتماد على مياه نهر النيل أو التربة الخصبة من خلال زراعة وإنتاج الأعلاف من ألواح نبات التين الشوكي.
لتوفير بديل جزئى للأعلاف التقليدية من خلال ألواح نبات التين الشوكى الأقوى مقاومة لتأثيرات «التغيرات المناخية» من نقص فى إمدادات المياه وارتفاع درجات الحرارة، والذى يتوافق مع المحور التاسع للبيئة فى رؤية مصر 2030.
وتؤكد الدكتورة سحر غزالي، مستشارة الزراعة وباحثة بمعهد بحوث البساتين أن التين الشوكى من المحاصيل الهامة التى تحظى بالشعبية لدى المستهلك وتعد من الفاكهة الصيفية التى يرتفع معدلات الطلب عليها وينتظر عشاق التين الشوكى بدء موسمه فى شهر يونيه من كل عام مع بدء إنتشاره فى الأسواق.
ولذلك يعتمد برنامج تحسين التين الشوكى على 4 رشات من الأسمدة تشمل الأولى الكالسيوم والبورون ضرورى جدا بمعدل 750مل /200لتر ماء والثانية بنترات البوتاسيوم بمعدل كجم+كجم فولفيك /200لتر ماء والثالثة بسترات البوتاسيوم بمعدل لتر : 200 لتر، مؤكده ان التين الشوكى صيدلية الصحراء المتنقلة التى يجب التوجه نحو تشجيع استهلاكها، ويمكن الإستفادة من التين الشوكى كأحد العصائر المرغوبة لدى المستهلكين، ويمكن تشغيل محلات متخصصة فى تقديم عصائر التين الشوكي،
وهى دعوة عامة لمحلات العصير على مستوى الجمهورية للتعاقد مع المزارع على عصير التين الشوكى لتقديم عصائر التين الشوكى الطازجة ويمكن تخزينه فى ثلاجات التبريد والتجميد مثل عصائر المانجو والفراولة خاصة إنه من العصائر المتعددة الفوائد ومنها إنه مضاد للأكسدة.
كما يتميز بإنه غنى بجميع العناصر الغذائية فضلا عن غناه بجميع الفيتامينات والالياف الغذائية التى تميزه أكثر من عصير القصب والمانجو والبرتقال واليوسف والكيوى والكاكا والبطيخ الاحمر والاصفر والاناناس والجوافة والدوم والليمون والكمثرى والنعناع بالليمون وعصير «الباباظ» وعصير الجرجير.
ويمكن حل العديد من المشكلات التى تواجه التحول نحو تقديم عصائر التين الشوكى بسبب انتشار الأشواك لتعمل على ازالة الشوك من التين الشوكى بمنطقة النوبارية.
لتقديم خطوط الإنتاج لإزالة الأشواك بأسعار مجدية للغاية سواء للسوق المحلى او التصدير ويتوفر لدى الشركة مرحلة تدريج الثمار كمرحلة إضافية بعد ازالة الشوك من التين كما يتوفر أشكال مختلفة من نماذج التعبئة والتغليف سواء للسوق المحلى او التصدير وهناك إمكانية توفير وعمل محطات ازالة وتدريج وتعبئة التين الشوكى للسوق المحلى والتصدير بأعلى المواصفات الانواع.
وأكدت الدكتورة سحر أن التين الشوكى يحتوى على فيتامين ا،ه،ج كما يعطى الجسم احتياجاته من السكريات والتى تمنحه الطاقة اللازمة وتمنع الشعور بالتعب والارهاق كما يحسن من الحالة المزاجية ويمنع التعرض للاكتئاب ويساعد على التوازن العصبى للمرارة وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم كما انه مدر للبن للمرضعات ويساعد فى خفض نسبة الكوليسترول فى الدم حيث بحتوى على نسبة قليلة جدا من السعرات الحرارية ويساعد على تنشيط عمل جدران المعدة ويساعد فى حماية الاغشية المخاطية، كما يحتوى على عنصر الماغنسيوم حيث تحتوى الحبة الواحدة على 50ملجم ماغنسيوم، بالاضافه إلى حمض الفوليك حيث يوجد 107ميكروجرام حيث يقى الجنين من الاصابة بتشوهات خلقية ويحمى من خطر الولادة المبكرة للمراة الحامل، كما يحتوى على الكالسيوم والريبرفلافين ويساعد عنصر البوتاسيوم فى انخفاض الضغط المرتفع لذا عليكم باكل التين الشوكى وكذلك الموز، ونظرا لاحتوائه على مركبات الفلافونويد تكمن اهميته فى تقليل مخاطر الاصابة ببعض السرطانات مثلسرطان الثدى وسرطان المعدة والبروستاتاوالبنكرياس.
وأشارت غزالى إلى أن هناك اكثر من 200 نوع من التين الشوكى العديد منها ناتج من تهجين أنواع منه مع بعضه البعض كالتين الشوكى المتشجر فهى شجره كبيره يصل ارتفاعاتها إلى 16 قدم.
واكد ياسر منصور من شباب الخرجين انه بالفعل بدأت الدوله بتخصيص الأراضى لشباب الخريجين بالظهير الصحراوى للمحافظات لزراعة التين الشوكي، وتقديم الدعم المادى الميسر لتمويل الزراعة وشراء معدات إنتاج الإعلاف (يمكن التصنيع محلياً بمصانع الهيئة العربية للتصنيع، وبالفعل تم تسجيل خلطات أعلاف التين الشوكى بالمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف.
وأضاف انه لابد من دعوة الهيئات الحكومية المهتمة بالمجال الزراعى للتعاون وتقديم كل ما تستطيع لإنجاح وتذليل أية معوقات تواجه مزارع التين الشوكي، من خلال تقديم كل التسهيلات سواء من آلات التصنيع أو وسائل الإنتاج الزراعي.
ودعا للبدء فى إنشاء حقول تجارب يساهم فيها مستثمرون زراعيون فى مختلف المحافظات حتى تكون نقطة انطلاق لضمان نجاح التجربة الجديدة ومهام التدريب العملي، إلى جانب الأفكار والأبحاث حتى تضمن مصر مكانه عالميه ثابته ذات ثقة عالية قوامها جودة محاصيلها فى الاسواق الخارجية وسرعه إطلاق حملات توعية وسط المجتمعات القروية والبدوية بأهمية زراعة وصناعات نبات التين الشوكى والعائد منها وتشجيع المستثمرين فى مجال الزراعة على الاتجاه للزراعات العضوية وفق نظام «اعتماد المزرعة» حتى يضمن نصيبا من تصدير محصوله أو جزء منه والعمل على انشاء رابطه للتين الشوكى لضمان سهولة التواصل، ومن أجل الحصول على أعلى انتاج وتجنب العوائق التى يواجهها المزارع من الزراعة إلى التصدير.
وفى النهاية، أوصى الجميع بالاهتمام بزراعة التين الشوكى، ودعا الجميع إلى زراعته في أسطح المنازل لأنه محصول غنى جدا بجميع العناصر الغذائية.