راديو الاهرام

أبراج الضغط الكهربي تلاحق حياة أهالي البحيرة

21-7-2022 | 17:29
أبراج الضغط الكهربي تلاحق حياة أهالي البحيرةخطر أبراج الضغط الكهربى يلاحق الأهالي
البحيرة - إمام الشفى
الأهرام التعاوني نقلاً عن

فوضى حصار أسلاك الضغط العالي والمتوسط تعد المشكلة الأساسية التى تلاحق عددا غير قليل من قرى البحيرة وامتدت فوق المدارس ومراكز الشباب على المنشآت الحكومية وزحفت على مساكن الفلاحين، فلا يكاد يخلو بيت من حادثة وفاة أو نفوق حيوان نتيجة تلك الأسلاك والأبراج والأعمدة معا، في غيبة تامة من المسئولين حتى باتت لغما وشبحا يهدد حياة الأهالى، وسط صمت الجهات المسئولة التى تشاهد وتسمع ولا تعترف بخطورة الأزمة لكنها تقف عاجزة.

موضوعات مقترحة

في قرية سرنباى التابعة لمركز المحمودية وقوامها 50 ألف نسمه يتعرض أهلها يوميا لشبح الموت صعقا بسبب مخاطر أسلاك الضغط المتوسط التى تخترق مدخل القرية الرئيسي، ولكنها أصبحت واقعا يجب التعامل معه وبسرعة لدفنها في كابلات داخل الأرض حتى لا تسقط على الحيوانات والمواطنين الأبرياء وقد ضج أهالي القرية من هذه الأسلاك دون أى استجابة حيث تسبب فى العديد من الحرائق مما ينذر بوقوع حوادث جديدة الأمر الذى يستدعى تدخلا فوريا من مسئولى الكهرباء والمحليات.

يقول رشاد الشرقاوي أحد الأهالي نحن نشاهد أسلاك الضغط المتوسط ممدودة بكل إتقان وأحكام بطول وعرض المناطق السكنية الريفية تسير رغم أنف المطالبين بمواصفات وضمانات الأمان فوق مساكن بعض الفلاحين وغيرها وبالرغم من الصرخات والاستغاثات المتكررة إلا أن رد فعل الجهات المسئولة لم يزد عن كونه مجرد مكاتبات متبادلة فيما بينهما دون جدوى حقيقية مراسلات تحمل فيها كل جهة المسئولية عن الجهة الأخرى دون اتخاذ القرار المناسب للإنقاذ، لافتا إلى أن المشكلة يجسدها الواقع المؤلم شبكة الخطر التى تعشش فوق رءوس الأبرياء ولا يقتصر خطرها على المساكن ونوادى الشباب فقط انما يمتد إلى تلاميذ المدارس والمعاهد الدينية فقد أثبتت الدراسات أن كثرة تعرض هؤلاء للذبذبات الكهربائية الناتجة عن خطوط الضغط المتوسط أو العالى تؤدى غلى انخفاض نسبة الذكاء بل والتخلف العقلى وأحيانا الإصابة بالسرطان.

ويشير محمد شومان معلم خبير لغة عربية، أحد مواطنى قرية سرنباى إلى أن هذه المشكلة جريمة أزلية قوتها 11 ألف وات وتمتد فوق المساكن والمصالح الحكومية وبات هذا الخطر اللعين يلاحقنا والرعب يطاردنا والموت يتربص بنا فى كل لحظة وأضحى الهلع يحسب خطواتنا لأن خطوط وأعمدة الجهد المتوسط أصبحت لغما وشبحا يهدد حياتنا ليل نهار.

ويتساءل شومان إلى متى يستمرهذا الخطر الداهم مزروعا في القرية؟ وهل نترك الأمر للفوضى حتى تقع الكارثة وتأتي تكاليف العلاج أضعاف هذا المبلغ المطلوب لتصحيح هذه الأوضاع الخاطئة وتزيد الخسائر فى الأرواح لا قدر الله.

أما نبيل مخيمر مزارع فيحذر بشدة قائلا: إذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا سنقوم بوقفة احتجاجية أمام شركة توزيع الكهرباء لعرض مأساتنا على المسئولين لسرعة اتخاذ قرار حازم ينقذنا من أسلاك وأعمدة الموت.

ويؤكد نبيل مخيمر ان مدخل القرية يخدم نحو 50 ألف نسمه والجميع يخشى على نفسه من مخاطر التيار الكهربائى الذى يخترق المدخل الرئيسى للقرية من داخل الحيز العمرانى وقد تآكلت الأعمدة الخرسانية تماما وأصبحت غير آمنة بالمرة وكثيرة الحوادث والحرائق والمفرقعات فضلا عن ذلك فهى آيلة للسقوط بين طرفة عين وانتباهتها فوق رءوسنا وماشيتنا حيث تخترق المنازل ومعظم المنشآت الحيوية.

ويقول السيد سعدان هلال المحامى رغم أن السكان أصبحوا أكثر وعيا بالحوادث التى يمكن ان تنجم عن أى ماس بأسلاك الضغط ذات الجهد المتوسط فإن أغلبهم لا يدرك حجم الأمراض التى يمكن أتصيبهم نتيجة لقربهم الشديد من الشبكة الكهربائية كالصداع والسرطان وزيادة كهرباء المخ عند الأطفال ويتابع بأن هناك العديد من الاقتراحات منها دفن تلك الشبكات تحت الأرض واستخدام مواد عازلة ولكن يبدو ان جميع الحلول عالية التكلفة ولا تسمح بها ميزانية الدولة

ويوضح السيد سعدان بأن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكوى تضرروا فيها من هذا التيار بينما يصر مهندسو الكهرباء على موتهم وكأنهم نكره بحجة أنهم ليسوا اصحاب مصلحة وكأنه لا توجد خطط إحلال وتجديد بل تذهب هذه الخطط لصالح أناس بعينهم ويتساءل كيف هذا وهم يحصلون على الفواتير الباهظة ويقومون بزيادتها باستمرار دون حسيب أو رقيب مقابل سوء الخدمة.

ويضيف أن جهات رسمية تقدمت بالشكوى وقاموا برفع تقارير سابقة تضرورا فيها من هذه الكارثة وتم عمل مقايسة تعديل مسار هذا التيار الهوائى بكابل أرضى عشرات المرات إلا أنه تم وضعها جميعا فى الأدراج فقط ولا يتم تنفيذ شئ ونشتكى ونستغيث ولا مجيب علما بأنه تم تنفيذ عدد غير قليل من المقايسات الاقل خطرا لمصالح يعلمها الجميع مشيرا إلى أن المشكلة تكمن فى تفريعة طولها 150 مترا داخل الحيز العمرانى وليست المشكلة فى 3٫1 كيلو متر ليصعب معها الاستبدال ويتعجب من وجود خمسة محولات متلاصقة فى مكان واحد مطالبا بتجميع كل هذا فى محول عالى الجهد.

وفى منطقة الزرقة التابعة لقرية إفلاقة بمركز دمنهور ألمح أحمد الرومى أنهم يعانون من مرور أسلاك كهرباء الضغط العالى بجوار الكتلة السكنية ومن فوق المنازل مما يعرض أرواحنا إلى الخطر والأمراض المزمنة ويتساءل من يدفع إزالة هذا الخطر؟ قائلا لو حتى أجيز أن الأهالى الذين يتحملون المسئولية فمن أين يدفعون الدخول تتضاءل باستمرار والضغوط الحياتية تتكاثر على كاهلهم ولذلك فمن الضرورى أن تتولى الدولة الأمر برمته ولا يعقل لأى من المسئولين تبرير الوضع بأنه فى اطار العشوائيات لأن الدولة هى المسئولة أولا وأخيرا عن هذه العشوائية فلماذا الصمت التام حتى الآن؟! مطالبا بضرورة نقل الأبراج بعيدا عن الكتلة السكنية.

وفى قرية فيشا يمضى جمال خطاب قائلا أن حالة الذعر تجتاح المنطقة فى حالة هطول الأمطار الشديدة حيث تحدث أصوات فرقعة نارية من أسلاك الخطوط تدفع كل فلاح إلى الخروج من منزله والاحتماء بأسرته داخل عشة من البوص وحطب الذرة فى حقله أعدها خصيصا لهذا الغرض عند الطوارئ !

وأوضح مصدر مسئول بشركة البحيرة لتوزيع الكهرباء -رفض ذكر اسمه- لـ«الأهرام التعاونى» أن الشركة بريئة من هذه المشكلات فى معظم مناطق المحافظة ويستند إلى خطوط الضغط المتوسط والعالى المتواجدة من البداية حيث تم وضعها فى أماكنها بشكل علمى وهندسى سليم وبعيدا عن أية مخالفات لافتا إلى أنه بالإمكان نقل الخطوط أو دفنها لتبتعد تماما عن الحيز العمرانى ولا تمانع الشركة فى ايجاد الحلول البديلة لهذه الخطوط ولكن المشكلة تكمن فى تحمل تكاليف النقل.

وأشار إلى أن المادة 55 من قانون الكهرباء الجديد، حددت المسافات التى يجب اتباعها حتى يمكن للمشتركين الحصول على تصريح بالبناء والحصول على عداد كهرباء، وهى يجب ألا تقل مسافة البناء والسكن بالقرب من خطوط الضغط العالى عن 25 مترا مربعا، وألا تقل مسافة البناء والسكن عن 13 مترا مربعا من شبكات الخطوط الهوائية للجهود العالية، وألا تقل المسافة عن 5 أمتار من الخطوط الهوائية للجهود المتوسطة وألا تقل مسافة البناء والسكن عن كابلات الكهرباء ذات الجهد العالى عن 5 أمتار، وألا تقل المسافة بين المبانى وكابلات الجهود المنخفضة عن مترين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة